غير مصنف

التجسد …. قصه للروائية كريمان إبراهيم

بقلم الروائية كريمان إبراهيم
سقط ذاك الجسد الهزيل مرتطما بصلابة الارض ..يسقط علي ركبتيه وكانه متعمد لتلك الوضعيه فلا تستطيع القدمان الثبات بعد الان .. العيون الصغيره قد اتسعت عن اخرها يظهر عليها الشحوب تلف في فلكها وكأنها تخاف شيئا ان يأتي .. الانف المستقيم يلفظ الهواء كمن لا يريد الحياة وكأنه يخبر حواسه ان توقفي لا تكملي … الفم الصغير اخذ لون الموت وارتعاشه واضحه تظهر عليه صوت احتكاك اسنانه بعضها البعض يعلو … وجه خائف وقلب ضعيف يحاول ان يثبته …رافعا يده اليمنى ممسكا بكتفه الايسر صدره يزداد علوا وهبوطا .. وكأن انفاسه تصارع الموت وكان قلبه يسابق اللاشيء … ف ذاك الظلام المحيط به لا يرى فيه احد سواه لكن ما ذاك الخوف من شيء لا يراه … مهلا !!!
شيئ ما اشعر به يتحرك !!
 
_من هناك ؟؟ مرحبا ااحد هنا ؟؟!!
 
يقترب ببطء ذاك الجسد العملاق مطبوع باللون الاحمر الناري يشبه الحيوان بجسد بشر يمشي بخطوات ثقيله رأسه حليق علي جانبيها قرنان كبيران يعلق بهما شيئا من خيوط العنكبوت في سقف الغرفه ..انحني قليلا حتى يستطيع السير في تلك الغرفه الصغيره بالمقارنه مع حجمه …عيناه صغيره جفونها سوداء لونها احمر يشع وسط بياضها .. انفه الافطس و فمه الواسع تضيع ملامحه وسط انيابه البارزه .. عروق جسد انتفضت جميعها معلنه عن وجودها وكأنها تشارك في الغضب …..
 
_مرحبا بك ايها الضعيف ؟؟!
جاء الصوت قويا مخيف يحمل شيئا من انفاسه الملتهبه .. فتقبله الاخر بان ثبتت جميع حواسه وكأنه اصيب بصدمه جعلته شبه لا يعي شيئا !!!
 
_اذا انت حقيقه ؟؟
_وماذا ترى الان؟؟ الست انا من تخشاه من ركضت خلفه وطرقت بوابة عالمه اخبرني لما كل ذاك الخوف الان ؟؟
 
صمتا للحظات بدأ الهزيل فيها يحاول الوقوف والاخر ينظر اليه يتابعه
 
_من الطبيعي يا صديقي ان اكون خائف !! ولكن ليس من الطبيعي ان تكون انت الخائف ..
ماذااا ؟؟؟ اطلقها ذاك المجهول الهويه باستنكار !!
_انا خائف ومنك انت !! الا ترى من انا وما انت ؟؟
_اخبرني لما اتيت بي الي ذاك المكان ان لم تكن خائفا اخبرني لما لا تقرب مني الي الان ان لم تكن خائفا ؟؟ ااخبرك شيئا انا .. تخاف لانك تعلم ان نهايتك قد كتبت علي يدي تخاف لان ذاك القدر هو يركض خلفك .. نعم انا هزيل ضعيف صاحب قلب عليل ولكن ما زال شيئا من ذاك النور في قلبي تخاف منه انت . اليس كذالك يا هذا ؟؟!!
 
يتنفس الاخر بشكل يشبه بركان يوشك ان يثور !!
 
_اسمع يمكنني ان انهى حياتك وابدل ذلك القدر انا العب علي هذا من عقود الا ترى كيف وصل بك الحال الي ذاك الضعف والوهن ..لكن انظر الي انظر جيداا الي ف انا لا اقهر !!
 
اطلق تلك الضحكات المتقطعه الثقيله .. ولكن الاخر قاطعه بضحكته الضعيفه فصمت موجها نظره اليه مستنكرا عليه !!
 
_لما تضحك ؟؟!
 
_لان كلامك صحيح فلقد اجدت دورك ف الخداع وانا من اطعت ونسيت دوري ومهامي وسر وجودي وامانتي في تلك الحياة … خدعتني عند تلك الشجره عندما كنت انعم في الجنه وحرمتني من ان احافظ على الامانه في تلك الارض .. وانا لا اتعلم في كل مره اسقط فريسة لمخطتاتك يجب ان اعترف انك تجيد بل تفوقت على نفسك .. اصبح الشر المتجسد في صورتك اقوى واصبح #الايمان المتجسد في جسدي هزيل ضعيف عليل القلب … لكن لا تنكر انه لايزال بي ذاك الذي تخشاه !!
 
ينظر الاخر صامتا يستمع لما يقول وهو يرى الخوف في عينيه يتلاشي وجسده الضعيف ينتفض كمن يعلن عن حياة اخرى وقلبه الضعيف يطرد اوهام المرض وعروقه تبدأ في النفور تعلن غضبها !!
 
_ماالذي يحدث ؟؟ ماذا تفعل انت وكيف تفعل ذلك !!!!؟
وقف الاول مستقيما جسده ينبض صحه وقوه اطبق كفيه علي بعضهما
 
_نعم انا الضعيف الهزيل الذي اردت ان تصنعه حتى تغلبه في اول مواجهه ..
 
_لا لا يمكن ان يحدث هذا انا لم اخطئ لقد شكلتك كما اريد !!
 
_وانا كنت ما تريد لكن ذاك الشيء بداخلي كالنار بخارجك لا تخمد ابدا !!؟؟
 
_ ماذا وما هو .. ماهو ذاك الشيء اخبرني ؟؟
 
علا صوته صارخا …
فاجابه الاخر بلكمه عنيفه طار بها الجسد القوي في الهواء بضع شيء ثم السقوط العنيف علي صلابة ارض تقبلته بالتحطم .. ثم اقترب منه قائلا في هدوء
 
_انه #الدين يا صديقي .. الايمان هو كما النار بداخلي تحرقك انت و تدفئني انا !!!
 
كريمان ابراهيم

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى