غير مصنفمقالات

لواء دكتور أحمد توفيق …. يكتب من الآخر ادارة الازمات فى مصر بين الواقع والمأمول

بقلم اللواءدكتور احمد توفيق استاذ الاداره بالجامعه
الامريكيه
إن اول خطوه فى مواجهة الازمات هى الإعتراف بوجود أزمه ولكن بكل اسف لا يوجد في مصر أي نظام لإدارة الأزمات، بل إن الأزمة في مصر تدار بتوجيهات المسئولين، وكل مسئول ينتظر تعليمات المسئول الذي يعلوه وهكذا ، فضلًا عن الاعتقاد بنظرية المؤامرة في التعامل مع الأزمات المختلفة مثل سقوط الطائرة الروسية، وحتى هطول الأمطار بغزارة، ولن يستطيع أي جهاز حكومي إدارة أي أزمة طالما ليس هناك منظومه لإدارة الازمات.

◄ولعل اهم أسباب القصور أو الفشل في إدارة الأزمات بمصر هى؟
– أولًا: عدم وجود النظام الذي يمكن من خلاله التعامل مع الأزمة وإدارتها بحرفية، ولدينا في مصر عدة جهات حكومية مفترض انها تتعامل مع الأزمات، فهناك اللجنة القومية لإدارة الأزمات التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ولجنة وزارية عليا لإدارة الأزمات، كما أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارًا بتشكيل لجنة للطوارئ والأزمات، ثم تم الإعلان عنها في يناير من العام الماضى ، وللاسف كل هذه المسميات والأجهزة والجهات خاوية من داخلها، ولا تستطيع التعامل مع أي أزمة ما دام لا يوجد نظام موحد لإدارة الازمات مثل معظم الدول المتقدمه..ويعنى مركزيه الاداره ولا مركزيه التنفيذ .
ثانيا : يجب على اى محافظ عند توليه المسئولية أن يبحث عن الأولويات، ومثال على ذلك فمحافظ الإقليم المعرض للسيول يجب عليه أن يتأكد من عمل المخرات واتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية، وذلك قبل حدوث الأزمة تفاديًا لتوابعها، وذلك ما يسمى بالتخطيط المسبق وإعداد السيناريوهات المحتملة.
إلا أن المسئولين في مصر لا يستطيعون ذلك لأنهم غير مؤهلين لإدارة الأزمات فضلًا عن عدم توافر أي معايير في اختيارهم لشغل مواقعهم المهمة، حيث يتم اختيارهم على أساس الثقة وضمان ولائهم، وليس على أساس الكفاءة، وذلك يعد من أكثر الأسباب لانتشار الفساد في معظم مؤسسات الدولة.
ثالثًا: عدم وجود حساب للمسئول المخطئ، والحساب هنا لا يُقصد بها الحساب على الأخطاء بل يجب أن يكون الحساب على عدم تحقيق الأهداف، فمن المفترض أنه عند تعيين مسئول في مكان معين بأي من مؤسسات الدولة، فعليه إعداد برنامج واضح عن تصوره وخططه للتطوير، وما الجديد الذي سيضيفه وطريقة إدارته للأزمة حال حدوثها، فرئيس الجمهورية قبل أن يعلن عن ترشحه يُعِد برنامجًا، ويَعِد الشعب بتنفيذه خلال مدة معينة، ولو لم ينفذ وعوده سيحاسبه الشعب، وبالتالي يجب أن يسير ذلك النظام على كل مسئول بالدولة حتى تكون لديه الحمية للعمل بكد واجتهاد لمصلحة الوطن.
رابعًا: عدم الاعتراف بالأزمة، ففي مصر لا يعترف أحد بوجود الأزمة، بل أحيانا يتم إنكارها واختلاق أسباب واهية لوقوعها.. وذلك يعد من تراكمات العهود البائدة، وأخطر ما يميز الأزمة هو المفاجأة فى قوتها، لذا يجب أن يكون التعامل معها عن طريق اتخاذ قرارات سريعة وفورية بطريقة علمية، ولا وقت للتصريحات الرنانة.
◄ وهنا يكمن السؤال ما خطورة الأزمة؟
– الأزمة هي حاله حرجه من الممكن أن تتحول إلى كارثة ستكون عواقبها وخيمة للغاية حال التأخر في التحرك وخلق الحلول المناسبة وفقًا لطرق علمية مدروسة وتوقعات صحيحة، كما أنها تهدد أهداف وقيم المجتمع، وتؤدي لفقدان السيطرة على زمام الأمور، كما أنها ليس لها توقيت معين، فضلا عن أنها أيضا معقدة ومتشابكة مع أطراف كثيرة، وأسوأ ما نعاني منه هو عدم وجود سيناريوهات مستقبلية لإدارة الأزمة، فضلا عن التباطؤ في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
◄ ثم نتسائل ماذا تحتاج مصر للتعامل مع الأزمات بحرفية؟
الاجابه على هذا السؤال يكمن فى انه يجب تأسيس مجلس أعلى لإدارة الأزمات في مصر، ولايتبع رئاسة مجلس الوزراء، حيث إن المجلس سوف يظهرالسياسات الخاطئه في التعامل مع الأزمات لذلك لا يصح أن يكون الخصم والحكم في نفس الوقت، بل يجب ان يتبع رئاسة الجمهورية، ويرأسه رئيس الجمهورية بشكل شرفي على ان يتم رفع تقارير دوريه لسيادته .ولا يعمل بالمركز سوى المتخصصين والمؤهلين لإدارة الأزمات، ويعتمد على المركزية في الإدارة واللامركزيه فى التنفيذ..ويتبعه خلايا لإدارة الازمات فى كل محافظه..وتكون هذه الخلايا مدربه على التعامل مع الازمات من خلال سيناريوهات مستقبليه تم التدريب عليها
كما يجب أن تكون له صلاحيات كامله
وخير مثال على ذلك هيئة الرقابة الإدارية التي تضرب بيد من حديد على يد كل فاسد.
وهنا يثار السؤال ما مهام المجلس الأعلى لإدارة الأزمات ؟
اولا : تكوين خلايا مدربه على إدارة الأزمات في كل محافظة
ثانيا : تتم إدارة الأزمات بأسلوب علمي من خلال سيناريوهات مستقبلية لكيفية التعامل مع الأزمة حال حدوثها والاستعداد لها قبل حدوثها من جميع الجوانب والتدريب عليها كنوع من الاستباقيه وليس رد الفعل
ثالثا: عمل وتكوين خريطة أزمات بكل محافظة للوقوف على أهم الكوارث أو غيرها من الأزمات بالمحافظات المختلفة وترتيبها حسب الاهميه وتكرار الحدوث.
– رابعا :تدريب وتأهيل كوادر لديها القدرة على التعامل مع الأزمات بأسلوب علمي …
هذا هو المأمول لادارة الازمات بمصر اما الواقع فيعرفه الجميع ونتائجه واضحه مثل شمس اغسطس..

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى