مشاكل بلدنا

«سيول الشائعات الخارجية».. ثغرات فى السد الإعلامى المصرى

لا غنى لأى دولة بحالٍ عن بوق إعلامى نافذ بالدول الأخرى، ينقل الحقائق ويتصدى للشائعات ويصحح المفاهيم المغلوطة فيما يخص سياساتها وأهدافها ومواقفها الدبلوماسية إزاء كل قضية.

  • مركز وزارة الخارجية الإعلامى يسد الفراغات التى تتركها الهيئة العامة للاستعلامات
  • دور المكاتب الإعلامية فى الخارج يتراجع بشكل كبير.. وتفعيل آليات الرقابة قليل
  • الصحف البريطانية تتعمد نشر الشائعات وتسد آذانها عن بيانات مصر التصحيحية

على وجه الخصوص، لا غنى لمصر عن ذلك، إذ لا تتوقف الشائعات التى يروجها أعداء مصر فى الخارج، ولا يمل المدلّسون من افتراء الأكاذيب على القاهرة، وهنا تبرز أهمية وجهود مركز وزارة الخارجية الإعلامى الضخم الذى لا يترك صغيرةً ولا كبيرةً عن مصر إلا رصدها.

يضم المركز كفاءات عالية المستوى تجيد لغاتٍ متعددة، وهو معنى بعرض الأخبار المنشورة عن مصر على المتحدث الرسمى باسم الوزارة ومنه إلى مساعد الوزير لشؤون مكتب الوزير ومن ثم إلى وزير الخارجية، وبالتالى يعد هذا المركز أحد أهم الإدارات فى وزارة الخارجية لا سيما أنه يسد الفراغات التى تتركها الهيئة العامة للاستعلامات، فى كثير من الأحيان.

عنصران متلازمان

المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، يقول إن الدبلوماسية والإعلام عنصران متلازمان يؤدى كل منهما دوره ويكمل كل منهما الآخر، لذلك من المهم أن يكون لوزارة الخارجية فى أى دولة أدواتها للنفوذ إلى الإعلام الداخلى والخارجى لنقل الحقيقة وعرض الصورة الحقيقية عن سياسات وأهداف الدولة ومواقفها الدبلوماسية إزاء القضايا المختلفة.

وهناك قواعد تسلكها الإدارة المصرية الحالية فى الرد على التصريحات التى تنشر عن مصر فى الإعلام الأجنبى، فليس كل ما ينشر يستحق الرد، هناك عوامل يجب أن تتوفر قبل أن يَصدُرَ موقف أو رد رسمى من الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية أو الهيئة العامة للاستعلامات أو أى جهة أخرى، لعل أبرز هذه العوامل تتعلق بالجهة الإعلامية التى نشرت تلك التصريحات، وما إذا كان مصدر تلك التصريحات مسؤول رسمى أو غير ذلك.

ويتوقف الرد فى أهميته وصيغته على سوابق الجهة الإعلامية التى نشرت تلك التصريحات تجاه مصر، وبالتالى قد يكون الرد فى حد ذاته جزءا من موقف سياسى فى إطار القواعد المعمول بها دبلوماسيا أو يكون الهدف من الرد تصحيح ما تم نشره من مغالطات لم يتحرَ كاتبها المهنية الصحفية، أو تعمد نشرها بتلك الصورة أيا كان السبب، وفى أحيان أخرى لا تعير الدولة المصرية أى اهتمام إلى جهات إعلامية انتماءاتها وتوجهاتها معروفة، وكذلك تتعمد تجاهل نوعية معينة من الأخبار التى لا يجد قارئها أى مشقة فى كشف زيفها.

الأدوات الإعلامية

تمتلك وزارة الخارجية الكثير من الأدوات فى مقدمتها المكاتب الإعلامية فى الخارج التى تخضع إداريا للسفراء، غير أن دور هذه المكاتب تراجع بشكل كبير لأسباب كثيرة من أهمها تقليص عدد العاملين بها وميزانية الهيئة العامة للاستعلامات بوجه عام، وعدم تفعيل آليات الرقابة اللازمة عليها وغياب السياسة العامة للهيئة بوجه عام خلال السنوات الست الماضية، ولذلك ترى وزارة الخارجية أنه من الضرورى الاعتماد على أطقم سفاراتها فى التعامل مع الإعلام الأجنبى.

من أهم الأدوات التى تستغلها وزارة الخارجية فى التواصل مع الإعلام الأجنبى لنشر ما يتعلق بمصر وكذلك الرد على أى مغالطات قد تنشر فى الصحف الأجنبية هم المراسلون الأجانب المعتمدون فى مصر، حيث تنظم وزارة الخارجية لقاءً دوريا لهم مع وزير الخارجية وكذلك مسؤولى الوزارة لعرض الرؤية المصرية إزاء كل القضايا سواء التى تتعلق ببلادهم أم بالقضايا الإقليمية أو الدولية بوجه عام.

كما يبرز اهتمام وزارة الخارجية بالتواصل مع الوسائل الدولية من خلال المنشور الذى تم تعميمه مؤخرا على السفارات من أجل قيام السفراء بإجراء حوارات دورية مع الصحف الكبرى فى كل دول العالم بما يتيح لهم عرض الرؤية المصرية ووأد التقارير التى تسيء إلى مصر أو التى تحمل مغالطات عن عمد أو جهل.

كما يصدر المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية مقالات بلغات أجنبية تحمل ردا من الدولة المصرية إزاء موقف من المواقف أو رسالة تسعى الدولة لترويجها فى الصحف العالمية وكان آخر هذه المقالات ما نشره المتحدث الرسمى عن زيارة بابا الفاتيكان لمصر وتم نشره بصورة موسعة ولاقى استحسان الكثيرين.

الصحافة البريطانية

المتابع للصحافة البريطانية يلاحظ بشدة أنه فى الوقت الذى تتجاهل فيه تلك الصحف ما يجرى فى الأراضى المحتلة وسوريا والعراق فإنها تقوم بالتركيز على ما يجرى فى مصر، فتركز على السلبيات وتتجاهل الإنجازات وتصبغ الأخبار بغير صبغتها الحقيقية عن عمد.

“مبتدا” تواصل هاتفيا مع أحد الدبلوماسيين بالسفارة المصرية فى لندن، الذى وصف العلاقة بين السفارة والصحافة البريطانية بالسيئة، مشيرا إلى أن أدوات السفارة ليست كافية للرد على كل ما ينشر فى الصحف البريطانية، كما أن إدارات تلك الصحف فى كثير من الأحيان ترفض نشر الرد المصرى، وكانت آخر الوقائع ما نشرته صحيفة فاينينشيال تايمز عن تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق عن المسيحيين إذ ادّعت أن عبدالجليل من الأئمة المحسوبين على الرئيس السيسى وهو ما تم الرد عليه بأنه ليس مسؤولا ولا مستشارا للرئيس ولم يكن عضوًا فى حملته الانتخابية، غير أن الصحيفة تجاهلت الرد تماما.

السفير.. ورولا خلف

وذكر الدبلوماسى المصرى فى السفارة البريطانية أن المحتوى الصحفى عن مصر فى “فاينينشيال تايمز” تشوبه الريبة إذ هى الصحيفة الوحيدة التى تتجاهل كل ما هو إيجابى فى مصر، وذكر واقعة أخيرة تتمثل فى تواصل أحد مسؤولى السفارة مع الصحيفة لنشر تقرير عن الكشف الأثرى المهم لـ18 مومياءً فى محافظة المنيا، إلا أن الصحيفة رفضت نشره وكانت الصحيفة الوحيدة فى بريطانيا التى لم تهتم بالخبر وهو ما يضع علامات استفهام حولها، غير أنه عزا ذلك إلى سوء العلاقة التى تربط السفير ناصر كامل برولا خلف، نائب رئيس تحرير الصحيفة.

المال الحرام القطرى

وأوضح أن صحيفة الجارديان من أكثر الصحف البريطانية هجوما على مصر، وبات واضحا تأثير المال السياسى القطرى فى أدائها الإعلامى، غير أن تأثير تلك التقارير التى تنشر عن مصر أصبح تأثيره ضعيف بعد واقعتين سابقتين اضطرت فيهما الصحيفة إلى تكذيب ما نشرته.

وأضاف أن المكتب الإعلامى التابع للهيئة العامة للاستعلامات ظل فترة طويلة دون تعيين رئيس له وهو ما أثر سلبا على عمله، وعندما تفاقمت المشكلة تم تعيين منال الشبرواى رئيسا مؤقتا له بقرار من مجلس الوزراء.

وأضاف أن المكتب الإعلامى المصرى فى لندن يواجه مشكلة أخرى تتعلق بقرار نقل العاملين به الى مقر المكتب الثقافى فى إطار خطة ترشيد النفقات الحكومية، غير أن القرار لم يُفعل بعد بسبب رفض المكتب الثقافى استقبال العاملين بالمكتب الإعلامى بداعى عدم وجود أماكن، وهو ما يزيد من تراجع أداء دور المكتب الإعلامى.

لا يصدر بيانات

وعلم “مبتدا”، أنه لم يصدر عن المكتب الإعلامى المصرى فى لندن أى بيانات مستقلة منذ أكثر من 3 أعوام حيث يكتفى المكتب فقط بنشر البيانات التى تصدر عن الجهات المصرية، كما لم يصدر عن المكتب أى موقف توضيحى للرؤية المصرية إزاء أى من القضايا التى انتشرت بشدة فى الصحف البريطانية عن مصر ومن بينها تقارير كاذبة عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر أو قضية الباحث الإيطالى جوليو ريجينى أو القضايا التى تتعلق بمكافحة الإرهاب.

كوميديا سوداء

ومن المفارقات التى علمناها أثناء البحث فى كتابة تلك السطور أن صحفيا بريطانيا طلب من المكتب الإعلامى المصرى فى لندن ردا على واقعة وفاة السائحة البولندية فى مصر مؤخرا، غير أنه تم تجهيز الرد فى 5 أيام غير متضمن تفاصيل، سوى أن الجهات المعنية فى مصر تباشر التحقيق فلم يجد الصحفى البريطانى خبرا جديدا سوى أن المكتب الإعلامى المصرى يرد بعد 5 أيام بورقة بيضاء.

كما علم “مبتدا” أن خلافات شديدة تجرى حاليا بين السفير ناصر كامل سفير مصر فى لندن ورشا العزايزى رئيس المكتب السياحى فى لندن وهو ما استدعى تدخل وزير السياحة فى الأمر، غير أن تلك الخلافات لم تنته حتى الآن وهو ما يؤثر سلبا على أداء البعثة المصرية بوجه عام.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى