كبسولات
كبسوله حنان ….لولا 25 يناير ما كان السيسي رئيسا لمصر
بقلم الاعلاميةوالكاتبة حنان إبراهيم نائب رئيس التحرير
تزامناً مع ذكري يناير هذا العام 2018 و للتاريخ دعونا نذكّركم ببعض الأحداث او بفصل من فصول التاريخ كما سيطلق عليه في المستقبل ان شاء الله و سوف نبدأ بالرجوع قليلا إلى الوراء و بالتحديد العام الماضي عندما تمت محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يوم الخميس 2 مارس 2017 و انتهت المحاكمة بحكم محكمة النقض برئاسة المستشار أحمد عبد القوى المنعقدة بأكاديمية الشرطة ببراءة محمد حسنى مبارك فى قضية قتل المتظاهرين حكما نهائياً وباتاً وغير قابل للطعن ليسدل الستار عن قضية شغلت الرأى العام المصرى والعالمى و كانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت قد عاقبت مبارك وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق بالسجن المؤبد وبرأت مساعدى العادلى الستة يوم 2 يونيو 2012 وهو الحكم الذى ألغته محكمة النقض فى 13 يناير 2013 وقررت إعادة المحاكمة من جديد فى عهد المخلوع محمد مرسي هذا و إن لم يصدر أى قرار من حسنى مبارك باستخدام العنف والضرب مع المتظاهرين فإنه أيضا لم يصدر أى قرار بوقف نزيف الدماء أثناء أحداث يناير بالإضافة إلى انه كما جاء فى شهادة بعض الشهود سابقا من وجود عناصر مسلحة من الإخوان تجلس فوق أسطح المنازل هى من كانت تستهدف الثوار ! إذا لماذا لم يتدخل الجيش لاعتقال هذه العناصر بالإضافة للشكل المؤسف فى التعامل مع جرائم الدهس التى قيل انها جاءت بالخطأ كما جاء على لسان المحامي فريد الديب الذي استشهد بفيديوهات قد نشرها العقيد عمر العفيفي الهارب خارج البلاد توضح أنه تم إلقاء مواد سوداء على عربات الشرطة لتقوم بدهس المواطنين و لا أحد يتكلم عن المواجهات التى حدثت بين الثوار و بين الشرطة و لا احد يتحدث عن انسحاب الشرطة و تحريض البلطجية و ما زالت الشرطة تحتفل بعيدها يوم 25 مع الرافضين لثورة يناير مع تجنب ذكر ثورة يناير و كأن كل الدماء التى أريقت كانت بفعل عناصر اخوانية فقط أو بالخطأ و كأن مبارك كان ملاك و أن رفضه للخروج او النفي دليل براءة و ليس دليل تمسكه هو و ابناءه بعدم التخلي عن السلطة حتى و لو لحين و كأن الثورة لم تكن و أصبح الرجل بطل و رمز بعد ثلاثون عاما من الفساد و المحسوبية و تجريف العقول و السيطرة على كل موارد الدولة لحساب قلة من المنتفعين و الموالين و أصبحت ثورة يناير هى نكسة يناير من وجهة نظر البعض ! طبيعي ان البلاد تمر بظروف صعبة بعد ثورتين وسط تحديات صعبة و جو عام مرتبك و محاولة الخروج من سيطرة رجال مبارك و فلول الحزب الوطني المنحل و القوي الخارجية الطامعة و التى تستخدم الاٍرهاب و الحصار الإقتصادي لتركيع الدولة لكن الغير طبيعي ان يفرح الشعب ببراءة مبارك بهذا الشكل و خصوصا موءيدي الرئيس السيسى و مؤيدي النظام القائم ممن لم يشاركوا فى الثورة أصلا لأن هناك فئتين من المؤيدين فئة موءيدة للنظام لأنهم ضد الإخوان و الآخري مؤيدة للنظام لأنها كانت ضد الثورة من الأساس و لذلك هذه الاخيرة لا لوم عليها و اللوم كل اللوم على من خرج ليحدث تغيير ثم تخلي عن مبادئه بسهولة و فرط فى الدماء الذكية التى أريقت لأنه غير مستعد لدفع ثمن التغيير و غير مستعد للبناء و الذي بالطبع سيستغرق وقت ليس بالقليل بعد مهزلة ثلاثون عاما من الفساد و هوءلاء أقول لهم ان هناك من دفع ثمن باهظ ليكون لك رأي بعد تكميم الأفواه لعقود و هناك من فقد حياته أو فقد نظره أو كتب عليه ان يعيش بقية حياته بعاهة حتى تنعموا أنتم بحريتكم و تخرجوا مرة ثانية على محمد مرسي ثم تطالبوا السيسي بالترشح و كما أن لكل إختراع ما يسمي ببراءة الاختراع هكذا الحال فى الثورات فان الفضل يرجع فيها للشباب الذي خرج أولا و لمن دفع حياته ثمنا لهذا التغيير عسى الله ان يتقبلهم من الشهداء و القديسين باْذن الله و لكن تذكروا ان لولا هوءلاء و لولا 25 يناير ما كان ثلاثون يونيو و ما كان السيسي رئيسا لمصر و ما كان سيرشح نفسه لفترة ولاية ثانية ! و ستظل ذكري يناير هى ذكري اعظم انتفاضة فى تاريخ مصر و ليس ثورة لانها لم تحقق أهدافها و الدليل براءة مبارك و مبروك عليكم براءة مبارك .