الطفلة التي أشعلت “فويس كيدز” تكشف كواليس الحلقة.. ورسائلها للجمهور والخاسرين
كتبت – نانيس البيلي:
تخطُو على المسرح بثبات وثقة، لا تكاد تقترب من الميكروفون حتى يصدح صوتها عاليًا منشدة “أما براوة” للفنانة نجاة الصغيرة، وبصوتها القوي وعُربها المرتكزة وإحساسها العالي الذي يشبه “عتاولة الغناء”، أشعلت الطفلة “أشرقت أحمد” مسرح برنامج اكتشاف المواهب “The Voice Kids” وخطفت الأضواء وأبهرت حكام البرنامج “كاظم ونانسي وتامر”، وخلال 48 ساعة فقط تجاوز عدد مشاهدات مقطع الفيديو الخاص بها أكثر من 2 مليون و500 ألف مشاهدة عبر “يوتيوب”.
سلاسة في الأداء، إمكانات صوتية كبيرة لا تتناسب مع سنها الصغيرة، يغلفهُا كاريزما وحضور واثق، كانت بمثابة “خلطة سحرية” امتلكتها صاحبة الـ10 سنوات، أجبرت حكام البرنامج الثلاثة على الاستدارة لها منذ الجملة الثانية، وانتزعت منهم الصيحات الحماسية والرقص العفوي والتصفيق الحار، وتنافس كل منهم لضمها لفريقه، وصعدوا على المسرح في محاولة لكسب ودها “لو اخترتي غيري أنا هتنزل الدمعة” التي قالها “كاظم” بتودد، بينما وقفت الصغيرة بينهم في حيرة من أمرها، “كنت مكسوفة أوي ومحرجة من خناقتهم، وقلبي محتار أختار مين لأني بحبهم كلهم أوي”، قالتها “أشرقت” لـ”مصراوي”.
وقتما كانت الصغيرة بعمر الـ3 سنوات، اكتشف والدها موهبتها، يقول الأب “أحمد سعد” الذي يعمل ملحنًا ومطربًا إنه فوجئ بها تقلده وتردد وراءه الأغنيات التي كان يغنيها، وأنه لم يُعير الأمر اهتمامًا كبيرًا وقتها لصغر سنها، ويضيف أنه أمام موهبة طفلته الحقيقية قام بتدريبها وصقلها “كنت أخليها تقول الأغنية بمستوى أعلى، فألاقيها تقولها، في أعلى المستوى أكتر وأكتر برضه تقولها في أحسن أداء.. هي فرضت موهبتها عليا”.
بوجه طُفولي، مُفعم بالبراءة، جاءت الصغيرة التي تدرس بالصف الرابع الابتدائي من منطقة غيط العنب بمحافظة الإسكندرية، لتثبت للمدربين الثلاثة “كاظم ونانسي وتامر” وللعالم العربي أن الموهبة الحقيقية لا ترتبط بسن معين، وأن المدينة التي أخرجت “سيد درويش” و”داليدا” لم تنضب مواهبها بعد.
وفي الوقت الذي انهمك فيه المدربون الثلاثة في محاولة استمالة الطفلة الموهوبة للانضمام لفريقهم، كانت “أشرقت” تركز في تفاصيل أخرى تليق ببراءتها، تقول إنها أخذت تدقق النظر للفنانين الثلاثة التي تعشقهم وتحترمهم وتراهم للمرة الأولى “نانسي في الحقيقة أحلى بكتير من التليفزيون، وكاظم وشه أحمر أوي وعينه بتلمع وأمور أوي، وتامر عينه جميله جداً ورموشه تقيلة”، وتضيف أنها سألت “تامر” خلال تدريبها في البروفات ما إذا كانت رموشه طبيعية أم لا، “سألته أنت مركب رموش؟، قالي لأ أنا رموشي كده تقيله، قولتله زيي أنا برضه رموشي تقيلة”.
والد الطفلة: اعتذرت لكاظم لكنه كان زعلان جداً.. واخترت تامر بسبب القرب الجغرافي قبل حوالي عامين، بدأت “أشرقت” تخطو خطواتها الأولى كفنانة صاعدة، وأنشدت في عدد من الأماكن المعروفة بمدينتها منها مكتبة الإسكندرية ومسرح قصر ثقافة الأنفوشي، بحسب ما يقول والدها، كما شاركت في بعض المناسبات الهامة بمحافظتها منها احتفالية تابعة لسفارة فلسطين بمصر وأدت أغنية “القدس عربية” أمام مندوب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وسفيرها وقنصلها، لتشتهر في مدينة الثغر بالإسكندرية بأنها “أصغر مطربة”.
mix ويروي والد الطفلة رحلة تقديمه لطفلته في البرنامج، فيقول إنها اعتادت متابعة برامج المسابقات الغنائية التي تعرض، وكثيراً ما عبرت له عن رغبتها في المشاركة بأحدها “كانت بتحلم بكده من فترة”، ويضيف أنه استجابة لرغبتها قدم لها من خلال أحد العاملين بقناة mbc المنتجة للبرنامج وأرسل معه فيديو صغير بصوتها لأغنية “قولي عملك إيه”، وبعدها طلبت إدارة البرنامج منه إرسال أغنيتين مسجلتين بصوتها، تكون إحداهما بدون موسيقى والأخرى غناء مصاحب للعود، فأرسل لهما أغنيتين كل واحدة مدتها دقيقتين وهما “أوعدك” وجزء من “قوللي عملك إيه”.
الطفلة: أقول للخاسرين “الفن مش مسابقة”.. وأوعدكم هجيب اللقب لمصر ويضيف أنهم أخبروه بقبولها مبدأيا، وطلبوا منه في اتصال هاتفي أن يحضر مع طفلته إلى أحد الفنادق بالقاهرة، ويكون معهما 5 أغنيات بصوتها مسجلة على “سي دي”، كما تحفظ أغنيتين تغنيهما أمامهم في الفندق، وهو ما حدث قبل أن يسافروا إلى لبنان “وبعد ما غنت تاني عرضوها علي طبيب نفسي”، وبعدها طلبوا منهم الانتظار وسيكون الرد عقب شهرين وإن لم يتصلوا بهم فستكون مرفوضة، قبل أن يتلقوا تصالاً في 3 يوليو الماضي ويتم إبلاغهم بقبولها في البرنامج.
تحلُم “أشرقت” بأن تصبح طبيبة، بجانب حُلمها الأكبر بأن تكون مُطربة “عاوزه أسعد الناس بالفن الجميل”.
يقول والدها إنه يعلمها حاليًا علم النغم وعزف العود الذي يتقنه، وعن هواياتها يشير إلى ممارستها لعبة الكاراتيه منذ كانت بعمر 4 سنوات، وأنها تحب كرة القدم وتشجع فريق الزمالك، ويعتقد والدها أنها ستكون ممثلة موهوبة كذلك بجانب الغناء.
اختيار الطفلة للانضمام إلى فريق “تامر حسني” كان أحد المشاهد اللافتة التي أثارت جدلاً كبيراً خلال وبعد الحلقة، ورغبت الطفلة في اختيار “كاظم الساهر” ليكون مدربها وفق ما صرحت به الصغيرة ووالدها، بينما اختارت المصري “تامر”، وهو ما أثار غضب القيصر الذي خاطب والدها خلال الحلقة مداعبًا “أبوها يقولها تامر، أنا شفتك والله”.. وعن ذلك يوضح والد الطفلة ويقول إنه يعشق كاظم الساهر أما اختياره لتامر حسني جاء من وجهة نظره لظروف جغرافية “يعني لكون المسافة بيني وبينه قريبة جداً بالقياس مع القيصر العظيم، يعني ممكن تكون عنده حفلة في الإسكندرية أو الصعيد أو القاهرة أو أي محافظة مصرية وهو بدوره الكريم يقدم بنت بلده وبنت فريقه للناس في حفلة أو مناسبة”.
9 وحول ما دار في الكواليس مع كاظم الساهر بعد ذلك الموقف، يوضح والد الطفلة أن القيصر أخذ يعاتب “أشرقت” برفق يوم المواجهة الأولى في ثاني مرة تقف فيها على المسرح كان بيلومها إنها سمعت كلام باباها، بضحك وهزار يعني بس كان زعلان”، وأنه بعد انتهاء فقرة طفلته ونجاحها أمام منافسها، تقابل مع القيصر، بينما كان هو ووالدتها يجريان حواراً صحفيًا “فسلمت عليه إلا أنه كان زعلان مني جداً، واعتذرت له وقلتله إني مكنتش قاصد إحراجه، فتقبل اعتذاري بروحه الرياضية وأخلاقه العالية”.
“أشرقت” هي الابنة الثالثة، لأب يعمل ملحن ومطرب، وأم ربة منزل حاصلة علي بكالوريوس خدمة اجتماعية، ولديها شقيقان أكبر منها “زياد” طالب في الثانوية العامة و”يوسف” في المرحلة الإعدادية، يقول والدها إن الفن ليس جديداً داخل عائلته، حيث كان والده شاعراً بجانب عمله الحكومي، وشقيقه الأكبر كاتب وروائي، كما أن نجله “زياد” يتمتع بصوت عذب. collage3 “انتهت مرحلتا (الصوت وبس، والمواجهة الأولى)”، بحسب ما يقول والد الطفلة، مشيرًا إلى أنها تعكف حاليًا التدريب على الأغنيات التي ستؤديها خلال المراحل المقبلة، ومن المقرر أن يسافروا إلى بيروت لاستكمال البرنامج في منتصف شهر يناير بعدما تنتهي من امتحانات نصف العام الدراسي.
ووجهت الطفلة كلمة للجمهور المصري والعربي قائلة: “أنا تابعت الجمهور حبيبي على كل المواقع، وقرأت تعليقاتهم وفرحت أوي إنهم بيحبوني وأنا كمان بحبهم أوي.. وأوعدهم إني حجيب اللقب لمصر بلدي والإسكندرية مدينتي، وياريت يدعموني في المراحل اللي جاية عشان أنا محتاجة دعمهم، وأنا هعمل كل اللي أقدر عليه من تدريب وبروفات جامدة عشان أكسب وأفرح كل الجمهور المصري حبيبي”.
“الوقت الجميل اللي قضيته مع أصدقائي، كنا بنغني مع بعض وبنركب المراجيح والعربية اللي بالكهرباء، والضحك والهزار والمحبة بينا”، تذكر “أشرقت المواقف والأشياء التي أحبتها خلال الأيام التي قضتها في المرحلتين الأولى والثانية من البرنامج. ولم تنس الصغيرة توجيه رسالة للأطفال الذين لم يحالفهم الحظ وبعضهم بكى على المسرح، “أقولهم متزعلوش وهارد لك المرة الجاية، الفن مش مسابقة الفن مع الجمهور”.