بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب المترو ياسادة

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين

يفقد مصداقيته عندى تماماً من يشكو غلاء تذكرة المترو فى حين أنه ينفق مئات الجنيهات شهرياً على مزاجه فى تعفير الدخان فى الهواء بالسجائر أو الشيشة  .

كذلك يفقد مصداقيته عندى فى الشكوى من يجلس على المقهى ( قهوة الغلابة ) يومياً ليصرف على أقل أقل تقدير عشرة جنيهات على المزاج فما بالك بمن يجلس وبصفة يومية على كافيهات الأغنياء وهو ممن يستقلون المترو أيضاً ويعترضون اليوم على زيادة سعر تذكرته ؟!

لن أتطرق إلى أنواع المزاج الأخرى عدا السجائر والشيشة على اعتبار أنهما البلاء المستفحل فى السواد الأعظم من عائلى الأسر المصرية ومعوليها أيضاً ولكن ما يعلمه الجميع أكثر كارثية .  

هناك من هؤلاء المدخنين من يقول أنا أدافع عن الغلابة وأتكلم بلسانهم  ، وأنا أدعو كل مدخن أن يوفر ما ينفخه من مال فى الهواء لمساعدة هؤلاء الغلابة على أن يتأكد من أنهم من غير أصحاب المزاج  .

التدخين ( وهو ما يعنى بعزقة المال فى الهواء) كثيراً مالا يقتصر على رب الأسرة بل يمتد إلى ابنائه فى مرحلة التعليم الثانوى أو الجامعى وهو ينفق على مزاجهم ولكن غلاء تذكرة المترو هو القاضى عليه !

على فكرة أى مرفق خدمى عام يستمد نفقات تطويره وصيانته من رسوم استخدامه المحصلة من مستخدميه ، وكلما كانت هذه الرسوم بعيدة عن الواقع بدعم مبالغ فيه سيتم تطويره وصيانته من القروض والاستدانة التى أهلكتنا وأهلكت موازنة الدولة لعقودٍ طويلة ، وإلا فالبديل أن يتم إهماله إلى أن يهلك أو يتوقف تماماً  .

على فكرة أيضاً مترو الأنفاق يستخدمه بصفة يومية نسبة معينة ومعروفة ومحددة من الشعب المصرى وليس الشعب كله وهم بطبيعة الحال من ساكنى القاهرة الكبرى فقط وأعلى نسبة استخدام له فى شهور الدراسة يكون من الطلبة

وهؤلاء مازالت قيمة تذكرتهم كما هى .

– يشمل عدم ارتفاع قيمة التذكرة كلاً من كبار السن والمعاقين

– هناك بديل لباقى الفئات من مستخدمى المترو وهو الاشتراك اللى ممكن عمله بشيء من التدبير ومدته ثلاثة شهور  وهو يخفض سعر التذكرة إلى النصف 

 

 

هل معنى ذلك عدم وجود معاناة وصعوبات ؟! من قال ذلك ؟! لابد أن يكون هناك معاناة وصعوبات ولابد أن يتحمل الجميع لأننا دولة تنمو وتصبو إلى إصلاح كل البنى التحتية المتهالكة ، هذا إذا أردنا إصلاحاً  وذلك بعيداً عن نغمة طيب فين رجال الأعمال والأغنياء وليه الفقير بس اللى يتحمل ؟! فرجال الأعمال والأغنياء لا يرون المترو أساساً ولا يعنيهم فى شىء والدولة ترفع عليهم سعر البنزين وجمارك سياراتهم الفارهة وضرائب مصانعهم وأسعار مرافقهم لتكون إيرادات يتم توجيهها إلى تحقيق العدالة الاجتماعية فى موازنة الدولة

والأغنياء يشتكون أيضاً و لكن لأن جزء من  رفاهيتهم المبالغ فيها قد يتأثر !!!

من فى نفس جيلى يتذكر قبل المترو حين كان سكان القاهرة لا يبلغ تعدادهم ربع الحالى منظر أتوبيسات النقل العام التى كانت تسير مائلة على جنبها من كثرة ركابها وكنا نشبهها بعلب السردين حين يحشر فيها الركاب بل ويمتد وجودهم إلى سلمها وتطير أجسامهم معها فى الهواء ، وهؤلاء هم من يدركون ماذا سيحدث لو توقف المترو إن لم تكف موارده تكلفة تشغيله وهم أيضاً من يدركون هراء الدعوة إلى مقاطعة المترو إن كان هناك من سيلبيها من الأساس .

صعوبات الحياة فى كل المجالات كانت دائماً موجودة وستظل موجودة ولن يقلل من وطأتها ولن يعبر بنا لنجتاز أزماتنا ونتقدم كما تقدمت أمم قبلنا إلا تعاوننا وإنتاجنا ومراعاة ضمائرنا فى أعمالنا وتكافلنا الاجتماعى ووقوفنا مع بلدنا وعدم استمراء الشكوى والاعتراض المستمر ، والبعد عن  التحريض وكلمة (اشمعنى)  .

مثلما يكون لعائل الأسرة ابن خلوق ملم بمتطلبات الحياة وظروفها متعاون مقدر لهذه الظروف وعلى وعى بدوره فيها ، وابن متعب لا يقدر ولا يبال ولا يتفهم قدر أعباء الحياة ويتضجر ويتأفف من المشاركة فيها حتى تعبر الأسرة مراحلها الصعبة – هناك أيضاً مواطنون من النوعيتين  .

لا يصح مقارنة نصيب الفرد من الناتج المحلى أو من الدخل القومى لدولة تعدادها مائة مليون نسمة بنصيب الفرد لدولة تعدادها ٢ مليون نسمة ولها من الموارد الضخمة سواء طبيعية أو إنتاجية ما يجعل مواطنيها أكثر رفاهية مما هم عليه بوجود فائض فى الموازنة يتيح عدم رفع أسعار المرافق الخدمية ومنها مترو الأنفاق .

الدولة على وشك الانتهاء من الخط الثالث من مترو الأنفاق بتقنيات أكثر تطوراً وجارى العمل حالياً بالخط الرابع ، مع الاتجاه إلى تطوير الخطين الأول والثانى – أليست هذه من المشروعات الأكثر أهمية ؟! ماذا تعتقدون عن كيفية تمويلها؟!

لن يتناسب مستوى الأجور مع مستوى الأسعار سواء للسلع أو الخدمات إلا بكثرة وجودة الإنتاج معاً ولن ترتقى بلدنا إلا بنا ، ولنعلم أن بديل العمل والإنتاج وتحمل الإجراءات  الصعبة مع صندوق النقد الدولى لنعبر معها بالتخطيط والتنظيم مرحلة من أصعب المراحل هو الاستدانة من الدول الأخرى وتفاقم ديوننا وانهيار موازنة الدولة وتدهور البنية التحتية .

وأخيراً اتقوا الله ولا تستمرئوا الشكوى يجعل لكم مخرجا واحمدوا نعمه حتى لا تزول وأحبوا وطنكم فلا تعطوا الفرصة لأعدائه للنخربة والتحريض والتقليب ولا تكونوا أبواقاً لهم ، والحق أن رحى التنمية والإصلاح وإقامة المشروعات وتوفير فرص العمل وتمديد شبكات الضمان الاجتماعى للفقراء تدور فى بلدنا كما لم يحدث من قبل  – والله المستعان  .

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى