خبراء عسكريون: داعش يترنح في سيناء.. وجنودنا حققوا معجزة
قلل خبراء عسكريون، واستراتيجيون، من أهمية الأعمال الإرهابية التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي في سيناء، هذه الأيام، رغم سقوط عدد من الشهداء، مثلما جرى في العمل الجبان الذي وقع أمس الجمعة في الهجوم على كمين «البرث» في رفح، مشددين على أن جنود الكمين حققوا معجزة بتصديهم لهذا الهجوم.
وأكد الخبراء أن ما يجري في سيناء، هو نوع خاص من الإرهاب، الذي يعتمد على فكرة السيطرة، التي تشبه الأعمال الحربية، وليس مجرد إحداث خسائر بشرية ومادية، مثلما يحدث في الهجمات الإرهابية داخل المدن.
وأشاروا إلى أن العناصر التي هاجمت كمين “البرث”، في الساعات الأولى من فجر أمس، لم تحقق هدفها، رغم سقوط عدد من الشهداء بين صفوف أبطال الكمين؛ لأن نوعية الهجوم من حيث الأسلحة المستخدمة، وعدد العناصر المهاجمة، يؤكد أنهم كانوا يخططون للسيطرة على هذا الكمين، بوصفه معبرا للدعم اللوجيستي الذي يوجه لهم، وهو ما فشلوا فيه بسبب بسالة القوات، وسرعة الرد؛ مما يجعل عمليتهم فاشلة، لا سيما بعدما سقط منهم 40 قتيلا.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي: “التدقيق في ما جرى أمس، يؤكد أن العناصر الإرهابية المهاجمة، استهدفت السيطرة على الكمين، وهو ما كان سيمثل انتصارا استراتيجيا مهما، إذا نجحوا؛ لما يتمتع به هذا الكمين، حديث الإنشاء من أهمية كبيرة، لوقوعه على الطريق الرئيس للإمدادات التي يتلقونها، لوجيستيا، وعسكريا”.
وأضاف : “هذا الهجوم فاشل رغم ما أدى إليه من خسائر بشرية غالية في قواتنا”، مشددا على أن فرار العناصر المهاجمة، رغم أن أعدادهم تتجاوز 3 أضعاف عدد أفراد الكمين، وامتلاكهم عددا من الأسلحة الخطيرة، ومنها المدافع المضادة للطائرات، يؤكد أن جنودنا البواسل، أدوا دورا إعجازيا في مواجهة هذا الهجوم بالغ العنف.
بدوره أكد الخبير الاستراتيجي، اللواء محمد علي بلال، أن تنظيم داعش يترنح في سيناء، رغم العمليات التي تقع بين الحين، والآخر.
وأوضح، أن ما يجري في سيناء، يشبه إلى حد كبير جدا الحروب النظامية، وإن اختلف في عنصر واحد، وهو أن الهجمات الإرهابية عشوائية الموعد، وغير متوقعة، مضيفا: “هذا يعني أن هجمات الدواعش بالمنظور الحربي، تعد ضعيفة، وتدل على تراجع كبير في قوتهم، وأنهم يعتمدون على المباغتة، وكذلك على نوعية الأسلحة المخزنة لديهم منذ فترة الانفلات، وحكم الإخوان، والتي تحدث خسائر كبيرة في الأرواح البشرية”.
وشدد بلال على أن المكاسب الاستراتيجية، والعسكرية، من وراء الهجمات الداعشية الحالية على القوات في سيناء تراجعت بشدة، ولم يعودوا قادرين على تحقيق أي من هذه المكاسب، وهو ما تأكد من خلال فشل هجومهم على كمين “البرث”، مضيفا: “لذا يمكنني القول إن داعش يترنح في سيناء، وأن ما يفعله هو محاولة معروفة عسكريا، لتحقيق مكاسب ولو ضئيلة يمكنه البناء عليها، وهو ما لم ولن يتمكنوا منه؛ لأن القوات المصرية أحكمت قبضتها على سيناء”.
وتابع: “العملية التي وقعت أمس، لا يجب النظر إليها من جانب الخسائر التي تكبدتها القوات المسلحة فقط، وإنما الأمر يحتاج إلى نظرة شاملة، ليتبين لنا أنها عملية فاشلة لهم، وليست ناجحة كما سيتصور بعض من سيتوقف الأمر عندهم أمام الخسائر البشرية فقط”.
واستطرد: “الحساب الاستراتيجي يؤكد أن هجمة داعش الأخيرة لم تحقق هدفها الأساسي، وهو السيطرة على الكمين، كما أنها لم تحقق الهدف الاحتياطي، وهو تحييد القوات المرابطة فيه، كما أن سقوط 40 من عناصرهم بأيدي رجال الجيش، وتدمير عدد كبير من العربات التي هاجموا بها الكمين، تأكيد على أنهم تكبدوا خسائر فادحة جدا، ربما تجعلهم غير قادرين على تكرار هذا النوع من المواجهات مرة أخرى”.