وزيرة الثقافة: قناة السويس تواصل حضارى بين الشرق والغرب
قالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، إن قناة السويس هى فكرة فرنسية وإرادة مصرية التقتا معا لتنفدها سواعد شعب مصر، وذلك فى الكلمة التى ألقتها فى حفل افتتاح معرض قناة السويس بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس، والذى ينظمه معهد العالم العربى.
جاء ذلك بحضور وزير خارجية فرنسا جون ايف لودريان، ووزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين، وسفير مصر لدى فرنسا، إيهاب بدوى وسفير فرنسا لدى القاهرة ستيفان روماتى.
وأضافت الوزيرة: “يُسعدنى أن أقف بينكم اليوم على أرضٍ فرنسية، وفى صرح عريق يجسد الصداقة الفرنسية – العربية من أجل أن نحتفل معاً بذكرى مرور مائة وخمسين عاماً على نتاج عمل وجهد مشترك، فكرةٌ فرنسية وإرادة مصرية التقتا معاً لتنفذهما سواعد شعب مصر على مدار 10 سنوات متصلة، لنقدم معاً للعالم ليس فقط قناةً ملاحية وتجارية ولكن أيضاً قناةَ تواصلٍ حضارى ّوإشعاعٍ ثقافيّ بين الشرق والغرب، تقع فى ملتقى قارات العالم القديم إفريقيا وأوروبا وآسيا، أهدينا سوياً للعالم شريان حياة ورخاء، ووسيلة تعاون وإخاء، إنها قناة السويس التى ستظل رمزاً للتعاون المصرى الفرنسى الذى نعتز به جميعاً”.
وأعربت عن امتنانها لمعهد العالم العربى الذى نظم خلال الأعوام القليلة الماضية الكثير من الفعاليات ذات الصلة بمصر، والتى كان أبرزها معرض “أوزيريس: أسرار مصر الغارقة” مشيرة إلى تواصل المعهد تعاونه واهتمامه بمصر فينظم معرض (ملحمة قناة السويس .. من المصريين القدماء وحتى القرن الحادى والعشرين).
وأضافت: “لقد انطوى وصف المعهد لقناة السويس بالملحمة على قدرٍ كبير من الدقة، فهى بالفعل ملحمةٌ من أعظم ملاحم التاريخ، فقد كانت فكرة ربط البحرين المتوسط والأحمر تداعبُ خيالَ المصريين منذ آلاف السنين فكانت قناة (سيزوستريس) لربط البحرين عبر نهر النيل، ومضت القرون واختارت مصر وشعبها وقيادتها السياسية القناةَ لتنفيذ أول مشروعٍ قوميٍ عملاق تحققه مصر فى عهدها الجديد بعد ثورة الثلاثين من يونيو، (ازدواج المجرى الملاحى لقناة السويس) أو (قناة السويس الجديدة)، المشروع الذى تحمس له المصريون ووفروا له تمويلاً بقيمة أربعة وستين مليار جنيه فى أسبوع واحد فقط ليتم إنجازه بمعدلات غير مسبوقة فى عامٍ واحدٍ فقط”.
وتابعت الوزيرة: “لقد ظلت مصر تذكر لفرنسا إبداعها فكرةَ إنشاءِ القناة، فكان الرئيسُ الفرنسيُ السابق فرانسوا أولاند ضيف الشرف فى حفل اِفتتاح (ازدواج المجرى الملاحى للقناة) فى الخامس من أغسطس عام 2015 – وهو الحفل الذى شارك فيه أيضاً الوزير لودريان والسيد جاك لانج، لتهدى مصر للعالم مشروعاً ييسر حركة التجارة العالمية، ويساهم فى توافر الخير والرخاء لكل شعوب دول العالم المحبة للسلام، والداعمةِ للأمن والاِستقرار، والداعيةِ إلى المحبة والتعاون البنَّاء”.
وقالت: “إن الحرص المصرى على تواصل الاِهتمام بتلك القناة يؤكد أننا بدأنا طريقاً طويلاً لتحقيق التنمية والاستقرار وبناء مصر المستقبل، لذا شرعت الحكومة المصرية فى تنفيذ مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس بما يضمه من منطقة اقتصادية خاصة تشمل إنشاءَ عددٍ من الموانئ والمدن الجديدة والمراكز اللوجستية والتجارية التى تحقق زيادةً لمعدلات التبادل التجارى بين مصرَ وجميعِ دول العالم”.
واستطردت الوزيرة: “نحن باِستمرارِنا فى تحقيق هذا الهدف نطمحُ إلى مشاركة أصدقائنا فى كافة ربوع العالم لنا فى حلمنا الطموح ببناء مصر المستقبل، لا سيما من ساهم فى هذا الإنجاز التاريخى والذى سيكون مُرَحبا باِستمراره فى تنمية وتطوير ذات الإنجاز الذى رَعاه منذ أن كان فكرةً قبل أن يتحول إلى واقعٍ على الأرض؛ فليس أقلَّ من أن يكون لفرنسا منطقتها الصناعيةُ الخاصة فى منطقة القناة”.
وأكدت أن العمل المصرى الفرنسى المشترك يثمر دوماً إنجازاتٍ لا تعيش للحظات ولكنها تستمر عبر التاريخ، قائلة: “أَجد فى ذلك حافزاً على مواصلة التعاون والتنسيق بين البلدين فى شتَّى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أتطلعُ لأن يشهدَ عام 2019 زخماً ثقافياً بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى، بما يطرح أفكاراً تعاونية جديدة على الصعيد الثقافى تستكملُ سِجِلَ التعاون المثمر بين البلدين فى هذا المضمار، والذى أسفر عن الاتفاق على إنشاء (دار مصر) بالمدينة الجامعية الدولية بباريس، وكذا الاتفاق على إنشاء (الأكاديمية المصرية لتدريب وتأهيل الشباب) بالتعاون مع (المدرسة الوطنية للإدارة) بفرنسا”.
وأضافت عيد الدايم: “أشعر بالفخر لتمَكُن بلدينا سوياً من إنجاز الحلم الكبير تاريخياً بحفر القناة بأفكارٍ فرنسية وبسواعد مصرية، وحديثا باِزدواج المجرى الملاحى للقناة بأفكارٍ وتمويلٍ وسواعد مصرية وهو الإنجاز الذى عظَّم لدينا الدافعَ لتحقيق المزيد من الإنجازات لمصر”.