متابعه ريم المحب
إفتتحت مؤسستي “سمير قصير” و “مراسلون بلا حدود” مرصد ملكية وسائل الاعلام في لبنان في فندق “ريفييرا” بحضور المدير العالمي للمرصد أولاف ستين فات، وجيزيل خوري رئيسة مؤسسة سمير قصير، والمدير التنفيذي للمؤسسة أيمن مهن ، وقد حدث هذا المؤتمر نتيجة التأثير الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام على طريقة النظر إلى الوقائع ومناقشتها في المجتمع الأمر الذي يفرض عليها أن تكون مستقلة وشفافة.
وقد كان هناك كلمة لرئيسة مؤسسة “سمير قصير” أكدّت خلالها على ضرورة معرفة من يمّول الإعلام كي تُعرف مصداقيته وكيفية تأثيره على الصحافيين وقالت: ” للمرة الأولى باتت هوية هذه الجهات بالإضافة إلى من مصالحها وهيكلياتها، وعلاقاتها جلية بفضل هذا العمل الإستقصائي الشامل الذي أُعلن عنه في بيروت”، وطالبت بأن “يُعاد النظر بمواد في قانون الإعلام لجهة إثارة الفتنة والتعرّض لدول صديقة، أن يُعمل على ضم وسائل الإجتماعي في قانون الإعلام، فالإعلام بحاجة إلى الحداثة مع تعدّد المؤسسات والتقنيات والحاجة إلى المهارات”.
كما ألقى المدير العالمي للمرصد أولاف ستين فات كلمة تحدّث فيها عن التوجّه الرقمي وتأثيره في كافة المجالات وفي الإعلام بشكل كبير، وركّز في كلمته على الشفافية في الإعلام حيث قال ” نركز على الشفافية لأنّنا نحتاجها ونؤمن بأنها شرط أساسي عندما نتحدث عن أصحاب وسائل الإعلام والمالك الفعلي والمالك الفعلي وصاحب النفوذ الذي يملك سلطة القرار وصنع السياسات”، كما تحدّث عن وجود ” جهات مستعدّة لتكبّد الخسائر لأنها تعتبر أن هذا الإستثمار هو إستثمار في الرأي العام ويُشكّل سلاحاً في وجه الأنداد وهذا يدعو إلى توجّه آخر بوجود طبقة الأثرياء المعنيين في قطاع الإعلام”.
وختم: “بعد أربعة أشهر من العمل نقدّم نتائج هذا المرصد، وهو مموّل من الوزارة الألمانية الإتحادية للتعاون والتنمية منذ عام 2015”.
من جهته عرض المدير التنفيذي للمؤسسة أيمن مهنا محتويات الموقع، فبالنسبة لنموذج التلفزيون قال: “يشهد سوق المحطات التلفزيونية أعلى مستوى تركّز نسب المشاهدة مع استحواذ أربع شركات كبرى على 78.1% من نسب المشاهدة”، واشار إلى أنه من خلال مبادرة Media Ownership Monitorمعدلات المشاهدّة في لبنان في قطاعات التلفزيون،الصحافة، والإداعة، والمواقع الإلكترونية تتركّز بين عدد محدّد من الأسر السياسية الأساسية مما يحدّ عنها الشفافية حيث تُصبح كأداة لمصالح هذه الجهات الفاعلة، وأنّ هناك سيطرة واضحة من القوى والأحزاب السياسية على الإعلام الحكومي. السيطرة واضحة في لبنان ويرتبط معظم أصحاب المحطات الإعلامية بالحزاب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فالارتباط السياسي واضح جداً في وسائل الإعلام وهناك عائلات نشطت في الإعلام ومن ثم توجهت نحو السياسة (عائلة التويني)، كما يوجد أسر بدأت في السياسة وتوجّهت إلى الإعلام (الحريري، المر، عون).
وكان للنائب بولا يعقوبيان والتي هي إعلامية أيضاً كلمة في الجلسة الثانية من المؤتمر وقالت فيها: ” أنّ الإعلام في لبنان هو جزء من منظومة السلطة، وعلى الرغم أن هناك إعلام مستقل في لبنان غير أنه إذا أخذنا المحطات التلفزيونية خلال الإنتخابات النيابية كانت جزء من منظومة السلطة لأنها تحتاج إلى حماية ويمكن أن يصل العقاب إلى الإقفال”، وأشارت إلى “أنّ مجلس الإدارة في المؤسسات الإعلامية في لبنان هو مجلس شكلي لا يُقدّم ولا يؤخّر في سياسة المحطّة وتوجهاتها” وتحدثّت عن تجربتها في الإعلام وقالت: “أول حصانة للصحافي أن يكون لديه عمل آخر وهناك أمور تتعلق أيضاً بشخصية الصحافي وعلاقاته”، كما أشارت إلى أهمية وسائل التواصل الإجتماعي وضرورة إستخدامها والتفاعل معهان وغختتمت كلمتها بالإشارة غلى أنّ المجلس النيابي في صدد دراسة قانون الإعلام غير أنّ المشكلة تكمن في تطبيق القوانين.
وقد كان هناك مداخلة لكل من علي عمار من المغرب والذي تحدّث عن الضغوط التي تتعرّض لها الصحافة، وقيس ذريبا من تونس والذي تحدّث بدوره تجربة الإعلام الإستقصائي وتغيّر ترتيب تونس عربياً وعالمياً في مسألة الإعلام وحرية التعبير.
وفي ختام المؤتر وبعد كلمتي عضوي لجنة التحكيم ربى الحلو، وهند درويش تمّ إعلان جائزة وجيه العجوز لعام 2018 فقدّم جاد شحرور بإسم مؤسسة “سمير قصير” 9 جمعيات في مختلف المحالات التي تتعلّق بالحريات والرأي وحقوق الإنسان لتعرض كل جمعية ما قدّمت، وفازت بالجائزة “المؤسسة العربية للديمقراطية”.
ريم المحب – بيروت
