رسائل البابا تواضروس فى أربعين الأنبا أبيفانيوس

ترأس قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس الأربعين لنيافة الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة والرهبان وأسرة الراحل.
وجه قداسته فى عظته التى ألقاها اليوم العديد من الرسائل، حيث قال: “تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد، وفى نهاية أيام هذه السنة القبطية وعيد النيروز، تجعل الكنيسة كل قراءاتها حول استعداد الإنسان لليوم الذى يلاقى فيه الله وتكون هذه الأيام الأخيرة فرصة جيدة لمراجعة النفس فى هذا الفصل.
وتابع البابا: “ماذا يريد الإنسان أن يسمع “تعالوا إلى يا مباركى أبى” أم “اذهبوا عنى يا ملاعين” من الأمور الهامة لنا جميعًا سواء رهبان أو فى الحياة العامة أو خدام ينبغى أن يقف الإنسان أمام هذا الصوت، هذه الكلمات القدسية، التى تسمعها من فم المسيح يدعوك “تعالوا إلى يا مباركى أبى” أم تحترس لهذه الكلمات “اذهبوا عنى يا ملاعين” وهى بمثابة حكم نهائى يقف الإنسان ليدبر ويراجع أيام حياته فى هذه المناسبة، ونحن نجتمع فى ذكرى الأربعين على رحيل حبيبنا نيافة الأنبا أبيفانيوس إنما تكون فرصة للاستعداد”.
وتحدث البابا عن الرسائل المباشرة فى عظته وتركزت حول ثلاث عناصر أساسية وهى: “حفظ الهدف، وطاعة الوصية، ونمو المحبة”، مشيرًا إلى أن هذه العناصر الثلاثة تجمعت فى الأسقف الراحل الأنبا أبيفانيوس، وأوضح أنه مع اقتراب نهاية السنة القبطية رتبت الكنيسة القراءات لتكون حول الاستعداد لليوم الذى يلاقى فيه الإنسان الله، موضحا أن الأيام الأخيرة فى السنة فرصة جيدة لمراجعة النفس.
وأضاف أن الله عندما خلق الإنسان لهدف يحافظ عليه والبعض اختار أن يكون راهبًا أو خادمًا أو يعمل فى العالم، وآخر يدرس أو يتكلم كيف ما يكون فيجب أن يكون له هدف نقى ومفيد ونحن فى مجتمع الدير عندما يختار الإنسان حياته الرهبانية بإرادته والالتزام بهذه الحياة وجدناها فى حبيبنا الذى رحل عنا.
وعن طاعة الوصية، قال بطريرك الكرازة المرقسية إن الله أعطانا الكتاب المقدس وكل مابه سجل بالوحى عبر عشرات السنين إلى أن وجد فى أيدينا ولكن يغيب عن الإنسان طاعة وصيك الكتاب المقدس فى رسالة فيلبى يقول “فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح”، والحياة الرهبانية فى أساسها حياة إنجيلية حسب الوصية.
وشدد على ضرورة نمو المحبة باعتبارها أساس الحياة الرهبانية، واصفا الرهبنة بـ”مجتمع المحبة” وأنه عندما تختفى لا يصير للحياة الرهبانية أى معنى، وأشار إلى أن الأنبا إبيفانيوس لم يكن معروفا وسط كثيرين وحينما صار أسقفا اكتسب محبة الجميع، وفى اللقاءات والمؤتمرات كانت محبته الهادئة وسيلة تعليم لكل أحد تعامل معه.
وفى نهاية كلمته قدم تعزية لكل الذين أحبوه وخدموا معه نعزى كل الذين زاملوه وعرفوه عن قرب.