أخبار

«30 يونيو»| ماذا لو استمر الإخوان فى حكم مصر؟

 

ماذا لو استمر حكم الإخوان؟ ونتائج ذلك مصريا وعربيا، وماذا لو كان بالإمكان أن يعود الإخوان إلى الحكم؟ ونتائج ذلك مصريا وعربيا؟

  • 30 يونيو أطاحت بهدف إخوانى أمريكى كبير يستهدف جر مصر إلى صراعات إقليمية طاحنة
  • لو استمرت دولة المرشد لما ظهر نظام عربى ودولى جديد يعادى الإسلام السياسى الانتهازى
  • غياب الإخوان عن المشهد أنقد القاهرة ولم يحولها شرطيًا جديدًا فى المنطقة لصالح الأمريكان

إن التفكير فى مثل تلك السيناريوهات إنما يستدعى أولًا أن تروى جميع فصول الحكاية، ومن البداية، فهم ما جرى وتبين ما صار بعده، فالثابت، أن باراك أوباما كان متعصبًا لدولة المرشد على نحو لافت، جملة من الخطط الأمريكية لإعادة صياغة الشرق الأوسط، بما يخرج واشنطن من أى حسابات معقدة تخص تلك المنطقة المتفجرة من العالم بلا أى خسائر تذكر، والأهم بما يؤمن مصالحها وابنتها المدللة تل أبيب، ويضمن عدم تصدير العنف الإسلامى إلى الغرب، جميعها انهارت وتبددت بإسقاط حكم الإخوان، فى 30 يونيو و3 يوليو 2013.

الجماعة كانت الكاسحة التى يريدها الغرب لتبديد أى مشروع وطنى حقيقى شامل، غير متحزب، غير طائفى، منحاز للديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال السياسى بالمنطقة.

رجال حسن البنا، كانوا فى الموعد، يريدون السلطة، مقابل التبعية العمياء، لا حرج لديهم فى قيادة جبهة سنية ضخمة تمتد فى العشرات من الدول والمناطق والقارات، فى مواجهة النفوذ الإيرانى الشيعى، النفخ فى التقاتل الإسلامى الإسلامى لم يكن ممنوعًا فى عرف الجماعة، طالما أن ذلك سيحقق حلمها بامتلاك مصر.

الإخوان كانوا رأس حربة الغرب فى عملية تفجير وتمزيق الشرق الأوسط بمعارك طائفية، تضمن لأصحاب القوة والنفوذ منابع وتدفقات النفط والغاز وممرات الملاحة الرئيسية، فضلًا عن مليارات الخليج الساخنة، والأهم عدم المساس بإسرائيل ولا بأمنها القائم على الاحتلال والاستيطان وتنغيص الحياة على الجيران.

مشروعات النظم ذات الخلفيات العسكرية الوطنية، أو تلك التى تنشد ليبرالية وقومية حقيقية، والتى يفترض فيها الاستقلالية ورفض الهيمنة الغربية كافة، والأهم تفرد القرار وتبنى مشروعات نهضوية حديثة لمجابهة التخلف والفقر والبطالة وغيرها، كان لا بد لها من بديل انتهازى يقضى عليها، ليس فقط بدافع قنص الحكم منها من جانب ذلك البديل المتطلع دومًا، ولكن كذلك انطلاقًا من عداء أيديولوجى وعقائدى تجاهها.

الإخوان كانوا الأكثر اتساقًا مع ذلك الهدف، الجماعة الدينية التى تدعى التسييس تكره وتعادى الآخر إلى حد التحريم والتكفير، وكل ذلك وفق تفسيراتهم الأنانية للنصوص المقدسة فى الكتاب والسنة.

إدارة أوباما، وبخاصة الأجنحة قليلة الخبرة بالتعاطى مع شؤون المنطقة العربية، كانت تريد بديلًا لنظم شاخت وصارت لا تحظى بأى جماهيرية، ولكن بشرط أن يكون بديلها على نفس درجة الولاء والطاعة العمياء لواشنطن، فكان الخيار، أن يكون الإخوان هم الطبعة الجديدة العميلة لبلاد العم سام، بدلًا من أنظمة مبارك وبن على وعلى عبد الله صالح، بل وحتى القذافى نفسه، طالما أن الإطاحة بكل هؤلاء، لن تمس فكرة الخضوع للبيت الأبيض وحلفائه فى أوروبا، ولن تبدد أنصبتهم فى نفط وغاز المنطقة، والأخطر لن تقل فى مستوى درجات التملق، ولن تسمح بقدوم عمالقة جدد كالصين وروسيا إلى قلب العالم الإسلامى الثرى على الأصعدة كافة.

إدارة أوباما استغلت الهلع الغربى من تفاقم الحس الجهادى الإرهابى الإسلامى بين أبنائها، وأقنعت القارة العجوز، وبمساعدة ترويجية ومصالحية تامة، من قبل نظم كالدوحة وأنقرة، بضرورة مساعدة الإخوان على الوصول إلى الحكم بمصر، فضلًا عن اليمن وليبيا وتونس، وكانت الخطة تستهدف كذلك الإطاحة ببشار الأسد، وتصعيد إخوان سنة بديلًا عنه، غير أن تعقيدات الوضع السورى، والنفوذ الإيرانى الروسى والسعودى الكبير فى دمشق ولدى القوى الساسية وغير السياسية النشطة فيها، قد صعب الأمر، وهو ما تكرر كذلك فى ليبيا واليمن فيما بعد على نحو أقل حدة.

لذا كانت 30 يونيو صفعة قوية ليس على وجه الإخوان وحدهم، لكن على وجه واشنطن أيضًا، فالإطاحة بمرسى وأهله وعشيرته، ضربت خطط أمريكية للمنطقة العربية استغرق التجهيز لها عقودًا.

30 يونيو، غيرت ما كان ينتويه الإخوان لمصر، من جعلها وجيشها شرطيًا جديدًا فى المنطقة لصالح الأمريكان ومن خلفهم الأتراك والقطريين، ومن ثم يتم الزج بمؤسستها العسكرية فى صراعات كالمستنقع السورى، بدلًا من أن تضطلع واشنطن وحلفاؤها بذلك، وفى الوقت ذاته غيرت معادلات النفوذ الدولى بالشرق الأوسط، بعدما انتقلت عدوة التغيير إلى تونس وليبيا واليمن وفلسطين ولبنان، وما شابه، لتعود الجماعات الدينية إلى الركن المظلم من المشهد، لا تعرف غير لغة التفخيخ والتفجير بنكهة داعشية جديدة أكثر دموية وغلًا وبحثًا عن الانتقام.

الجماعات الإرهابية، صارت لاعبًا فاعلًا فى الشرق الأوسط، وكذا فى قلب العالم الغربى الديمقراطى، وصار الدهس والطعن والتفخيخ والتفجير بالأحزمة الناسفة واحتجاز الرهائن، على يد خلايا داعش ورسل الدول الإسلامية من الذئاب المنفردة، من أهم صانعى القرار فى العالم، إذ أن الإخوان وجماعات الإسلام السياسى ذات المرجعيات التكفيرية، لن تغفر قتل حلم خلافتها الإسلامية فى مصر والمنطقة، وستنتقم من الجميع، وهو الخطر الباحث عن حل شافٍ له حتى الآن.

من تداعيات ما جرى فى مصر قبل 5 سنوات، وفق دراسة لمركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، بعنوان “تداعيات سقوط حكم الإخوان المسلمين على توجهات مصر الخارجية” لمصطفى عبدالعزيز مرسى، أن ما أصاب حكم جماعة الإخوان فى مصر، باعتبارها التنظيم الأم، من تراجع وانحسار سيؤثر سلبا فى وضع الحكومات ذات الصبغة الإسلامية بشكل عام، لا سيما تلك التى تحكم فيها جماعة الإخوان، ولعل هذا ما يفسر سبب الموقف التركى المتشدد إزاء ما حدث فى مصر، ومن المتوقع أن يؤدى فشل المشروع الإخوانى فى مصر إلى تسريع انتهاء الحقبة الإخوانية فى دول أخرى مثل تونس والسودان، وهذا سيعتمد على سرعة تنظيم أجنحة المعارضة لصفوفها فى هذه البلدان وتلافى الانقسامات التى أتاحت للتيارات الإسلامية التسلل من خلالها.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى