استمعت النيابة العامة بأسيوط إلى أقوال عدد من الرهبان والقساوسة والشمامسة والعاملين بدير المحرق بشأن قضية وفاة الراهب القس زينون المقارى.
وقال عدد من الرهبان والقساوسة بالدير، إن القس المتنيح كانت تربطه علاقة طيبة بالآخرين داخل الدير رغم قصر مدة إقامته بها منذ وصوله من دير أبومقار بوادى النطرون، مشيرين إلى خروجه لمدة 3 أيام وعودته مرة آخرى دون أسباب معلومة، لافتين إلى تردد أنباء وقتها بإقامته بأحد الفنادق بالقاهرة.
وأشار آخرون إلى سماع صوت صراخ من قلاية القس المتنيح، وعند الدخول وجدوا الراهب فى حالة إعياء شديد ممسكًا ببطنه نتيجة الألم، فتم نقله إلى مستشفى سانت ماريا بمدينة أسيوط التابعة للدير.
وأضافوا أن الراهب المتنيح يبلغ من العمر 43 عامًا، حاصل على ليسانس فى اللغة الفرنسية قبل سيامته راهبًا، وانتدب إلى فرنسا للخدمة قبل سنوات، فضلاً عن كونه “أب اعتراف” الراهب المشلوح أشعياء المقارى “وائل سعد” المتهم بقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبو مقار بوادى النطرون.
كما أوضح أحد الرهبان أن القس المتنيح تم نقله بقرار بابوى قبل شهر من دير القديس أبو مقار بوادى النطرون إلى دير السيدة العذراء بالمحرق بمركز القوصية فى أسيوط ضمن قرارات نقل لـ6 رهبان من دير أبومقار بوادى النطرون إلى أديرة مختلفة، عقب إجراء تحقيقات داخلية من لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس الدير، وذلك لإعادة ضبط الحياة الرهبانية، إلا أنه عقب وصوله إلى المحرق بأسبوع تقريبًا غادر الدير دون إبداء أسباب لكنه عاد مجددا بعد مرور 3 أيام.
من جانبه ذكر مصدر بالطب الشرعى فى أسيوط أن فريقا من الطب الشرعى انتقل بناءً على قرار النيابة إلى دير المحرق بمركز القوصية، وتم أخذ عينات من بواقى “القيء” والأكل الذى كان فى مقر إقامته “القلاية”، فضلاً عن مناظرة الجثمان وتشريحه بمستشفى أسيوط الجامعى قبل نقله إلى دير أبومقار لدفنه، لافتًا إلى ظهور شحوب بالوجه ورغاوى من الفم، وهو ما يدل على وجود شبهة “التسمم”، موضحا أنه تم أخذ عينات من المعدة والرئتين والقلب وسحب عينات كيماوى لبيان أسباب هذه الأعراض، وذلك قبل كتابة التقرير النهائى والمُفصَل عن أسباب الوفاة.
وأضاف المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أنه تم استعجال التقرير النهائى والتفصيلى للطب الشرعى، الخاص بأسباب الوفاة، وما إذا كان انتحارا بتناول العقاقير أو تم دس السم له، خاصة وأنه تم ضبط وتحريز كمية من الأدوية والعقاقير داخل القلاية الخاصة به ومبلغ مالى يصل إلى 27 ألف جنيه فى حقيبة، مشيرًا إلى تشكيل لجنة فنية من المختصين بالتنسيق مع مسؤولى وزارة الاتصالات لفحص المكالمات “الصادر والوارد” الخاصة بالقس خلال الأيام الماضية من الموبايلات التى تم ضبطها، وفحص جهاز اللاب توب الخاص به و”الهاردات” التى تم تحريزها وإعداد تقرير مفصل بها، فضلاً عن تفريغ كاميرات المراقبة داخل الدير عقب التحفظ عليها فور وقوع الوفاة.
وتكثف النيابة من تحقيقاتها والاستماع لأقوال المتواجدين بالدير للكشف عن إجابات لعدد من الأسئلة الهامة فى القضية حول وفاة القس المتنيح من بينها (طبيعة علاقته بزملائه فى الدير وتعامله مع الآخرين وأسباب نقله إلى مستشفى سانت ماريا بمدينة أسيوط التى تبعد ما يقرب من 45 كيلومتر وعدم نقله إلى أى مستشفى قريبة من الدير لتلقى العلاج اللازم، فضلاً عن علاقته بالآخرين داخل وخارج الدير وحالته النفسية قبل الوفاة وأسباب خروجه من الدير لمدة 3 أيام وعودته مرة آخرى).