كبسوله حنان …. لا عزاء لمن فقد الشرف
بقلم الاعلامية والكاتبة حنان إبراهيم
هناك شرف حتى فى العداء فإن تمسك الإنسان بالاخلاق و المباديء احترمه أعداءه قبل أصدقاءه و سقط فى عين أصدقاءه قبل أعداءه ان لم يكن صاحب مبدأ ،و ليس هناك وسطية فى الشرف و الاستقامة فلا يصح ان تكون شريفا فى بعض الأمور و لست شريفا فى البعض الاخر و الانسان الشريف لا يعرف الحياد المصطنع و مهما صغر او عظم حجم الموضوع تجد له مواقفه و كلمته التى هى شهادة حق قبل ان تكون كلمة شرف و الانسان الشريف أصدقاءه من الأنقياء و الشرفاء لا يصادق او يشارك غير الشرفاء و المخادعين ! و لا تتساوي عنده القضايا و الأشخاص.
ينحاز للخير على حساب الشر و الشرف ليس مرهون بالثقافة او الظروف المعيشية بل ان هناك من الناس من يستمتع بروءية الآخرين كما لو كان يشاهد جبلاية قرود ! يظن نفسه فوق البشر ! هذه الفئة من بعض المرفهين و اصحاب المناصب و العلم و الثقافة.
اغرب ما فيهم من يتاجرون بالعلم او الدِّين و لا ينفعون به أنفسهم او غيرهم الا فى المناسبات و بالظروف التى تتناسب مع أهواءهم و بشروطهم ،على العكس نجد ان هناك من ظل طيلة حياته يدفع ثمن باهظ للنزاهة و الشرف و المباديء و هو لا يملك شيئا مما تملكه الفئة الاخيرة من مال او علم او نفوذ لكنه ملك الدنيا بنزاهته و قناعاته و إيمانه بنفسه و براحة ضميره ، وهناك صنف اخر من الناس دخل الدنيا و خرج منها و لم تكن له بصمة واحدة او موقف واحد نبيل و هناك عظماء ظلوا فى ذاكرة الزمن لمواقفهم و آراءهم و لإنجازاتهم و هناك من ظل فى ذاكرة الزمن للكوارث التي صنعها فى النهاية هى اختيارات.
أهمها ان تكون صاحب مبدأ و ان تكون شريف المعني و ليس المظهر شريف فى الوعد و الحب و علاقات العمل و الصداقة فالشرف ليس فقط فى الجسد إنما الشرف فى الكلمات و الأفعال و فى قناعاتك و حبك للحق و الخير فلا يهمك فى الحق لومة لائم ولاءك لله و ليس لمخلوق مهما عظم شأنه او كان منصبه او كثر المنافقين من حوله
فإما ان نكون شرفاء فتكون لنا الْعِزَّة أو نتخلي عن الشرف و نقدم قدوة سيئة لأبناءنا و نذهب لهاوية الانحطاط و الذل و الهوان و هم أمامنا و يضيع المستقبل كما ضاع الحاضر و يدهسنا الآخرون باحذيتهم
و لا عزاء لمن فقد الشرف و لا عزاء للمنافقين