أخبار

وداعا السنوات العجاف.. سيناء تزين خريطة التنمية تنفيذا لوعد الرئيس السيسى

«أنتم عارفين سيناء كانت هتبقى عاملة ازاى، كانت هتبقى كتلة إرهاب وتطرف لا يستطيع أحد أن يتخلص منها» تصريح مهم للرئيس عبد الفتاح السيسى، فى عام 2014، واصفا بها الوضع فى سيناء لو استمرت بدون تنمية وفريسة للجماعات الإرهابية المتطرفة خاصة فى الفترة الحرجة التى شهدتها مصر، ما بين 210 حتى أواخر 2013.

الرئيس قال وقتها: «أنا قلت إن المعركة فى سيناء ممتدة لن تنتهى فى أسبوع أو اثنين أو شهر أو اثنين، من فضلكم إحنا ثابتين وراسخين كلنا ومحدش أبدا هيقدر يكسر لا إرادة المصريين ولا إرادة الجيش ولا حد هيقدر يدخل بين الشعب المصرى ووحدته وبين قيادته ده الخطر الحقيقى».

واليوم وبعد نحو 8 سنوات، تحقق وعد الرئيس السيسى، فى تحويل سيناء من منطقة خطر على الأمن القومى إلى منطقة مأهولة بالسكان وجاذبة للاستثمار.

وبلغ إجمالى الاستثمارات المنفذة والجارى تنفيذها فى تنمية سيناء 610 مليارت جنيه، معظمها يتعلق بالتنمية العمرانية وتطوير البنية التحتية؛ لتهيئتها لجذب السكان، نرصدها فيما يلى:

– حفر 5 أنفاق و7 كبارى عائمة و3 ألاف كيلو طرق لربط سيناء بالمحافظات المجاورة، فضلا عن ازدواج الممر الملاحى لقناة السويس، و5 موانئ بحرية وجافة، وتطوير 5 مطارات لتسهيل حركة التجارة الدولية وتعزيز سلاسل الإمداد والتوريد.

– تطوير البنية التحتية بإنشاء وتطوير 27 محطة تحلية مياه بحر ومحطات معالجة الصرف الصحى و92 مشرعا فى مجال الكهرباء بإجمالى قدرات كهربائية 420 ميجاوات، بنسبة زيادة 27 مقارنة بالعام 2014، حيث كان إجمالى الأحمال 1554 ميجاوات فى 2014 واليوم أصبحت 1974 ميجاوات.

– كما شهدت السنوات الماضية، المرحلة الثانية من تنمية حقول الغاز فى شمال سيناء لزيادة الطاقة إلى 75 مليون قدن 3/ يوم بتكلفة 100 مليون دولار.

– إنشاء 17 تجمعا تنمويا فى شمال وجنوب سيناء، بإجمالى تكلفة 5.7 مليار جنيه، شملت 12 ألف وحدة سكنية ضمن الإسكان الاجتماعى، بواقع 49 ألف وحدة إسكان بالمدن الجديدة، و4 مدن عمرانية جديدة لإعادة رسم الخريطة العمرانية لتليق بالإنسان المصرى.

– تحسين الخدمات التعليمية بتنفيذ 203 مشاريع بقيمة 1.1 مليار جنيه، شملت إنشاء وتطوير 151 مدرسة و8 جامعات.

– تحسين الرعاية الصحية بتنفيذ مشروعات بـ4 مليارات جنيه، شملت إنشاء 12 مستشفى ة38 مركزا ووحدة صحية، لتحسين مستوى معيشة المواطن.

– تنفيذ 141 مشروعا فى مجال الشباب والرياضة بتكلفة 715 مليون جنيه.

– تنفيذ وجار استصلاح 674 ألف فدان، بإنشاء محطة معالجة مصرف بحر البقر، وبتكلفة 18 مليار جنيه، لاستصلا 400 ألف فدان، ومحطة معالجة مياه مصر المحمسة بتكلفة 3.6 مليار جنيه، وسحارة سرابيوم بتكلفة 180 مليار جنيه.

– تنفيذ مشروعات لتنمية الثروة السمكية، بقيمة 12.6 مليار جنيه، بإنشاء مزارع الفيروز السمكية، بطاقة إنتاج 13 ألف طن سنويا، وإنشاء المزارع السمكية لهيئة قناة السويس (شرق القناة) بإجمالى 3175 حوضا بتكلفة 650 مليون جنيه، وتنمية بحيرة البردويل لتكلفة 120 مليون جنيه.

– جرى ويجرى تطوير وترفيق 5 مناطق صناعية بمساحة 83 ألف فدان، بتكلفة 38 مليار جنيه، تشمل شمل المنطقة الصناعية شرق بورسعيد، وزيادة طاقة مصنع أسمنت العريش لـ 6.9 مليون طن سنويا، ومصنع لإنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر، ومصنع لإنتاج الثلج ببحيرة البردويل.

– تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بمنح قروض لمشروعات صغيرة بإجمالى 2.1 مليار جنيه، وإنشاء مركز خدمة المستثمرين بجنوب سيناء بتكلفة 96 مليون جنيه لخدمة 1300 شركة.

– تنفيذ مشروعات سياحية وترفيهية، منها متحف شرم الشيخ بتكلفة 812 مليون جنيه، وتطوير مدينة شرم الشيخ بشكل شامل، وإنشاء ممشى أهل مصر فى مدينة طور سيناء بتكلفة 10 ملايين جنيه، وتطوير كورنيش طور سيناء بتكلفة 40 مليون جنيه، فضلا عن تطوير مدينة سانت كاترين.

وخلال تفقده اصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء، بحضور رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء ورجال الأعمال وكبار رجال الدولة وأبناء سيناء، فى الإسماعيلية، تحدث الرئيس السيسى، عن الإنجازات التى شهدتها سيناء الآن، من تنمية فى جميع المجالات.

الرئيس أوضح أن التنمية فى سيناء تحققت بفضل الله والجيش والشرطة وأهالى سيناء بعد دحر الإرهاب، الذى كان يعيق التنمية وحياة المواطنين، مشددا على أنه لا توجد حياة بدون أمان، وأن الدولة تسعى إلى زيادة المساحة المأهولة بالسكان إلى 12% من خلال إنشاء المدن الجديدة، لافتا إلى أن مساحة سيناء تبلغ حوالى 60 ألف كيلو متر مربع وهى تعادل المساحة التى يعيش عليها سكان مصر.

وأشار إلى أن سيناء لم تشهد تنمية حقيقية منذ سنوات لأن حجم التكلفة كان مرتفعا، لافتا إلى أن عملية التنمية فى سيناء شهدت تحديات وصعوبات، وأن تكلفة التنمية فى سيناء تراوحت ما بين 40 و50 مليار دولار خلال السنوات الماضية، منبها بأن التكلفة كانت ستتضاعف إذا كنا شرعنا فى تنفيذها خلال الوقت الحالى.

ولفت إلى أن محاولة عرقلة مصر وجهود التنمية فيها مستمرة وسوف تستمر، مشددا فى هذا الإطار على أهمية الوعى الذى بدونه لم يكن فى استطاعة المواطنين تحمل الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار الذى لم نكن سببا فيه.

وأورد أن “الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد”، مشيرا إلى أنه لا يجب أن نوجه الشكر إلى أهالى سيناء بالكلام فقط بل بالاهتمام والعمل وأننا لم نرض بما كان سائدا من قبل، مشددا على أن تضحيات أهالى سيناء محل اعتبار وتقدير.

وتابع أن الإرهاب كان يستهدف أن نفقد جزءا غاليا من أرضنا، منبها بأن حجم الشائعات التى تواجه مصر غير طبيعى، موجها الشكر مجددا لأهالى سيناء، قائلا: “نحن جميعا مصريون وهذه بلدنا وأرضنا ويجب أن نحافظ عليها ونموت من أجلها”.

كما وجه الرئيس الشكر للشركات التى شاركت فى تنمية سيناء خلال الظروف الصعبة، وقال: “إن الإرهاب كان يعيق الحياة وليس التنمية فقط”، مضيفا: “عندما اجتمعت قلوب الناس على قلب رجل واحد تم حل المسألة”.

وأردف أنه على مدى السنين الماضية لم تتم تنمية كبيرة فى سيناء؛ لأن حجم التكلفة لعمل بنية أساسية فى مساحتها البالغة 60 ألف كيلو متر مربع كشبكات الطرق ومحطات الكهرباء وغيرها مرتفعة جدا، مما أعاق التنمية فيها خلال تلك الفترة.

وذكر الرئيس “أنا أردد ذلك حتى يتشكل الفهم الوعى لدى المواطنين الذين يستمعون إلينا”، متسائلا: هل الحرب على الإرهاب انتهت؟.. وأجاب “إنه حتى الآن هناك حجم من الشائعات والأكاذيب والافتراءات التى تستهدف الدولة غير طبيعى، وكان آخرها ما تردد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حول “بيع قناة السويس مقابل مبلغ تريليون دولار”.

ونوه بأنه لولا الوعى المتواجد لدى كافة قطاعات الشعب، لما كان فى استطاعتنا تحمل الظروف الصعبة والأسعار المرتفعة التى تمر بها البلاد منذ أكثر من عام.

ووجه الرئيس حديثه لأصحاب الشركات المشاركة فى تنفيذ المشروعات فى سيناء، قائلا: “لديكم الخبرات والاتصالات لزيادة حجم الصناعة المحلية”.

وأشار الرئيس إلى أن خطة مصر فى المياه، تتضمن توفيرها فى المدن الساحلية على البحرين الأحمر والمتوسط من خلال محطات تحلية المياه، وهو برنامج كبير لا يقتصر فقط على إنشاء المحطات.

واستكمل أنه عقب التضحية التى قدمها أهالى سيناء خلال الفترة الماضية لن يكون الرد بكلمة “شكرا” فقط، بل سيكون من خلال الاهتمام والعمل، وأن من سيقوم بذلك هم أهالى سيناء سواء شركات أو أفراد بالإضافة إلى شركات أخرى إذا ما دعت الحاجة لذلك.

واستطرد أنه “خلال الفترة المقبلة نحن بحاجة منكم ومن كل الشركات الموجودة فى سيناء أن تعمل معنا”، موجها فى الوقت نفسه الشكر لأهالى سيناء والأسر التى قدمت أبناءها وضحت نتيجة العمليات الإرهابية التى شهدتها سيناء”، قائلا “إن ذلك كان ثمن القضاء على آفة الإرهاب التى كانت تهدف إلى إفقاد الدولة المصرية هذا الجزء العزيز من أرضنا”، مشيرا إلى أنه خلال تلك الفترة كانت الشرطة لا تستطيع التحرك وكذا الجيش وأجهزة الدولة، والتى لم تتمكن من تنفيذ خطط من أجل توفير تعليم جيد أو صحة أو استثمارات.

ونبه إلى أنه “خلال الفترة المقبلة سنتحرك بخطة كبيرة، ونحن بحاجة إلى جهودكم فيها ومعدلات عمل وتنفيذ تشعر أهالينا فى سيناء أن الدولة المصرية تعمل بهمة لأنه ليس هناك عذر لنا أو لهم، وليس هناك عذر فى ألا تتواجد الشرطة وأجهزة الدولة بكثافة أكبر مما كانت عليه من قبل لتحقيق الأمن والاستقرار، لأن الإعاقة التى كانت موجودة سابقا نتيجة الإرهاب والعمليات- والتى كان من أحد نتائجها نقل مقر المحكمة إلى الإسماعيلية- قد انتهت، “نحن شعب واحد، ومصريون وهذه بلدنا وأرضنا نهتم بها ونموت فداء لها”.

ودعا السيسى المشاركين فى حفل تفقد اصطفاف المعدات المشاركة فى تنمية وإعمار سيناء، بالوقوف دقيقة حداد لأرواح الشهداء.

واسترسل الرئيس: “اسمحوا قبل ما نقعد.. فى يوم زى ده.. يوم عظيم.. نقف دقيقة حداد وأيضا تقدير واحترام لأرواح الشهداء.. كل الشهداء.. شهداء مصر من الجيش والشرطة والقضاء من أبناء سيناء.. كل اللى ضحوا من أجل أن ننقف النهاردة الوقفة دى علشان نقول بداية جديدة لأرضنا اللى كادت تفقد مننا.. اسمحوا أننا نقف دقيقة”.

وشدد الرئيس السيسى، على ضرورة اتخاذ جميع إجراءات الحيطة والحذر واليقظة التامة من أجل تحقيق الأمن والأمان لأهل سيناء، وأضاف السيسى: “إن الدولة حريصة على تحقيق الأمن والأمان فى سيناء وذلك بالتعاون مع أبناء سيناء، يجب أن نظل منتبهين ومتذكرين للأحداث المؤلمة التى شهدناها خلال السنوات العشر الماضية لتجنب تكرارها.. لا تطمئنوا ولا يغمض لكم جفن حتى لا يتكرر ما حدث”.

وألمح إلى أن الأولوية فى مشروعات الإعمار فى سيناء يجب أن تكون لشركات أبناء سيناء لأنها عملت معنا فى ظروف صعبة للغاية رغم أن معدلات التنفيذ لم تكن سريعة، داعيا إلى تعويض كل ما فقدناه من خلال الإعمار خلال فترة زمنية وجيزة.

وشدد الرئيس على أن هذا التخطيط لتنمية وإعمار سيناء ليس متواضعا، معربا عن أمله فى أن يتم تنفيذ ذلك التخطيط بشكل يليق بأبناء سيناء ومصر، مشيرا إلى أن هناك أراضى زراعية سوف تدخل الإنتاج الفعلى فى سيناء بحلول نهاية العام الجارى.

كما شدد على أهمية تطهير أراضى سيناء من العبوات الناسفة والمتفجرات خلال شهر أو شهرين وذلك قبل البدء فى تنفيذ خطة التنمية وذلك حفاظا على كافة الأرواح.

وذكر الرئيس أن الهدف من ميناء العريش وتوسعته أن يكون لدينا ميناء عالمى فى هذا المكان ووضع ذلك الميناء على خريطة موانئ مصر على ساحل البحر المتوسط، مشيرا إلى أن ما يتم من تطوير لا يقتصر فقط على العام الجارى أو العام المقبل بل يمتد على مدى حوالى 25 عاما من التطوير والتنمية فى سيناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى