كبسولات
كبسوله حنان ….المتلونون و الاغبياء
بقلم الاعلامية والكاتبة حنان إبراهيم نائب رئيس التحرير
الانسان المتلون هو من اذا أراد منك شيئا أو مصلحة ترك لك الحرية بان تقول أو تفعل ما تريد دون أدني اعتراض منه ! طالما ما تفعله أو تصرح به يتماشي و يتوافق مع مصلحته ! اما اذا صدر منك قولا او فعلا او رأيا مخالفاً لمصلحته ستجده عنيف و عدواني و قد يصل به الحال بأن يتهمك بأبشع التهم التي قد تصل بإخراجك من الملة أو الدين أو الخيانة العظمي و تمزيق الوحدة الوطنية و الأضرار بالأمن القومي أو تهم تتعلق بالسلوك و السمعة و الشرف !! المهم هو أن تتوقف عن اي شيء يؤثر على مصالحه الخاصة الضيقة !! المتلون أيضا ينصر القضايا و الناس و الوطن نظرياً بدون أفعال ! يقفز من المركب اذا ما أصبح متهالكا او قبل ان يغرق المركب و لا يساعد فى حل المشكلة ،، و بسرعة يأخذ مكانه فى مركب جديد !! و حديث المتلون دائماً بدون إحساس برغم منطقيته و ترتيبه و استخدامه لعبارات رنانة خصوصا فى الأمور الوطنية و العاطفيه و المادية ! و الإنسان المتلون يذهب دائماً للكفة التى تميل ! ظنا منه ان هذا ذكاء ! وسط جمهور من المعجبين الاغبياء الذين أعطوا له الشرعية و الوجود برغم معرفتهم جيدا لعدم صدق شخصية المتلون !!؟
هذا لأن هؤلاء الاغبياء يؤمنون بأن المكر و الخديعة و المراوغة هى موهبة و وسيلة سهلة للنجاح ! كما يري هؤلاء ان من يتمسك بالقيم و الاخلاقيات لا يحقق نجاح و لا يصل لغاية ! هذا من وجهة نظر الاغبياء فقط ! الذين قد يصل بهم الحال بمعايرة الإنسان الواضح على وضوحه !
و مساعدة المتلون !! فيزداد الامر تعقيدا شيئا فشيئا و يختلط الحابل بالنابل و يتواري عنا كل صاحب مبدأ او صاحب لون او اتجاه معروف و واضح !! لصالح اخر متلون آفاق من الدرجة الأولي بمساعده مجموعة من الجهلة و الاغبياء ! الذين قاموا بصنع قدوة باهتة للأجيال الجديدة التي كانت لا تعرف غير الألوان الصريحة و الواضحة ،، ثم يسأل الحمقي بعد ذلك لماذا كل هذا النفاق و عدم الثبات علي المبدأ ؟! و يتهمون الحياة و الدنيا و الظروف ! و هم من ساهموا فى صنع المنافقين و المتلونين و روجوا لهم بدون ان يشعروا لأنهم اغبياء !