قبل انطلاق الماراثون الرمضاني، برزت إلى الواجهة أعمال فنّية صرفت الشركات المنتّجة للدعاية لها الكثير من المال، وجنّدت الصحافة طاقاتها لرصد أخبار نجومها وسير عمليات التصوير والمشاكل التي واجهتها، إلا أنّ بعضها كان مخيباً للآمال ول يحقّق في حلقاته الأولى المتوقّع منه، فانكفىء باكراً عن المنافسة.
وفي المقابل، أعدّت بعض الأعمال على نارٍ هادئة، كان خيار عرضها في شهر رمضان المبارك مجازفة من صنّاعها، فكسبت الرهان محدثة خرقاً غير متوقّع في الخارطة الرمضانيّة.
فما هي المسلسلات التي كانت مفاجأة “رمضان” هذا العام؟
مسلسل “حلاوة الدنيا”
قد يعتقد المشاهد عندما يعرض عليه مسلسل في الشهر الفضيل يتناول معاناة امرأة مع المرض الخبيث أنّه سيصطدم بعمل كئيب، قاتم، وأنّ إمكانية منافسته تبدو شبه مستحيلة ضمن الماراثون الرمضاني، إلا أنّ مسلسل “حلاوة الدنيا” قلب كل المقاييس وشكّل حالة فريدة من نوعها.
لم يتابعه المرضى وعائلاتهم ومن لوّعه فقدان عزيز بالمرض العضال فحسب، بل شكّل حالة دراميّة مميّزة استدعت الكثير من الجدل، حول ما إذا كان ما يقدّم في المسلسل فسحة أمل للمرضى في صراعهم مع المرض، أم إحباطاً لعزيمتهم كما رأت الفنانة الفلسطينيّة ريم البنا التي تخوض معركتها مع السرطان منذ سنوات في منشور طويل على الفايسبوك، أعربت خلاله عن ضيقها من المعالجة الدرامية المحبطة.
المسلسل أحدث خرقاً على خارطة العرض الرمضاني، وبات مادّة غنيّة للنقاش في مجتمعات لا تزال تخشى التلفّظ بكلمة “سرطان” وتستعيض عنها بمصطلح “المرض الخبيث”.
“حلاوة الدنيا” كتابة سماء عبدالخالق وإنجي القاسم. إخراج حسين المنباوي، بطولة هند صبري، ظافر عابدين، حنان مطاوع، أنوشكا، هاني عادل، رجاء الجداوي وغيرهم.
مسلسل “كاراميل”
قبل انطلاق شهر رمضان المبارك، كان مسلسل “كاراميل” أشبه بوجبة خفيفة، قد لا يعرها المشاهد اهتماماً في ظل الأطباق الدسمة التي تقدّمها له الشاشات.
أُقصيَ عن المنافسة المحليّة ليعرض على شاشة LBCI عند الساعة السابعة مساءً، أي قبل الإفطار بساعة، ولم يراهن عليه كثيرون على اعتبار أنّ وجود مسلسل خفيف في الماراثون الرمضاني قد لا يحقّق خرقاً في زحمة ما يعرض من أعمال.
المفاجأة كانت في ردود الفعل الإيجابيّة التي أكّدت أنّ المشاهد يرغب بالفعل بكوميديا مسليّة لم تخرج عن السياق المحترف، ولم تنحدر إلى الإسفاف الذي بات عنواناً عريضاً لمعظم الأعمال الكوميدية، فكسب وصنّاعه الرّهان منذ الأسبوع الأوّل لشهر رمضان المبارك.
“كاراميل” بطولة ماغي بوغصن، ظافر عابدين، جيسي عبده، كارمن لبس، كارين سلامة وغيرهم، كتابة مازن طه وإخراج إيلي حبيب.
مسلسل “غرابيب سود”
قد لا يحظى العمل بإجماع جماهيري، إلا أنّه أثار ردود فعل لم تثرها مسلسلات كان من المقرّر أن تكون في صدارة المشهد الدرامي، لتسليطه الضوء على التنظيمات الإرهابية وتجاوزاتها.
المسلسل نجح في خلق حالة من الجدل، بين من رأى فيه ضرورة لكشف اللغط حول تجاوزات هذه التنظيمات خصوصاً في سوريا، وبين من رأى فيه تشويهاً للدين الإسلامي وطعناً في شرف المرأة المسلمة، ووصل الأمر حدّ تهديد صنّاع العمل والقنوات العارضة له.
يؤخذ على المسلسل جنوحه إلى السوداوية والعنف، وهو أمر مبرّر درامياً بسبب طبيعة العمل الذي يدّعي محاربته التنظيمات المتطرفة من خلال فضح تجاوزاتها.
“غرابيب سود” تأليف لين فارس وعبد الله بن بجاد العتيبي. إخراج حسام قاسم وعادل أديب.
بطولة حمد الأحمد، راشد الشمراني، مروة محمد، ديمة الجندي، يعقوب الفرحان، أسيل عمران، محمود بو شهري، دينا، جو طراد وغيرهم.
أعمال خيّبت الآمال
بالمقابل خيّبت بعض الأعمال الدراميّة آمال المشاهدين الذين انتظروا مسلسلات مختلفة، ليفاجئوا بها أقل من عادية، مثل مسلسل “عفاريت عدلي علام” للفنان عادل إمام، الذي أحدث خيبة أمل لدى عشاق النجم المصرّ على خوض الماراثون الرمضاني رغم الانتقادات التي تطارد خياراته منذ سنوات.
كما خيّب مسلسل “بقعة ضوء” في جزئه الـ13 آمال مشاهديه، الذي رأوا أنّه لم يعد للمسلسل ما يقدّمه، وأنّ استثمار نجاح الأجزاء الماضية لن يعود على الجزء الجديد إلا بالفشل.
يضاف إلى قائمة الأعمال المخيّبة للآمال المسلسل اللبناني “لآخر نفس” للممثلين كارين رزق الله وبديع أبو شقرا اللذين نجحا في مسلسل “مش أنا” العام الماضي، وكان استثمار الثنائية هذا العام أقل إبهاراً، حسب ما ظهر في الحلقات الأولى من المسلسل، بانتظار أحداث تحرّكة إيقاع الحلقات الروتيني، مع الإشادة بسيناريو وحوار كاتبته كارين رزق الله.
