فاطمة ناعوت…. تكتب كلامٌ هادئ فى شأن تونس والأزهر
سؤالٌ شديدُ الجدّية والبراءة، أوجّهه إلى مشايخ مصر الذين هاجوا على دولة تونس الشقيقة: «هل لديكم فى بيوتكم ملكاتُ يمين تطأونهن فى العلن إلى جوار زوجاتكم، دون أن تخافوا فى الحقّ لومةَ لائم، بما أنكم تنفّذون أمرًا قرآنيًّا صريحًا وإجازةً إلهية وردت فى الآية ٢٤ من سورة النساء، وغيرها فى عديد الآيات؟» أغلبُ الظنّ أن الإجابة بالنفى، لأن جميع القوانين الدولية قد جرّمت الرقَّ وتسليع البشر، وأصبح الاسترقاقُ من الفلكلور القديم الذى نحكيه لأطفالنا فى حواديت قبل النوم. فهل الآيةُ القرآنية خاطئةٌ، حاشَا لله؟! لا. ولكن حكم إجازة استنكاح الأمَةِ وملكةِ اليمين توقّفَ لأن (عِلَّتَه) اختفت من الوجود بتجريم الاتجّار فى البشر؛ كما تنصُّ الدساتيرُ فى كل دول العالم. «الحُكم يتبعُ عِلَّتَه». كذلك قطع يد السارق. ماذا كانت عِلَّته كأمر كتابى وقت الرسالة المحمدية؟ لأن وقتها لم يكن هناك سجونٌ لحبس وتوقيف الخارجين عن القانون. فكان الحلَّ قطعُ اليد التى سرقت لضمان عدم تكرار الجريمة.