إبراهيم الحداد …. يكتب إلى من يطالبون بحل جامعه الأزهر
بقلم إبراهيم الحداد
الى من يطالبون بتفتيت التعليم الأزهري ماقبل الجامعي الي كيانات تعليميه مشوهه،
الى كل من يتنطع ويتشدق ليل نهار وهو أعمي البصيرة والبصر ويقولون أن التعليم الأزهري هو سبب الإرهاب،
الى من يخططون في مجلس النواب ومن خارجه لهدم الأزهر الجامع والجامعة،
أقول لكل هؤلاء وغيرهم…
أنكم جهال هذا الزمان !
أنكم لا تعرفون عن تاريخ بلدكم أدني مايعرف المتعلم عن وطنه وتاريخه ،
يا بني وطني اسمعوا واعوا. .
أن من حفظ العلم والعلوم في كل ربوع مصر علي مر القرون هو الأزهر الشريف،
حينما كانت مصر كلها تعيش في ظلمات الجهل والفقر والاضمحلال في عصر الدولة العثمانية، كان الأزهر حاضر بعلومه وعلامائه حيث لم يكن وقتها اي تعليم يذكر في مصر كلها غير في الأزهر الشريف ،
فحفظ الأزهر الدين واللغه والقرأه والكتابه علي الالواح في الكتاتيب التي كانت تملأ كل قري ونجوع مصر،
حفظ الازهر الشريف علي مر العصور التعليم بشقيه الديني والعام
نعم التعليم العام …
فالازهر نفسه هو من أسس للتعليم العام
التعليم العام الذي خرج منه الان من ينادون بجهاله بهدم التعليم الأزهري !
التعليم في مصر ينقسم الي مرحلتين
مرحله ماقبل محمد علي
ومرحلة مابعد محمد على
أولا / مرحله ماقبل محمد علي
وكان فيها التعليم في مصر قاصر علي الأزهر الشريف فقط وبعض مدارس الأقباط أو مدارس الأجانب ممن كانوا يعيشون في مصر وقتها فقد كان لهم مدارسهم الخاصه
الي ان جاء محمد علي وهنا بدأت …
المرحله الثانيه / مرحله مابعد محمد علي وكان محمد علي قد أنشأ بعض المدارس بغرض الخدمه علي أهدافه العسكريه في المقام الأول
فتخرج من هذه المدارس بعض الطلاب النابغين الذين أراد محمد علي أن يتموا باقي باقي تعليمهم بالخارج،
فارسل البعثات التعليميه ليتم هؤلاء الشباب تعليمهم في الخارج ،
ليدرسوا علوم الطب والهندسه والزراعة والصناعة والجغرافيا والفلك ،
وكانت الصدفه التي لعبت دوراً كبيراً عندما لاحظ شيخ الأزهر وقتها الشيخ العطار لاحظ نبوغ رفاعة الطهطاوي،
فعرض علي محمد علي باشا أن يسافر معهم رفاعة فرفض محمد علي أولاً لأن رفاعة أزهري ولم يدرس ما درسه هؤلاء الفتيان من علوم طبيه وهندسية …الخ
وكان الشيخ العطار ذكي سريع البديهة
فقال لمحمد علي باشا أن هؤلاء شباب صغار ذاهبون الي مجتمع مفتوح لم يعهدوه ولم يألفوه فاخاف أن يضيع دينهم ،
فنرسل معهم من يحفظ لهم دينهم ويؤمهم في الصلاه ويرسل لنا التقارير عن تحصيلهم للعلوم
فأعجب محمد علي بالفكرة وأرسل معهم رفاعة الطهطاوي، وكان رفاعة اكبرهم سنا ،
ولم يكن مطلوب منه أكثر مما طلب محمد علي والشيخ العطار،
إلا أن رفاعة ابي ألا يكون ذلك فقط ، فحضر الدروس وتعلم العلم وأخذ من كل العلوم وتعلم الترجمه وكما اهدت فرنسا لمصر كتاب وصف مصر ،فإن رفاعة اهدي فرنسا كتاب تخليص الأبريز في تلخيص باريز،
وحينما انتهت البعثة من دراستها وعادت الي مصر اسس رفاعة الطهطاوي مدرسه الترجمه ( المدرسه السنيه ) أو مدرسه الألسن حاليا وكان مديرا لها ومدرسا فيها ،
وترجم العديد من الكتب في شتي العلوم ومع زياده اهتمام محمد علي بالمدارس عين رفاعة مشرفا علي مكاتب التعليم ،
وترجم هو تلاميذه في مدرسه الترجمه العديد الكتب في شتي المجالات،
والتي علي أثرها تعلم المصريين الطب والفلسفة والهندسه. …الخ
رفاعه الطهطاوي الأزهري هو من الذي أسس للتعليم العام في مصر ياسادة ،
كل علوم الدنيا التي يتعلمها أبنائنا في المدارس الآن أساسها رفاعه الطهطاوي الأزهري المتنور ،
الي كل من يريدون هدم الأزهر وجماعته إعلموا أولا عن مصر،
إعلموا أن الأزهر لا يدعوا لعنف ولا تطرف في الفكر، وإنما فكره وسطي مستنير،
أن هذا الفكر المتطرف انما جاء الينا من الدول التي ذهب مدرسونا اليها ليعلموهم القراءة والكتابة فعادوا لنا بالفك المتطرف من هناك ،
وادخل هؤلاء الشرزمه العائدون أبنائهم ليتعلموا في الأزهر الشريف حتي يبثوا سمومهم من خلاله وبالزي الرسمي للأزهر وحتي يكون شيخ الأزهر منهم يوما ما ( سلفي أو اخواني ) حتي ياخذوا الأزهر الي الطريق الذي يريدون ،
فتطوير الأزهر ليس بتغير اسم جامعته ولا بإلغاء المعاهد الازهرية،
تطهير الأزهر يجب أن يكون في تخليصه من هؤلاء المتطرفي من علماء الإخوان والسلفيين المتخفين في زيه الرسمي !
والذين يعلمهم الأمن تمام المعرفه،
انتهى. .
وعاشت مصر بأزهرها وعلمائها درعاً واقيا للأمة من التطرف والإرهاب ما بقيت الدنيا حتي قيام الساعه ،