كبسولات

كبسوله حنان …. رحم الله دولة عرفت قدر نفسها

بقلم الاعلامية والكاتبة حنان أبراهيم

نعيش هذه الايام حالة من الاستقرار الممزوج بالجمود دون تاكيد من وجهة النظر العالمية على ذلك الاستقرار او الاعتراف به و هذا ما نراه مؤامرة من العالم الغربي كي نستسهل الامر و نؤكد فى كل مناسبة اننا ضحية لمؤامرة عالمية بدون برهان بدون دراسة المؤامرة و تأثيرها علينا .. بدون دفاع إيجابي عن أنفسنا بالعمل الدؤب لكسر سياج او فخ قد نصب لنا مستفيدين بالكفاءات الحقيقية فى الداخل و الخارج لكن نركز فقط على اننا مستهدفين من كل قوي الشر المحلية و العالمية كما لو كان العالم الغربي ليس لديه وظيفة الا ان يوقف تقدمنا و ازدهارنا المزعوم ليتقدم هو و نتأخر نحن !

و ان هناك مؤامرات تحاك ضدنا طيلة الوقت !

و الكل يغار و الكل يهاب من احفاد الفراعنة ! الفراعنة الجدد الذين لم يتصدوا حتي لابسط الأمور داخليا و لمن برعوا فى التسخين و الإشاعات و التصريحات و التحليلات و النقاشات بدون علم او دراسة سواء من إعلام مشوه او خبير و متخصص لا ضمير له او جاهل او باحث عن شهرة او مال و تركناهم يعزفون جميعا لحن نشاذ اصبح لهم جمهور من التكرار و ليس لصدقهمً او براعتهم !

و قابلنا كذبهم بالصمت حتى لا نكون عرضة للتخوين و العمالة او ربما اتهمنا هؤلاء الأفاقين اننا جزء من المؤامرة ! هذا من وجهة نظري سلبية و تضخيم للذات و استسهال و لا أنكر اننا اصحاب حضارة سبعة آلاف سنة عجز عن فهمها العالم و حيرت البشرية و لا انكر ان هناك إرهاب ممول او مؤامرات لتركيع مصر و السيطرة علي مقدراتها او ربما تقسيمها و اضعافها و ادخالها فى نفق الفتنة المظلم المستعر خصوصا اننا مهيأون للاشتعال بنيرانه فى اي وقت لولا ستر الله و حفظه لهذه الارض المباركة ارض مصر التي طالما كانت مطمع للغزاة على مر السنين .

انا لا أنكر هذا كله و لكن أحيانا نتآمر علي أنفسنا ايضا و نساعد المتامرين و نقدم لهم ما يريدون دون طلب ! بالفشل تلو الفشل فى معظم المجالات و الغريب فى الامر اننا نستعين بخبرات الذين نتهمهم بالتآمر علينا !

بالاضافة الي اننا لا نساهم للبشرية فى التاريخ الإنساني الحديث باي شيء يذكر حتي لم نوفر ما نحتاجه لانفسنا من تقنيات بعقول ابنائنا المتفوقين و الموهوبين !

صدرنا كفاءات و استوردنا عاهات ! لم نستغل الكفاءات و العقول و الطاقات التي هربت خارج البلاد و اذا ما رغبت فى رد الجميل للبلد الام بعد ان تبناها الغرب الذي ندعي دائماً انه سبب تأخرنا لم نلتفت لها و نقدرها حق تقدير ، فشلنا فى تذليل العقبات امام رجال الاعمال الوطنيين فى الداخل و ساعدنا اللصوص !

فشلنا فى جذب اصحاب رؤوس الأموال الوطنية المصرية بالخارج اذا ما ابدوا رغبة فى الاستثمار فهم بالنسبة لنا حصالة نقود مشكوك فى وطنيتهم مشكوك فى انتمائهم و فشلنا فى استقطاب شباب المهاجرين الذين نشأوا فى أسر غرست فيهم الانتماء لتحافظ على هويتهم و اعتزازهم بانهم يحملون الجنسية المصرية و تاجرنا بهم باسم الجيل الثاني و الثالث متاجرة رخيصة عن طريق الجمعيات  وبعض الوزارات المعنية بالشباب او المصريين بالخارج و أهملنا الشباب فى الداخل و أهدرنا طاقاتهم و حماسهم و لم نمكنهم الا فى أضيق الحدود و كذلك الحال بالنسبة للمرأة التي أعطيناها بعض المناصب للديكور لإثبات اننا مجتمع متقدم يقدر المرأة و يحترمها و يعطيها حقوقها كاملة و هذا ليس صحيح !

و ليس بالمناصب تكرم المرأة .. فدعونا نسأل من يتآمر علينا اذا ؟

و من السبب فى التأخر و الجهل و الفقر و انعدام الضمير ؟ و من المسؤول عن الغزو الثقافي ؟ و قلة الوعي و تدني مستوي التعليم و الصحة ؟

ايضا من المسؤول عن الفساد و المحسوبية ؟

أسئلة يجب ان يجاوب عليها اصحاب الضمير الحي من المثقفين و الخبراء فى شتي المجالات و ليس من ماتت ضمائرهم ! لوضع حلول سريعة و ملموسة فقد سئمنا من خطط تتبدل مع استبدال منصب او مسؤول و اذا ما أرادتم ان ننعم باستقرار حيوي و حراك و تقدم حقيقي و ملموس يجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة فلا يجب ان نستهين او نضخم من إخفاقاتنا او إنجازاتنا و لا نضخم من المؤامرات و لا من أنفسنا و رحم الله دولة عرفت قدر نفسها

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى