كبسوله حنان …. شعب يموت فى الفضائح !
بقلم الاعلاميه والكاتبه حنان إبراهيم نائب رئيس التحرير
ﻓﻀﺎﺋﺢ – فضائح العباد و البلاد – ﻓﻀﺎﺋﺢ ﻓﻨﺎﻧﻴﻦ – ﻓﻀﺎﺋﺢ سياسيين – فضائح رجال اعمال – فقط فضائح !
كل ما عليك أنك تكتب كلمة فضيحة فى جملة غير مفيدة أو عنوان موضوع أو فيديو و أحيانا يكون العنوان كله عبارة عن فضيحة كبيرة !
مثلا عاهرة تنتحر .. تقتل آباءها بمساعدة عشيقها .. رجل يقدم زوجته رشوة .. فيديوهات و مكالمات مسربة ! و هكذا
تجد ان الموضوع شد أنتباه الناس و حقق مشاهدة غير عادية فى وقت قياسي !
فى الوقت الذي لا ينتبه أحد لقضايا و أحداث مصيرية و أولوياتنا معطلة بالكامل بل أحيانا أشعر أنه لا يوجد لدينا أولويات و أن التخبط هى سمة من سمات حياتنا بل أن مستقبلنا و مستقبل أولادنا يقف عن حد المشرب و الملبس و المأكل و المسكن و أحيانا نتناسى التعليم أو الصحة أو هي فى الدرجة الثانية من أولوياتنا !
و فى الطريق لتحقيق هذه الاحتياجات نجد من يعلق فشله على شماعة الظروف و الأحوال و الأجواء و النظام و الفساد و قلة الدخل و انعدام أو قلة فرص العمل الى آخره !
عذراً يا سادة فالغالبية شغلها الشاغل هو المسائل الغير هامة و الغير مؤثرة و الغير بناءة و لا يهتم أحد بالإصلاح أو التنمية أو الاختراع أو الزراعة و الصناعة أو القوانين أو التصدير و الاكتفاء الذاتي و لا يهتم أحد بالعلم و الابتكار و تربية الأبناء و لا يهتم أحد بتكريم كبار السن و الحالات الخاصة و تسهيل حياتهم و لا يهتم أحد بالمنظمات و النوادي و النشاطات الاجتماعية و الرياضية و الثقافية و مليء فراغ الناس بشكل يفيد الأشخاص و يفيد المجتمع !
إن الاهتمام بالإشاعات و بالفضائح بهذا الشكل قد يكون نفسيا شيء غير طبيعي و اجتماعيا غير صحي و الأكيد أنه يسبب إنتشار الرذيلة !
لأن الاعتياد على سماع أخبار الفضائح يجعلها شيئ عادي بالتدريج !
و الحقيقة ان إعلامنا الموقر لا يكتفي بالفضائح المحلية لكن أحيانا يبحث لنا عن الفضائح فى أي مكان من العالم و ينشر لنا قصة مليئة بالتفاصيل ! ما الذي سيفيد القاريء بمعرفة تفاصيل خبر من الممكن أن يكون مجرد خبر من سطرين فى صفحة الحوادث مثلا ؟!
لماذا تقوم كثير من المواقع و الجرائد و البرامج على نشر الإشاعات و الفضائح بالتفصيل الممل ؟
ببساطة لأننا يا سادة شعب يموت فى الفضائح !