القاهرة تحاصر منابع الإرهاب فى 63 دولة
خلال أكثر من مناسبة، وعبر إدانة حوادث إرهابية فى مختلف أنحاء العالم، أكدت مصر أن القضاء على الإرهاب لن يتم إلا بالقضاء على أسبابه المختلفة، لهذا كانت التحركات المصرية النشطة فى الفترة الأخيرة على أكثر من مستوى.
واحدة من الظواهر المثيرة للقلق والتى تم رصدها عبر السنوات الماضية كانت فوضى الفتوى والذى أدى كنتيجة طبيعية إلى الاستناد على فتاوى شاذة ومضلة فى تكفير المجتمعات والحكومات، واستباحة القتل باسم الدين.
من هنا تأتى أهمية المؤتمر العالمى الذى تنظمه دار الافتاء المصرية تحت عنوان “دور الفتوى فى استقرار المجتمعات”، الذى انطلق اليوم الثلاثاء، في القاهرة، ولمدة 3 أيام.
المؤتمر يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمشاركة 63 دولة فى محاولة للقضاء على الإرهاب ودحر منابعه، على اعتبار أن نشر الصورة الصحيحة عن الدين تعنى بشكل مباشر القضاء على فكر من ينشرون الإرهاب، وتلك هى النقطة الجوهرية فى الحرب على الإرهاب.
فى هذا السياق أوضح الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن المؤتمر بمثابة الرد العلمى على الفتاوى الشاذة، وبيان عملى لأهمية دور الفتوى فى استقرار المجتمعات”.
وتعتبر الفتوى من أهم قضايا العصر التى يجب أن ينتبه لها أهل العلم والعلماء. وقد أوضح علام، أن كثير من المفتيين لا يلتفتوا إلى التفرقة بين الفتوى التى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، وبين الحكم الذى هو أمر ثابت بناء على فهم معين للدليل الشرعى وفق مذهب المجتهد.
وأضاف علام، أن خروج الفتاوى من أشخاص غير مؤهلين أدى لحدوث اضطرابات كبيرة فى صفوف المجتمع، وخلل واضح فى منظومة الأمن والأمان، وأن المجتمع الدولى بأسره أصبح مهددا نتيجة التهور والاندفاع والتشدد.
قضايا المؤتمر..
– يبحث المؤتمر آفاق الفتوى من حيث تعلقها بحفظ استقرار حياة الناس فى مختلف نواحيها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وكيفية استخدام منجزات العلم الحديث فى خدمة هذه العملية، داعية مفتى العالم للجلوس على موائد البحث العلمى لإيجاد حلول لفوضى الفتاوى، وطرح الخطط والمشاركة فى التنمية الوطنية والعالمية.
– يناقش المؤتمر مجموعة من المحاور الرئيسية، الأول منهم هو الفتوى ودورها فى تحقيق الاستقرار الذى يتضمن عدة عناصر منها الإفتاء وتحقيق السلم المجتمعى، والفتاوى الشاذة وأثرها السلبى على الاستقرار، والإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم”، والمحور الثانى هو الفتوى فى مواجهة الإفساد والتخريب عناصر “فتاوى الجماعات المتطرفة، ورعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، وإدراك الواقع فى فتاوى الجماعات الإرهابية عرضا ونقدا من فوضى الإرهاب إلى فوضى الإسلاموفوبيا عرض وتحليل”.
– يتناول المؤتمر الفتوى ودورها فى دعم البناء والعمران، فيتناول “دعم العمران مقصد وضابط لعملية الإفتاء، والتنمية بالفتوى الاستراتيجية والضوابط، والفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية، ودعم القضايا الإنسانية المشتركة”، إضافة إلى عقد ورش عمل.
– يبحث المؤتمر آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس فى مختلف مناشطها، بالإضافة إلى دراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة فى خدمة عملية الفتوى.
أهداف المؤتمر..
– يهدف المؤتمر إلى التعرف على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ووضع حلول لها والكشف عن الأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصرالاضطلاع بها فى تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية.
– يسعى المؤتمر إلى الوصول إلى أدوار محدودة تؤديها عملية الإفتاء فى مجال التنمية المجتمعية، ونقل مجال الإفتاء من مجال سلبى يقتصر على المشكلات إلى مجال إيجابى ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات.
– كما يهدف المؤتمر للإشارة إلى طبيعة ما يسمى بفتاوى الأمة، فضلا عن التأكيد على عدم ولوج الأفراد لهذا المنزلق الخطير بعيدا عن ساحات الاجتهاد الاجتماعى، ووضع ضوابط محددة لعملية الاستنباط من التراث، والتنبيه على خطورة الفتاوى التاريخية إذا تمت دراستها بعيدا عن سياقاتها التاريخية والواقعية
الفتوى الصحيحة تقضى على الإهاب..
لا شك أن تكاتف جهود العلماء يؤدى إلى مواجهة الأفكار الشاذة والمنحرفة التى تواجه المجتمع بسبب الجماعات المتطرفة، إلى جانب نظرهم إلى القضايا الحياتية التى تمس المجتمع مباشرة.
وقال الدكتور شوقى علام، إن شرح العلماء لأصول الدين الصحيح يؤدى إلى نشر الفتوى الصحيحة والقضاء على ما هو غير صحيح ومدمر للمجتمع، وذلك دون إفراط أو تفريق.
وقال الدكتور شوقى علام، إن الإرهاب يسعى لبسط نفوذه وسيطرته عن طريق نشر الأفكار المضللة والمغلوطة عبر وسائل الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعى، مما يؤدى لنشر العنف والفوضى وتهديد السلم العام، لذلك يجب نشر الفتوى الصحيحة من أجل استقرار المجتمع.