كبسولات

كبسولة حنان…. مصر على وشك الإختطاف

بقلم الإعلامية والكاتبة حنان إبراهيم نائب رئيس التحرير

هناك عدة تساؤلات لابد من الاجابة عنها لتستقيم الأمور ،، لماذا لم يرتب الرئيس حملة رسمية لترشيح نفسه و يقوم بعرض برنامجه للفترة القادمة و التعريف بالانجازات التي لا يعلم عنها الناس شيئا ؟ ما هو السبب في وجود الحملات الكثيرة التي تضر الرئيس اكثر مما تفيده و من هو صاحب الفكرة ؟ ليس هناك مانع من تفويض الرئيس لكن لماذا اصحاب هذه الحملات لا يخبروننا عن أسباب التفويض و ان الرئيس قد فعل كذا و كذا و كذا فى نقاط محددة و سوف يفعل كذا و كذا ان كانوا يعلمون ! ؟
ان ما نراه من حملات و استمارات و صور و مؤتمرات يقودها اشخاص قد تحالفوا مع مسؤولين او نواب او محافظين او حتى وزراء هؤلاء ليس لهم مصداقية لأنهم يعملون لأنفسهم و ليس للبلد او للرئيس و بات الأمر فج و مبالغ فيه لدرجة ان البعض يدعي انه مكلف من الرئاسة برغم ان الرئيس قد صرح انه غير مسؤول عن اي من هذه الحملات ،، نجدهم لا يكلفون أنفسهم حتى عمل ندوات تثقيفية عن الحقوق الدستورية و أهمية المشاركة و أهمية التصويت فى الانتخابات و ما الي ذلك من نشر الوعي و أهمية التسجيل فى الجداول الانتخابية الي اخره ! هم اصلا غير مهتمون بالعمل السياسي بل دخلوه من باب الصدفة ! فى حين ان الأحزاب و السياسيين و كل المعنيين بهذا الدور فى غياب تام و لا اعرف لماذا ؟ ثم يأتي البعض ليلوم على الدولة ! أين الحياة السياسية و الحزبية فى مصر الان !؟ لماذا لا نري غير الطبل الفج من مرتزقة او المعارضة المغرضة من خونة ؟ لماذا لا ينضم الرئيس لحزب سياسي او يُنشيء حزب يكون له اتجاه و أهداف محددة يتولي مسألة دعم او ترشح الرئيس طالما هو عازم على خوض الانتخابات ؟ و اذا كان يفضّل ان يكون مستقلا لا بأس لكن لماذا لا يوجد غيره او ان تقوم الأحزاب الآخري بممارسة دورها و يكون لها دور و يكون لها مرشح ؟! او حتى تشارك فى عملية الوعي و عمل دورات تثقيفية للمساهمة فى اثراء الحياة السياسية ؟ لماذا لا نري مرشحين اقوياء لهم مشروع و لهم تاريخ او حتى اتجاه محدد ؟ لماذا لا نري غير التشكيلات و الكيانات الباهتة التي ليس له طعم او لون تحت مسميات غريبة مكوناتها غير محددة و أهدافها غير واضحة تعمل على استقطاب اكبر عدد من الناس و يدعمها رجال اعمال او مسؤولين علي وشك انتهاء مدة خدمتهم يطمعون فى دور فى المرحلة المقبلة ؟ أسئلة كثيرة ليس لها اجابات غير بعض الاجابات السرية عندما يدعي البعض ان السبب هو القبضة الأمنية و لم نسمع عن محاولة واحدة جادة و مخلصة قامت الدولة بمحاربتها او تم رفضها من الشعب الذي لم يكن فى حسبان هؤلاء الذين يعلقون فشل الأحزاب على شماعة الدولة او النظام أو الإعلام أو الأمن ؟ أليس هذا فى حد ذاته ينم عن ضعف ! اليس من يشتغلون فى السياسة احدي مكونات هذه الدولة التي يحملونها المسؤولية ؟! اري ان هناك فراغ سياسي خطير لا احد يريد ان يملؤه لأن المعنيين بالعمل السياسي قد اختاروا ان يجلسوا مع جمهور المشاهدين و تخلوا طواعية عن دورهم و بدون أسباب ! او ربما ينتظرون المنقذ الذي يهبط من السماء حتى لو كان هذا المنقذ هو شخص هارب محسوب على النظام القديم ليصنعون منه بطلاً عوضا عن الفراغ الموجود و لنبدأ مرحلة جديدة من التشكيك و الظنون و التخوين و الاحتمالات و الفرضيات و يأتي لنا شفيق على متن طائرة خاصة من الإمارات و يبدأ صراع لم يكن له ان يكون لولا فراغ الساحة السياسية و يُتهم البعض الدولة بأنها وراء القبض عليه او انها أتت به لتحسين شكل الانتخابات القادمة او ان نحسبه على جماعة الاخوان و البعض يقول انه مدعوم من دول اخري و البعض يدافع عنه كأنه المنقذ و الفارس المغوار و البعض يهاجمه لدواعي الطبل و الزمر للرئيس الحالي و هيستريا مواقع التواصل الاجتماعي و البرامج الحوارية كل منها يتناول الحدث كيفما يشاء و قد نسي الجميع ان شفيق هو رمز من رموز الزمن البائد ! زمن الفساد و المحسوبية و رجل من رجال مبارك ! مبارك الذي نعاني من فترة حكمه حتى الان و سيعاني اولادنا من بعدنا ! مبارك الذي ترعرع الاخوان فى عهده و في حضنه ! مبارك الذي كان السبب فى تفشي الأمراض و الجهل و الفقر و الظلم و كل انواع الفساد ! لياتي البعض الان و يتمني ترشح شفيق او عودة مبارك او ترشح جمال ابنه الذي مازال يحاكم فى بعض القضايا !! ان تلك المعاناة التي بلغت أشدها نتيجة الحصار الاقتصادي على مصر مع غياب الوعي كلها اصبحت أشياء تمثل خطرا كبيرا على مصر و قد ألقي هنا باللوم علي الرئيس فى عدة نقاط أولهما انه كان يملك الامكانات المادية و البشرية ليخرج بنا لبر الأمان خصوصا مع دعم بعض الدول العربية و وجود ظهير شعبي كبير بل ضخم و كان لديه فرصة لضرب الفساد و الارهاب بقوة لكنه هو و مساعديه تباطؤا كثيرا خوفا من التداعيات الدولية و ما يسمي بحقوق الانسان او خوفا من هروب الاستثمارات و ما الي ذلك من حسابات كثيرة و معقدة ادخلوا أنفسهم فيها وقت ان كان عليهم الضرب بيد من حديد قبل الدخول فى هذه المرحلة من الحسابات و خلافه و قبل أن تستغل القوي المعادية هذا التباطؤ ليعاودوا تنظيم أنفسهم ! النقطة الثانية هى الأولويات التي لم تكن فى صالح الشعب ما عدا تسليح الجيش لانه ضروري و عليه فهو من الاولويات الهامة و خارج الحسبة اما بعد ذلك كان المفروض عمل مشاريع قومية ضخمة و العمل على تشغيل الناس و عمل اكتفاء ذاتي من الطعام و الشراب و تحسين مستوي المعيشة لدي الظهير الشعبي من المعدمين اولا لانه حق لهم و واجب على النظام ثانياً تحسبًا لاي مؤامرات خارجية او داخلية و الحد من انتشار الارهاب لان المجتمع العاطل المريض الفقير هو بيئة حاضنة للإرهاب لذلك كان يجب عمل مشاريع ضخمة تستوعب اكبر عدد من الشباب للعمل بها ! لان الجانب الأمني ليس هو كل الحل بل جزء صغير منه و المشاريع التي أنشأها الرئيس لن تأتي الأستفادة منها الا علي المدي البعيد ! و النقطة الثالثة و الاخيرة هى موضوع الأحكام و القضاء العاجل و العادل و النافذ الذي كان ضرورة حتمية فى قضايا كثيرة خصوصا وسط الغليان الذي نعيشه و الرغبة الجامحة فى التخلص من الظلم لأن العدالة البطيئة أطفأت و أحبطت الهمم و العزائم و فيها منتهي الظلم ،، لم أكن لأكتب هذه الكلمات الا انني استشعرت خطر كبير و رايت الناس مشوشة و محبطة و الطريق اصبح غير واضح المعالم فأحسست لأول مرة بالخطر و أحسست بأن مصر على وشك الإختطاف .

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى