أمل مسعود …. تكتب رحلة في عقل المرشح للبرلمان القادم

بقلم الإعلامية: أمل مسعود
حين تقترب الانتخابات البرلمانية، تبدأ ملامح جديدة تظهر على الساحة السياسية، ويبدأ الجمهور في طرح السؤال الأهم: من هو هذا المرشح؟ وماذا يدور في رأسه؟ هل هو حقًا يحمل هموم الوطن؟ أم أن المقعد البرلماني هو مجرد حلم شخصي في طريق تحقيق مصالح خاصة؟
في رحلة داخل عقل المرشح للبرلمان، نجد مزيجًا من الطموح والرغبة، من القلق والحسابات، من الشعارات اللامعة إلى واقع التحديات. بعضهم يدخل السباق مدفوعًا بقلبه، حالمًا بالتغيير، مؤمنًا بدوره كممثل حقيقي للشعب، وآخرون يدخلونه بعقلية المقاول السياسي، الذي يرى في البرلمان فرصة استثمارية، مشروعًا مربحًا على المدى القريب.
المرشح الواعي، يفكر في دائرته كعائلة، يعرف شوارعها وحواريها، يشعر بنبض ناسها، يحفظ أسماء العاطلين، ويعرف كم مدرسة تحتاج إلى إصلاح. أما المرشح المستفيد، فيرى الدائرة رقعة جغرافية يجب السيطرة عليها، يُحشد لها بكل الوسائل، ويتحدث بلسان لا يخصه، وينسى أهلها فور إعلان النتيجة.
رحلة العقل السياسي ليست سهلة. هي معركة ما بين الإيمان بالدور النيابي كأمانة، وبين الرغبة في الاستحواذ كغنيمة. وأخطر ما في هذه الرحلة هو النسيان: نسيان أن السلطة تكليف لا تشريف، وأن المواطن لم يعد ساذجًا كما كان. فوعي الناس اليوم أقوى من أي دعاية، وأسرع من أي شعار.
في النهاية، سيبقى المرشح الذي يحترم عقول الناس، ويصدق في وعوده، هو من ينجو من اختبار الزمن. أما من خادع، فمصيره النسيان أو الرفض، لأن الذاكرة الشعبية لا ترحم، وإن تأخرت في الحساب.
فليتأمل كل مرشح القادم خطواته، ولينظر في مرآة ضميره قبل أن يقف أمام ميكروفوناته، فالعقل الذي يخطط بدهاء قد ينجح لحظة، لكنه لا يصمد أمام عقل الشعوب التي لم تعد تصفق بسهولة.