رشا الحناوي …. تكتب الكنز في العلاقات

بقلم الكاتبة : رشا الحناوي
الكثير من العلاقات تكون بمثابة طفرة صغيرة تحدث في حياتك فينتج عنها تغيير كبير ، فعند حدوث أي رد فعل معاكس قد تختفي من حياتك إلى الأبد مثل الدخان الناتج عن النيران الكثيفة ، فعندما تشتعل النار تحرق كل شيء ولا تسمع إلى أحد وتلتهم بلا شفقة أو رحمة ، وتتصاعد الأدخنة وتنتشر في الهواء فتختفي بين ذراته .
إن عمق العلاقات لا يحتاج لسنوات طوال لتجعلك تشعر بأنها الأنسب لك ، بل تقاس بالمواقف التي تحدث بينكم وهي كفيلة بأن توضح لك في تلك اللحظة بأن هذه المواقف خلقت لتجمعكم سوياً ، فتشعرك بالوفاء ونقاء العلاقة ، ومهما مرت الأيام فلن تشعر بهذا الإحساس الرائع إلا مع الشخص المناسب الذي يجعلك تكتشف بأنه صديق عمرك .
ومن الطبيعي إن كل منا سيكون قد وجد ذلك الصديق في إحدى مراحل حياته ، ولكن أنقى العلاقات ستجدها إما في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب المبكر ، حيث تغطي قلوبنا البراءة ، فتكون على أهبة الإستعداد للوفاء دون حقد وكراهية وعنف . حتى وإن غابت هذه العلاقة أو تباعدت لفترة فعند إلتقائها مجدداً نشعر بفرح طفولي ينتاب قلوبنا ، وتبدأ ذاكرتنا في استرجاع كل مشاعرنا التي كنا نشعر بها في هذه اللحظات .
ومهما مرت الأيام وتزايدت الظروف لا يمكن نفي العلاقة مع الزمن ، لا يمكن أن ننسى صديقاً أو حبيباً كان معك لحظة في حياتك ، نعم من الممكن للظروف أن تفرقنا ، لكن قلوبنا ستجمعنا يوماً ما .
إن الصديق الوفي بمثابة هدية الحياة لك ، فهو غذاء لروحك ووقود لمشاعرك وطاقة لذهنك ، وهو البلسم للآلام حين تتألم ، وهو فرحك عند حزنك ، فالشخص الذي تجتمع فيه كل هذه الصفات التي باتت تختفي في هذا الزمن ، إن وجدته فلا تحاول الإبتعاد عنه ، فهذا قدرك وبركة دعاء والديك …..