مسؤولية مبكرة
ولد حسين سالم فى 11 نوفمبر 1933 فى منطقة حلوان، وبعد وفاة والده انتقلت عائلته إلى شقة أخرى فى منطقة الكوربة بحى مصر الجديدة فى القاهرة، إذ كانت والدته حسنية طبوزادة، من أصول تركية، تعتمد على معاش زوجها الراحل.
مع زيادة المسؤولية، اضطر حسين سالم، الابن الأكبر الذى يصغره شقيقان، أن يصبح العائل الرئيسى للعائلة، وكان لديه أيضًا خمسة إخوة من الزوجة الأولى لوالده، وكان معظمهم أكبر فى السن منه.
تخرج حسين سالم الشاب من مدرسة مصر الجديدة الثانوية، وحاول أن يلتحق بكلية عسكرية، ولكن الإصابة التى تلقاها فى العين منعته من ذلك، وفى عام 1956 التحق بكلية التجارة فى جامعة القاهرة، وفور تخرجه أمّن له أحد أقاربه وظيفة، فعمل موظفًا فى صندوق دعم صناعة الغزل والمنسوجات.
معاناة أسرية
تزوج حسين سالم عام 1959 من نظيمة عبد الحميد إسماعيل، وانتقل إلى شقة فى منطقة أخرى بمصر الجديدة، إذ كان الإيجار الشهرى 9 جنيهات، يمثل نصف راتبه الشهرى وقتها، وسمى أول طفل له خالد، ولد عام 1961، وتلاه ولادة ابنتهما، ماجدة، بعد ذلك بعامين.
ويقول أحد جيرانه فى مصر الجديدة، إنه لم يكن يملك سيارة أو العديد من الكماليات ووسائل الترف بالنسبة لأغلب سنوات الستينات وأوائل السبعينيات، إذ الحق أبنه خالد بمدرسة سانت جورج، وهى مدرسة فرنسية خاصة فى مصر الجديدة، وهو مستوى من التعليم اضطر سالم فى كثير من الأحيان إلى الاقتراض لدفع ثمنه.
الأب الروحى لشرم الشيخ
عرف عن حسين سالم أنه الأب الروحى لمدينة شرم الشيخ، إذ أنه أول من استثمر فيها منذ عام 1982، وهو يعتبر مالك خليج نعمة، بالإضافة إلى أنه يمتلك عدة منتجعات سياحية هناك، منها منتجع “موفنبيك جولى فيل” الذى يعد أكبر المنتجعات السياحية فى شرم الشيخ.
نهاية رحلة المال والأعمال
يعد حسين سالم أحد أشهر رجل الأعمال المصريين، إذ أن له استثمارات فى مجالات السياحة والطاقة، ويعد شريكًا فى ملكية شركة غاز شرق المتوسط المصرية “EMG”، وهو أيضًا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة شركات “HKS”، وهى شركة ضيافة تقوم بتشغيل منتجع “ماريتيم جولى فيل” فى شرم الشيخ.
وصدر قرار القبض عليه من قبل الإنتربول الدولى لاتهامه فى قضايا فساد فى مصر، والقى القبض عليه يوم 16 يونيو 2011 من قبل الانتربول الدولى فى إسبانيا ثم تم الإفراج عنه بعد يومين بكفالة تقدر بـ27 مليون يورو، بعد تجميد جميع أصوله وأرصدته.
محاكمات تنتهى بالتصالح
اتهم حسين سالم فى العديد من القضايا من أهمها اتهامهم بارتكاب جريمة غسل أموال قيمتها تزيد على مليارى دولار متحصلة من جريمة التربح فى صفقة تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل.
وقد تصالح رجل الأعمال حسين سالم مع الحكومة المصرية بقيامه وأفراد أسرته بالتنازل عن 21 أصلاً من الأصول المملوكة لهم لصالح الدولة المصرية، بقيمة 5 مليارات و341 مليونًا و850 ألفًا و50 جنيهًا من إجمالى ممتلكاتهم داخل مصر وخارجها.
وتوفى رجل الأعمال حسين سالم، عن عمر يناهز الـ85 عامًا، بعد صراع مع المرض، إذ تم نقله إلى العاصمة الإسبانية مدريد لتلقى العلاج بعد تدهور حالته الصحية فى الأيام الماضية.. ومن المقرر تحديد موعد العزاء فى وقت لاحق.
