عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا، اليوم، حول تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر فى مصر، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور كريستيان بروخ، الرئيس والمدير التنفيذى لشركة “سيمنس” الألمانية، والمهندس عماد غالى، العضو المنتدب لشركة “سيمنس” للطاقة-مصر، وعدد من مسؤولى الشركة.
واستهل الدكتور مصطفى مدبولى، اللقاء، وفقا لبيان صحفى، بالترحيب بوفد شركة “سيمنس” الألمانية، مشيداً بالعلاقات المتميزة التى تجمع الطرفين، والتاريخ الطويل من الشراكات فى مختلف المجالات.
وأضاف رئيس الوزراء فى هذا الإطار، أن توقيع اتفاقية اليوم مع شركة “سيمنس” الألمانية سيعطى دفعة قوية للعلاقات الوثيقة بين الجانبين، لاسيما أن “الهيدروجين الأخضر” يعد مستقبل الطاقة، ومصر لديها خطة لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر بالتزامن مع البرامج التى يطبقها الاتحاد الأوربى حاليا فى هذا الصدد، معرباً عن تطلعه إلى ترجمة مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين اليوم إلى مشروعات ملموسة فى القريب العاجل.
من جانبه، تقدم الدكتور كريستيان بروخ، الرئيس والمدير التنفيذى لشركة “سيمنس” الألمانية، بالشكر للحكومة المصرية على حرصها المستمر على تطوير العلاقات مع الشركة، لاسيما فى مجال الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن الجانبين استطاعا تحقيق شراكات ملموسة، برزت عالميا خلال وقت قصير، ونجحت فى تحقيق تغيير ملموس فى البنية التحتية لقطاع الطاقة، مشيراً إلى الاهتمام البالغ الذى توليه الشركة وأعضاؤها للشراكة الحالية مع مصر فى مجال صناعة “الهيدروجين الأخضر”.
كما أشاد أيضاً بالقرارات الجادة التى اتخذتها الحكومة المصرية من أجل تطوير صناعة الهيدروجين، والذى يعد محور اهتمام العالم فى الوقت الراهن، موضحاً أنه لازال هناك الكثير لاستكشافه فى هذا المجال الجديد، لاسيما فى مجال تطوير الأعمال، والتصدير، وتعميم الاقتصاد الأخضر، معرباً عن ثقته فى إمكانية تحقيق هذه الرؤى من خلال الشراكات الصادقة بين الطرفين، والتى يبلورها التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجانبين اليوم.
وعقب الاجتماع شهد الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة “سيمنس” للطاقة، حيث وقع عليها كل من المهندس جابر الدسوقى، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لكهرباء مصر، والدكتور كريستيان بروخ، الرئيس والمدير التنفيذى لشركة “سيمنس”، والمهندس عماد غالى، العضو المنتدب لشركة “سيمنس” للطاقة-مصر.
وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء بأن مذكرة التفاهم التى تم التوقيع عليها اليوم تأتى فى إطار تنفيذ إستراتيجية الدولة للتوسع فى مجالات الطاقة الخضراء، وزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة، والاهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية، والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية، وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، ومن بينها انتاج واستخدام وتصدير الهيدروجين الأخضر، تماشيا مع التوجه العالمى فى هذا المجال.
وأوضح الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن توقيع مذكرة التفاهم المذكورة جاء عقب توقيع اتفاق نوايا بين الشركة القابضة لكهرباء مصر، وشركة “سيمنس” للطاقة للبدء فى اجراء المشاورات والمفاوضات بشأن إمكانية تنفيذ مشروع توليد هيدروجين اخضر من طاقة كهربائية متجددة بسعة 100 ميجاوات أو أكثر بنظام “EPC +Finance”، والذى تم فى شهر يناير الماضى، مضيفاً أنه يتم العمل على تبنى تقنيات مختلفة تساعد فى طريقة انتقال الطاقة، مثل التوجه إلى استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر من مصادر الطاقة المتجددة.
ونوه وزير الكهرباء إلى ما أوصى به المجلس الأعلى للطاقة من أهمية تشكيل فريق عمل رفيع المستوى من مختلف الوزارات المعنية بالهيدروجين، وما تم فى هذا الصدد من تشكيل مجموعة العمل لدراسة أهمية استخدام تكنولوجيا الهيدروجين لكل قطاع وتحديد فرص توليد الهيدروجين الأخضر واستغلاله فى مصر، مشيراً إلى أن مجموعة العمل ستضع خارطة طريق للخطوات المستقبلية لاستخدام الهيدروجين الأخضر، والتى ستتضمن إعداد استراتيجية وطنية للهيدروجين فى مصر، وكذا وضع خطة عمل لتنفيذ الاستراتيجية ودراسة فرص توطين صناعة الهيدروجين فى مصر، مع الأخذ فى الاعتبار التجارب الدولية فى هذا المجال حيث سيتم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، وذلك نظرا لما يحظى به من اهتمام كبير على المستوى العالمى باعتباره مصدراً واعداً للطاقة فى المستقبل القريب.
وأضاف وزير الكهرباء أنه تم تشكيل لجنة تنسيقية بين الشركتين بناءً على ما جاء فى اتفاق النوايا الموقع بينهما، وذلك لدراسة امكانية توقيع مذكرة تفاهم لتنمية صناعة الهيدروجين الأخضر فى مصر بخصوص قيام شركة سيمنس للطاقة بتقديم دراسة جدوى شاملة للمشروع، مشيراً إلى أن توقيع اليوم بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وشركة “سيمنس” الألمانية يأتى فى إطار اعتبار الشركة من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة فى مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم، واستكمالا لقصص النجاح السابقة التى تم تحقيقها مع الشركة فى العديد من المشروعات الكبرى داخل جمهورية مصر العربية، واهمها محطات توليد الكهرباء العملاقة التى تم انجازها فى زمن قياسى وغيرها من المشروعات القائمة حيث تعتبر “سيمنس” شريكا استراتيجيا هاما لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.
ولفت وزير الكهرباء إلى أنه تم توقيع اتفاق نوايا بين الشركات التابعة لوزارتى الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية وشركة أبوقير لإنشاء وإدارة الموانئ مع تحالف شركة “DEME” البلجيكية باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة فى مجال الطاقة النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه على مستوى العالم.
وعقب التوقيع على مذكرة التفاهم، أكد الدكتور كريستيان بروخ، أن الشركة تفخر بما يرسخ تواجدها وتاريخها الممتد من التعاون مع مصر من خلال هذه الصناعة الناشئة التى تتمتع بإمكانيات غير محدودة للتخلص من الانبعاثات الكربونية للقطاع الصناعى وزيادة التنوع الاقتصادى فى مصر، مشيراً إلى إن إقامة منظومة محلية لإنتاج الهيدروجين وسلاسل القيمة الخاصة بها فى مصر سيكون له أكبر الأثر فى خلق مستقبل مستدام وأكثر رفاهية لكل المصريين.
