الشماتة فى الأزمات
كمثل الخفافيش تظهر فى الظلام وتنشر الفيروسات، ينشط عناصر الإرهابية وقت الأزمات وفى المصائب أيضًا، لنشر الأكاذيب تارة والتحريض تارات أخرى، يقتات عناصرها على الفتن، وإعلاميوها على الأزمات مثل ترويجهم شائعات حال تعرض مصر لحالة طقس سيئة، مارست خلالها الجماعة الإرهابية نوعاً من الشماتة، لما نتج عنها من خسائر فى الأرواح والبنية التحتية وحاول مأجوروا لجانها الإلكترونية ومكاتبها ومنابرها الإعلامية، فى شن حملة ممنهجة حيث شنّت قناة “مكملين” الإخوانية، والتى تبث من تركيا، هجوماً على الحكومة، تحت عنوان: “من المسؤول عن كارثة الأمطار وموت المصريين” وكأن الحكومة مسؤولة عن هطول الأمطار وهبوب الرياح وفى يدها مفاتيح الطبيعة.
بمشاهد مفبركة، ولقطات مقتطعة يسخر إعلاميو الإرهابية ولجانها الإلكترونية من معاناة المواطنين ففى كورونا وجه أكثر قبحًا، أظهرته ردود فعل عناصر الجماعة الإرهابية حينما دعوا المواطنين للنزول فى مسيرات بالإسكندرية غير مهتمين باحتمالية تعرضهم للإصابة، فى وقت يدعو العالم كله المواطنين للاحتراص والاحتراز جراء تفشى الوباء، ويطالب روؤساء الدول، والمتخصصون بالتباعد الاجتماعى والالتزام بالمنازل للوقاية من الفيروس المنشر.
لن تجد خسة أكثر من كلماتهم ودنائة أكبر من ترويجهم وادعاءاتهم فحينما تجد أحد أبواقهم الإعلامية يقول إن مصر “تصدر الكورونا للعالم، وأنّ السفر إلى مصر كان أحد أسباب الإصابة بالفيروس فى أمريكا، فإن فى ذلك دليل واضح ومؤكد على قبح النية ودناءة الهدف، الذى طالما ركزت عليه أبواقهم الدعائية لكى تصدّر مشهداً تبدو من خلاله مصر وكأنّها تتكتم على وضع كارثى، بوصفها -كما زعم الإخوان- واحدة من أخطر بؤر الفيروس فى العالم، وهو الأمر الذى وظّفه إعلاميوها ومازالوا يستغلونه فى نشر الشائعات وترويجها.
محاولات الجماعة الإرهابية الخبيثة عرض مستمر، فعبر شائعة إغلاق البنوك تستتر أهدافهم لدفع الناس على التسارع لسحب أموالهم والتأثير على الاقتصاد، وخلف شائعة زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا وتمديد ساعات حظر التجوال وزيادة رواتب الموظفين، وقبلها عدم نزول رواتب الموظفين، وخلو الدولة من الأموال، وعشرات الشائعات التى تتصدى لها الحكومة وتناشد المواطنين مرارا وتكرارا عدم الانسياق وراء تلك الشائعات التى تهدف لإثارة القلق وهز الثقة فى مؤسسات الدولة والاقتصاد المصرى.
للاستفادة من حالة الهلع يحاول عناصر الإرهايبة النفخ فى النار بالكذب والادعاء، يدشنون حملات ممولة من لندن وتركيا وقطر، يروجون لحملات دعائية ضخمة تكشف سوءاتهم وتفضح أكاذيب وتدحضها تقارير كشف الحقائق الرسمية وشهادات منظمة الصحة العالمية حول الجهد المصرى المبذول فى التصدى لخطر الفيروس المتفشى.
جماعة التناقضات والأكاذيب .. ففى الوقت الذى روجت فيه الإرهابية لدعاية ضخمة، فيما يتعلق بفيروس كورونا فى مصر، كشف جناحها فى تونس حجم التناقض فى المواقف تبعاً لموقع الجماعة من السلطة؛ حيث ناشد وزير الصحة التونسى عبد اللطيف المكى، القيادى بحركة النهضة الإخوانية، الشعب بعدم نشر الشائعات قائلاً: “إنّنا نستنهض وطنيتكم حتى لا تُضيفوا لبلادكم وشعبكم إلى جانب أعباء مقاومة الكورونا، أعباء مقاومة الإشاعة والأخبار الكاذبة حول الكورونا..هل رأيتم أحداً من الأوروبيين يفعل ذلك ببلاده”.
وفى وقت لا يفوت فيه عناصر الإرهابية فرصة للتشفى فى الأزمات ويهاجمون بضراوة للنيل من مصر وشعبها، أفردت صفحات ومنابر الإخوان، مساحات كبيرة، للدعم المطلق للسياسات التركية، الدفاع عن الوجود العثمانى فى المنطقة العربية نافية مسمى الاحتلال العثمانى للدول العربية،و مؤكدة أنّ القضية يتم توظيفها سياسياً ضد التحركات التركية الراهنة فى المنطقة، والرامية-حسب زعمها- إلى حفظ أمنها القومى، باستهداف القوى الناعمة التركية، التى تنقل الثقافة التركية إلى الشعوب العربية.
ثقافة الموات وزراعة الفتن
تنظيم صناعة الموت، وزرع ثقافة الفتن، وكراهية الحياة، وتسطيح الوعى لدى قواعده، حتى باتوا قنابل آدمية موقوتة، وأحزمة مجتمعية ناسفة، وسماسرة أديان، يزايدون ويستغلون ويتاجرون حتى بالأوبئة والفيروسات، يتندرون على وقف صلوات الجماعة، ويتباكون بدموع التماسيح على غلق المساجد، فى محاولات متكررة لحق يراد به باطل، وحقائق مشوهة ومجتزأة، لهز ثقة المواطنين، وتوظيفها لحساب مصالحهم، وبث الرعب والخوف فى نفوس المصريين، للنيل من مصر، وتعطيل مسيرة التنمية، والتشكيك فى منجزاتها.
