شيخ الازهر: المساواة بين المرأة و الرجل «لا يجوز»
كتبت هدير معروف
صرح فضيله الآمام الآكبر الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهر خلال الحلقة الخامسة عشر ببرنامجه الرمضانى على التليفزيون المصرى، أن المفاهيم الإسلامية للأسرة مفاهيم خالدة لم تتغير بتغير الزمان والمكان، شأنها فى ذلك شأن الثوابت فى الإسلام، موضحًا أنه ليس من العدل أن تساوى بين مختلفين، فإذا حكمت على شخصين بأنهما مختلفان فالمساواة المطلقة بينهما تعد تناقضا.
واستشهد بموقف عباس العقاد من المطالبة بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات، حيث أطلق عليها “لجاجة فارغة”، مبينا أن اللجاجة معناها الاستمرار فى العناد وعدم قبول الحق أو الرأى الآخر وهى ضد الطبيعة، مشيرا إلى أن ما سماه العقاد لجاجة صار اليوم حقًا من الحقوق فى الثقافة الغربية، وأصبح هناك مؤتمرات واتفاقيات دولية تنادى بمنع التمييز بين الرجل والمرأة منعًا مطلقًا بأى شكل ولو على حساب الدين.
وأضاف الطيب أن التكاليف لا تتساوى، لأن هناك فرق بين مكلف ومكلف آخر فى الطاقة والقدرة على أداء هذا التكليف، ولذلك فإن المساواة فى الإسلام تجدها مشروطة بالعدل، والإسلام اعتبر أن المساواة قيمة عليا من قيم الأخلاق وبشر بها وبشرت بها الأديان قبل الإسلام أيضًا، كما أن الفطرة تبشر وتحكم بها، ولكن بحيث لا تصطدم بقيمة العدل، فالأحكام الشرعية لو تتبعتها وفكرت فى فلسفتها تجدها فى النهاية مرتبطة بالجانب الأخلاقى.
واختتم الإمام الأكبر حديثه، بأن القيم إذا تعارضت فإن الإسلام يقرر القيمة الأكثر تأثيرا ويترك الأقل، فإذا كانت المساواة ستؤدى إلى الظلم وضياع العدل، فيجب تنفيذ العدل، فحين تسوى بين مختلفين فهذا معناه أن أحد المختلفين سيتعرض للظلم، فالمساواة فى هذه المسألة لا تمثل قيمة أخلاقية بل ظلم، لذا لا يعتد بها.
ويذاع برنامج فضيلة الإمام الأكبر يوميا فى الساعة 6:15 مساء على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المبارك، ويناقش البرنامج عددًا من قضايا الأسرة المسلمة، والحقوق التى أقرها الإسلام للزوج والزوجة، وكيفية الحفاظ على الكيان الأسرى كأساس لبناء مجتمع إنسانى سليم.