فتحت واقعة الراقصة غزل، التى توفيت أثناء إجراء عملية إجهاض وتنظيف رحم، حسب ما ذكر فى وسائل الإعلام، جدلًا برلمانيًا واسعًا، ما بين تفعيل قانون العقوبات طبقًا لما جاء فى مواده «٢٦٠، و٢٦١، و٢٦٢، و٢٦٣»، والتى تتضمن الحبس من ٢٤ ساعة إلى ٣ سنوات، أو تغليظ عقوبته للتصدى لإجراء مثل هذه العلميات.
وبحسب إحصاءات المجلس الدولى للسكان فى دراسة بالتعاون مع الجمعية المصرية لرعاية الخصوبة، توصل فيها إلى أن معدل الإجهاض فى مصر اقترب من ١٤.٨٪ لكل ١٠٠ مولود، من ضمنها الإجهاض المتعمد بهدف إسقاط الجنين فى مراحل نموه الأولى، وتشير الإحصاءات إلى أن هناك ٤٦ مليون حالة إجهاض يتم إجراؤها كل عام فى العالم، منها ٢٠ مليون حالة إجهاض غير آمن، وهناك ٦٨ ألف امرأة تموت كل عام نتيجة مضاعفات الإجهاض، ٩٥٪ من هذه الحالات تقع فى دول العالم الثالث منها بينها مصر.
القانون كاف
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن أبوالعلا، وكيل لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن قانون العقوبات بشأن عملية «الإجهاض» لا ينقصه شيء غير تفعيله على من يرتكب سواء من الأم أو من الطبيب. وأضاف أن القانون يعتبر معطلًا ولم يدخل حيز التنفيذ، بالإضافة لعدم وجود الرقابة الحقيقية لإيقاف تلك العمليات التى تحدث بشكل كبير يوميًا، مؤكدًا أنه لا يحتاج لإدخال أى تعديل عليه لتطبيقه على أرض الواقع.
الإجهاض جريمة
فيما قالت النائبة مارجريت عازر، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، وعضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان: «إن الإجهاض جريمة يعاقب عليها القانون، وهذا منصوص عليه، وتوجد مواد تحدد مدى عقوبة من يرتكب تلك المخالفة»، مشددا على ضرورة تنفيذ القانون لردع من يرتكب تلك الجرائم التى تؤدى إلى وفاة الكثير من السيدات.
مشروع قانون
بينما قال الدكتور عصام القاضي، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب: «إن عمليات الإجهاض تعد جريمة أخلاقية أكثر من جريمة جنائية يحاسب عليها القانون»، لافتًا إلى أن القانون غير راضع لتلك القضية التى تزداد بصفة مستمرة. وأكد أنه سيتقدم بمشروع قانون لتعديل المواد الخاصة بالعقوبات لجريمة «الإجهاض» فى دور الانعقاد الثالث، مضيفًا أنه يجب تطبيق قانون معاقبة الأطباء، سواء نظير أخطائه الإدارية أو الطبية والمهنية، قائلًا: «القانون يعاقب الأطباء بصورة إدارية هبلة».
الراقصة «غزل» تشعل وفى سياق آخر، قالت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، وأستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر: «إن الفقهاء كانوا يستندون فى فتواهم بإجازة إجهاض الجنين فى شهوره الأولى، على آية قرآنية تؤكد عدم تكوين الجنين إلا بعد مرور ١٢٠ يوما على وجوده فى رحم أمه، وهذا ما ورد فى السنة النبوية، عندما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى حديث شريف، فيما معناه أن الجنين يتكون فى مراحل أولها ٤٠ يوما نطفة و٤٠ يوما علقة و٤٠ يوما مضغة، وبعدها ينفخ الروح فيه».
