من أمام سفارة قطر.. مصريون ينهون أوراقهم “على أمل السفر”

في الثانية عشر ونصف ظُهرًا وقف حسام حسين أمام سفارة قطر، جاء ليُنهي بعض الوثائق ليعود مُجددًا إلى هناك، تفتح السفارة أبوابها في الواحدة ظُهرًا حتى الثانية، وأثناء انتظار حسام قدم آخرون، وقفوا بجوار الباب، وسيطر قرار قطع العلاقات بين قطر وسبعة دول من بينهم مصر على أحاديثهم، التي اتصفت بالحيرة.
بعد سماع حسام لقرار قطع العلاقات جاء مُسرعًا ليأخذ أوراقه، يقول لسيدة أربعينية تقف منتظرة أيضًا “الورق خلصان من أسبوعين أصلا”، مكث الشاب تسع سنين بقطر، حيث يعمل “سائق تريلا”، ويعيش برفقة أسرته هناك، بينما تعاجله السيدة المنتظرة بقولها “أنا كنت حاجزة أنا وعيالي أربع تذاكر عشان كنا مسافرين خلاص”، يُقلقها مسألة السفر إلى هناك، بعد قرار توقف الرحلات الجوية، غير أن حسام يرد عليها “سافري على طيران الكويت من برج العرب”.
قطعت ست دول “الإمارات واليمن والسعودية والبحرين وليبيا”، بالإضافة إلى مصر، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، أمس الاثنين، بتهمة دعم قطر للإرهاب، بحسب بيانات رسمية
وهو الحال الذي سيسافر به حسام، كما قال لمصراوي، يُسافر إلى الكويت ومن هناك يصل إلى قطر، رغم صعوبة الانتقال لكن لا يبدو على ملامح حسام القلق، عبر الواتساب الخاص به يُشير إلى رسالة جاءت له من أحد أصدقائه هناك، تذكر الاحتياطات الواجب أخذها لمقيمي قطر من بينها أن الحكومة ستقوم بتسجيل وحفظ جميع المكالمات.

عبر أحاديث المُنتظرين تقول السيدة إن الموظفين المصريين داخل الحكومة القطرية يتم توقيفهم عن عملهم، يوافقها حسام، حيث تعمل والدته بوزارة التعليم.
رغم قرار قطع العلاقات إلا أن أوضاع المصريين هناك ليست سيئة، لم يتم إبلاغهم بما يُضر حياتهم هناك، كما تقول سلوى محمد، تلك كانت المرة الأولى لها لدخول السفارة، جاء لتوثق توكيل خاص بها.
تعيش سلوى هناك منذ 12 عام، حيث يعمل زوجها محامي بقطر، قررت النزول هذه المرة بسبب دراسة أحد أولادها، وقبل قرار القطع كانت ستسافر بآخر شهر رمضان.
في الواحدة تمامًا فتحت السفارة أبوابها، يقف الحارس لينظر في أوراق الطالبين، للتأكد منها، وادخالهم، لا تعلم سلوى كيف ستسافر لزوجها “ومش عارفة بالمنظر دا الدنيا هتبقى ماشية ازاي”، أما حسام يفكر في احتمالية تصفية عمله هناك خلال عام، لينتقل بعدها إلى الاستقرار بالقاهرة التي لا يعرفها جيدًا.