إحداث فوضى
عملت الجماعة خلال الأيام التى صاحبت اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، على تجميع أكبر عدد من الأسلحة والسيارات المحملة بالمولوتوف ونقلها إلى مقر الاعتصام، كما لجأت إلى تهريب الأسلحة لمقر الاعتصام بوسائل عدة، وذلك لإحداث فوضى متعمدة لإحراج الدولة أمام المواطنين.
من جانبها أصدرت وزارة الداخلية، بيانين متعاقبين، حذرت فيه المعتصمين من انتهاج العنف مع القوات، كما دعت للخروج الآمن وإخلاء الأطفال، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية لن تلاحق إلا المطلوبين قضائيا.
بعد عدة نداءات ومطالبات من قوات الأمن، بضرورة فض الاعتصامات، لم تستجب الجماعة الإرهابية، وردت بإطلاق الرصاص على المواطنين وقوات الشرطة، بل نفذت عمليات إرهابية طالت جميع أفراد وطوائف الشعب المصرى.
أجهزة الأمن استطاعت أن تضبط قرابة 803 متهمين فى أثناء فض الاعتصام، فى قضية “أحداث فض اعتصام رابعة العدوية”، حيث حاذوا أسلحة نارية وذخائر غير مرخصة، استخدموها فى مقاومة قوات الأمن، أثناء تنفيذ قرار فض الاعتصام، واستهدفوا بعض ضباط وأفراد الشرطة بإطلاق الأعيرة النارية صوبهم، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من رجال الأمن، وأشعلوا النيران فى مسجد رابعة العدوية وملحقاته أثناء عملية الفض ، وذلك بهدف إحداث حالة من الفوضى وترويع المواطنين، ومنع قوات الأمن من تنفيذ قرار فض اعتصامهم المخالف للقانون.
استهداف رجال الشرطة
وفى أثناء محاولة قوات الأمن فض الاعتصام وضبط الإرهابيين، لجأت عناصر الجماعة إلى استهداف رجال الشرطة، حيث بلغ عدد الشهداء 43 شهيدًا، منهم 18 ضابطًا، كان من بينهم اثنين برتبة لواء واثنين برتبة عقيد، و15 آخرين و9 من المجندين، بجانب موظف مدنى بإدارة شرطة نجدة الفيوم على يد جماعة الإخوان الإرهابية.
كما أصيب آنذك حوالى 211 فردًا من رجال الشرطة من بينهم 55 ضابطًا و156 آخرين، فى فض الاعتصامين المسلحين للجماعة الإرهابية.
وانضم إلى قائمة شهداء الشرطة عقب فض الاعتصامين، 14 ضابطا وفرد شرطة بمركز كرداسة، حيث اقتحم مسلحين مركز الشرطة بالأسلحة الثقيلة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى قضية عرفت إعلاميا بـ “مذبحة كرداسة”.
وبلغ عدد شهداء الشرطة خلال الشهر الأول الذى شهد أحداث رابعة والنهضة، 114 شهيدا، منهم 30 ضابطا و82 مجندا وفرد شرطة وموظف مدنى واحد وخفير.
اغتيال رجال القضاء
العمليات الإرهابية لم تقتصر على رجال الشرطة فقط، بل طالت رجال القضاء لترويعهم ومنعهم من أداء واجبهم الوطنى، فطالت يد الغدر الشهيد هشام بركات، النائب العام، بتفجير موكبه أثناء خروجه من منزله فى 29 يونيو 2015، رداً على إذن النيابة العامة لوزارة الداخلية بفض اعتصام رابعة والنهضة، بالإضافة إلى حبس قيادات الجماعة الإرهابية وأعضاء مكتب الإرشاد الذين تم ضبطهم عقب فض الاعتصام، فضلاً عن قرارات الضبط والإحضار التى أصدرتها النيابة العامة لعناصر إخوانية متورطة فى الاعتصام المسلح فى رابعة والنهضة، وكذلك التخطيط للعمليات الإرهابية التى نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية بعد 30 يونيو 2013.
وفى 22 يوليو 2017 قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد بإعدام 28 متهمًا، لإدانتهم باغتيال المستشار هشام بركات، وعاقبت 15 متهمًا بالسجن المؤبد، و8 متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، و15 متهمًا بالسجن المشدد 10 سنوات، وانقضاء الدعوى الجنائية لمتهم واحد توفى قبل الفصل فى الدعوى.
ومع مرور هذا السنوات، نجحت مصر فى القضاء على الإرهاب فى سيناء، وباقى المدن، وبدأت يد التعمير تدب فى كافها أنحائها، فشيدت المدن السكنية الجديدة، وقضت على العشوائيات، وأطلقت المبادرات التى من شأنها الحفاظ على صحة المواطن، وتحقيق حياة كريمة له، وانتصر الشعب على الجماعة الإرهابية، وأثبت أن مصر ستظل للمصريين فقط، مهما كانت التحديات والظروف.
