أخبار

«30 يونيو»| لماذا وقف الأزهر خلف ثورة المصريين؟

“حرب ضد الإسلام”.. بهذه الكلمات بررت جماعة الإخوان الإرهابية، خروج ملايين المواطنين المصريين خلال مظاهرات الثلاثين من يونيو عام 2013، متاجهلين الغضب الشعبى، الذى وصل مداه عند قطاع عريض من جموع الشعب المصرى، جراء الممارسات التى أرهقت المجتمع.

تشهد الساعات القادمة حلول الذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو، ونرصد مع حلول الذكرى الخالدة فى أذهان المصريين، دور الأزهر الشريف قبيل وأثناء هذه الثورة المباركة.

انحاز الأزهر الشريف لإرادة الشعب، بإعتباره أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم، والمنوط بالدعوة الإسلامية فى البلاد بحكم الدستور والقانون، وذلك بالتأكيد على زيف مبررات الإخوان فى خروج الملايين من المصريين على حكمهم للبلاد، بعدما حاولوا أن يروجوا بفتاوى شاذة سعت الإخوان من خلالها استهداف الوطن ومؤسساته.

وعنى الأزهر الشريف، بالتوضيح بأن خروج الحشود من المتظاهرين ليس له علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، بل هى مظاهرات لمواطنين عانت من سوء إدارة البلاد فى عهد الجماعة الإرهابية، خاصة وأن مظاهرات الثلاثين من يونيو أبهرت العالم بإلهام حضارى جديد، من خلال تعبير راقٍ عن مطالب يونيو.

وكان لظهور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بجوار رموز وقيادات الدولة، فى خطاب 3 يوليو الشهير، الذى ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، وفى حضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وممثلين عن حزب النور، وحركة تمرد، خلال إعلان بيان ثورة 30/6، بمثابة غلق الطريق أمام مزاعم الإخوان الإرهابية التى روجت لها فى الداخل والخارج، عقب تصديرها للمشهد بأنه حرب على الإسلام.

بيان لبيت العائلة قبل خطاب 3 يوليو

وقبل خطاب 3 يوليو الشهير بيوم، حث بيت العائلة المصرية، جموع المصريين على لم الشمل، والحفاظ على وحدة نسيجها الوطنى، وإعلاء القيم العليا للإسلام والمسيحية، ومعها قيمة المواطنة المصرية، وعدم الزج بالدين فى الصراع السياسى، والتحلى بالسلمية فى كل المواقف وفى كل الظروف والأحوال، ووضع الوطن فى المكانة العليا فى القلوب والعقول، وإعلاء مصلحته فوق كل مصلحة، والبعد عن التشرذم والانقسام، وصيانة الدماء المصرية حتى تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان.

ضرورة الاصطفاف وعدم الانقسام.

لعب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دورًا بارزًا فى دعوة المجتمع المصرى، بتجاهل دعوات الإخوان، والرجوع إلى الاصطفاف الوطنى وعدم الانقسام، وعدم المضى قدمًا على طريق الإخوان، وذلك بالتأكيد على أن وحدة الشعوب من تعاليم الإسلام، وأن من حق الشعب أن يختار مستقبله، وذلك بالتأكيد على أن وحدة المصريين فوق كل اعتبار، وأنه لا بد من إنهاء حالة الانقسام الحاد التى تشهدها مصر فورًا، والتى قد تجر البلاد إلى كارثة محققة.

وطالب شيخ الأزهر، فى بيان له 2 يوليو 2013، الجميع بتحمل مسئولياته أمام الله والوطن والتاريخ، فى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة للخروج العاجل من هذه الأزمة، تقديرًا لصوت الشعب الذى فاجأ العالم بإلهام حضارى جديد من خلال تعبيره الراقى عن مطالبه، وحقنًا للدماء، وصونًا للأعراض والأموال، وحفاظًا على الأمن القومى من التعرض للمخاطر المحدقة به داخليًا وخارجيًا.

وعقب خروج خطاب 3 يوليو، أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن مصر أغلى من أن تسفك فيها دماء أبنائها تحت أى شعار، مؤكدًا أن موقف الأزهر هو الانحياز لشعب مصر الأصيل، والحفاظ على وحدة المصريين وحرمة الدم المصرى هو منهج الأزهر وتاريخه دائما، ومصر تستحق من الجميع موقفًا وطنيًا صادقًا.

تحذير من الفتنة

حذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من فتنة تجر البلاد إلى هاوية خطيرة ومستنقع كريه يشوه وجه مصر العظيم قائلاً: “أحذركم من فتنة مهلكة، تذهب بوحدتكم، فتنة تصرف قواتنا المسلحة الباسلة عن مهمتها الوطنية الأصلية، وأن الدين والوطنية براء من أى دم يسفك وبراء من كل من يشارك فى كل قطرة دم تسفك”.

وناشد الطيب فى كلمة وجهها للشعب المصرى جميع المصريين أن يحافظوا على طهارة أياديهم من التلوث أو الهدم أو التخريب، وألا ينزلقوا إلى فتنة لا يعلم فيها المقتول لماذا تم قتله ولا القاتل لماذا قَتل.

وكان الأزهر داعم وبقوة لإرادة الشعب المصرى فى ثورة الثلاثين من يونيو، فسطر بأحرف من نور موقف قوى للأزهر، بدعم مسيرة الوطن خلال فترة الثلاثين من يونيو، بتوضيح الموقف الشرعى فى كافة التحركات، والرد على مزاعم الجماعة، مشددًا على أن السيادة للشعب فى إطار الدستور والقانون وأن جيشنا الوطنى، يعرف مهمَّته ورسالته السامية فى حماية حدود الوطن، واصفًا الدولة التى يريدها الشعب المصرى وتؤيدها الشريعة الإسلامية هى الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة.

الأزهر يرد على القرضاوى

حرص الأزهر الشريف، إبان ثورة الثلاثين من يونيو، على الرد على جميع فتاوى مشايخ فتنة الإخوان، المحرضة ضد الدولة ومؤسساتها، وفى مقدمتهم يوسف القرضاوى، الهارب إلى الدوحة، والذى سبق وأن اتهم شيخ الأزهر بالانحياز لفئة ضد فئة، بالتأكيد على أن موقف الإمام الأكبر إنما كان ولا يزال نابعًا من ثوابت الأزهر الوطنية، التى تعد من مقاصد الشريعة، ومعرفته العميقة الثاقبة للنصوص الشرعية بإنزالها على حُكم الواقع لا بعزلها عنه، مع ضمان المحافظة على الثوابت والقواعد.

وتابع الأزهر فى رده على القرضاوى قائلًا:” لم يكن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ليتخلف عن دعوة دُعِى لها كل القوى الوطنية والرموز السياسية والدينية، وفى موقف وطنى يعَد فيه التخلُّف خيانة للواجب المفروض بحكم المسؤولية، وذلك استجابةً لصوت الشعب الذى عبر عن نفسه بهذه الصورة السلمية الحضارية، والتى لم تفترق عن الخامس والعشرين من يناير فى شئ”.

دعم خارطة الطريق

واستكمالًا لدعم الأزهر الشريف لثورة الثلاثين من يونيو، وقفت المؤسسة الدينية خلف الصف الوطنى حتى تم نجاح “خارطة الطريق”، فشارك الأزهر بممثلين له فى إعداد دستور البلاد عام 2014، كما دعت المؤسسة الدينية إلى ضرورة المشاركة وبقوة فى كافة الاستحقاقات الانتخابية لثورة الثلاثين من يونيو، وفى مقدمتهم الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بالتأكيد على حرية الاقتراع والمشاركة فى العمل الانتخابى، وعدم الامتثال للدعوات الهدامة لمشايخ الإخوان الإرهابية، التى مازالت تلاحق استحقفاقات الدولة الانتخابية حتى وقتنا الراهن، بفتاوى تدعو المواطنين إلى عدم النزول والمشاركة، تلك الدعوات التى لايلتفت لها قطاع عريض من المصريين.

انحياز للشعب والوطن فقط

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف منذ اللحظة الأولى لاندلاع ونشوب ثورة الثلاثين من يونيو، انحاز وبقوة لإرادة الشعب، مؤكدًا أن الأزهر الشريف لم ينحاز إلى أحد على حساب أحد، وإنما انحاز فقط للشعب والوطن.

وأوضح شومان، فى تصريحات خاصة لمبتدا، أن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتعاون مع الكنيسة المصرية، ومؤسسات الدولة وفى مقدمتهم الجيش والشرطة والقضاء، لعبوا دورًا وطنيًا فى دعم إرادة الشعب المصرى، الذى خرج بالملايين فى الشوارع والميادين خلال ثورة الثلاثين من يونيو، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية اختارت حقن الدماء، والحفاظ على وحدة النسيج الوطنى والعبور بالأوطان والبلاد إلى بر الأمان، تنفيذًا للمقاصد الشرعية لكافة الأديان السماوية التى عززت من حق الإنسان فى الحياة وأوصحت بحرمة الدماء، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.

وتابع شومان:” أن الأزهر لم يتصدى لمحاولات اختطاف الدولة ومؤسساتها بالخروج على الإرادة الشعبية إبان ثورة الثلاثين من يونيو فحسب، بل تصدى وبقوة أمام محاولات الجماعة فى الهيمنة على الأزهر الشريف، من أجل السيطرة على أكبر مؤسسة اسلامية فى العالم، خلال حكم الإخوان، وكذلك عقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو بتنبى الكثير من المبادرات التى تحمى الإرادة الشعبية وتحفظ الدماء المصرية، ولايزال الأزهر الشريف يعمل بقوة على حماية الوطن من براثن التطرف والأقوال الفاسدة، بالعمل على كافة المستويات فى الداخل والخارج، لنشر مفهوم الوسطية والتعايش والسلام وتعزيز لغة الحوار المشترك بين كافة أطياف الشعوب والمجتمعات، وذلك من خلال جهود أبناء ومؤسسات الأزهر الشريف.

تحقيق المقاصد الشرعية للشرائع السماوية

وأكد الدكتور محى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر فضل الانحياز لإرادة ملايين المصريين، امتثالًا لمقاصد للشريعة الإسلامية، التى حرصت بدورها على حماية الأوطان ومؤسساتها، وحرية الرأى والتعبير، بتنبى الطرق السلمية، والوقوف بقوة فى وجه العنف والإرهاب.

وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لمبتدا، أن الأزهر الشريف، وفقًا لتعليمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبكامل هيئاته، تابع لحظة بلحظة ما كان يحدث بالشارع المصرى خلال فترة الثورة، بالعمل وبقوة على الرد على كل الفتاوى الشاذة التى تبيح أهدار دماء أبناء الوطن، أو استهداف مؤسساته، ببيان الموقف الصحيح للشرع من تلك الأقوال الفاسدة، والحث بكلمات مباشرة للشعب بضرورة الاصطفاف وعدم الدخول فى أعمال العنف والتخريب، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، وحماية مؤسسات الوطن، والوقوف فى خندق واحد لمواجهة المخاطر التى تحيط بالوطن.

وشدد عفيفى على أن رسالة المؤسسات الدينية المعنية بحماية الدعوة فى البلاد، وفى مقدمتها الأزهر الشريف، والكنيسة المصرية، هى حماية الأوطان من المخاطر التى تهدد عروشها، وما حدث إبان نزول الملايين من المصريين فى الشوارع فى الثلاثين من يونيو، يؤكد بشكل واضح للجميع، أن الشعب المصرى يريد التغيير والخروج من الأزمات التى لاحقت به، جراء وصول الإخوان إلى سدة الحكم، الأمر الذى انتبه له الأزهر الشريف، وانحاز انحيازًا كاملًا للإرادة الشعبية والوطنية، من أجل حماية الشعوب والوطن، وأن ما حدث من دمار وخراب فى بعض البلدان العربية نتج نتيجة لغياب المرجعية الدينية التى يلتف الناس حولها، وتوفير بيئة مناسبة لنمو الأفكار الهدامة بانتشار الفتاوى الشاذة، ولكن من فضل الله على مصر وجود الأزهر والكنيسة المصرية، والجيش المصرى ومؤسسات الدولة التى تحمى أبناء ونسيج المجتمع المصرى من المخاطر التى تحيط بنا فى الداخل والخارج.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى