يحتفى العالم غدا الجمعة، “بيوم اليتيم” من أجل إدخال البهجة على نفوس الأطفال الأيتام وتعويضهم عن أهم ما فقدوه فى الحياة التى خرجوا إليها، حيث يوصى الدين الإسلامى والمسيحى بالعطف على اليتيم ورعايته، فاليتيم هو أولى الناس بالرعاية والاهتمام، ويأتى الاحتفال بذلك اليوم فى الجمعة الأولى من شهر أبريل كل عام.
ويحظى الأيتام فى مصر برعاية واهتمام حكومى وغير حكومى، ومنبع هذا الاهتمام فى الأصل دينيا، يستهدف مساعدتهم على تخطى مصاعب الحياة وتحسين أوضاعهم ماديا ومعنويا، ليرسخ فى وجدان هؤلاء الأطفال الذين فقدوا حضن الأب أو الأم أنهم لم يفقدوا حضن الوطن.
وأوصى الله عز وجل فى كتابه الكريم بالطفل اليتيم قائلا “فأما اليتيم فلا تقهر” كما أوصى رسوله أيضا فى حديثه الشريف واعدا كافل اليتيم بمجاورته فى الجنة، قائلا “أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما”، ما يدل على عظمة الأجر الذى يناله من يحسن إلى اليتيم، فاهتمام الرسول الكريم بالأيتام وفضل رعايتهم يستند لتعاليم الدين الإسلام ، ولتجربته الشخصية حيث فقد أباه قبل أن يولد، وأمه وهو طفل ولهذا فإن “يتم الرسول الكريم” هو وسام شرف على صدر كل طفل يتيم، ووسام استحقاق للرعاية والعناية والاهتمام من قبل المجتمع.
ويأتى الاحتفال بذلك اليوم اقتداءً بالتجربة المصرية تلك الفكرة التى انتقلت من المحلية للعالمية، حيث نبعت من قبل مؤسسة “ستار فونديشن” البريطانية فى عام 2003، عندما اقترح أحد متطوعى “جمعية الأورمان الخيرية”، تخصيص يوم للاحتفال باليتيم، يوم الهدف منه التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد، وحظيت الفكرة بالقبول والدعم من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعى.
وحصلت جمعية الأورمان فى عام 2006 على قرار رسمى بإقامة “يوم عربى لليتيم” صدر من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب فى دورته الـ26، لتنتقل الفكرة من النطاق المصرى إلى العربى، ودخلت جمعية الأورمان “موسوعة جينيس” فى عام 2010، عندما تجمع 4550 طفلا يتيما، رافعين الأعلام المصرية لجذب الانتباه إليهم والالتفات إلى احتياجاتهم وذلك فى منطقة سفح الأهرامات.
وبدأت وزارة التضامن الاجتماعى فعليا وبشكل علمى ممنهج فى إصلاح دور الأيتام، ووضعت معايير جودة لتقييمها، وأصدرت لائحة تنفيذية لمؤسسات الرعاية الاجتماعية لتنظيم كل ما يخص دور الأيتام فى مصر والبالغ عددها 449 دارا تحتضن نحو 10 آلاف طفل يتيم فى مختلف المراحل العمرية والدراسية، بهدف احتضانهم وتعليمهم وحمايتهم من أية انتهاكات، ولكى يستطيعوا التغلب على مصاعب الحياة، ليخرج من بينهم المتفوق والموهوب والمبتكر والفنان.
ويشارك نخبة من مشاهير المجتمع فى احتفالات الغد بيوم اليتيم، كما ستقام احتفالات وأنشطة ترفيهية واجتماعية وتقدم الهدايا والعطايا لهم لإدخال البهجة على نفوسهم.
