«أبله نعمات شغالة فترتين».. مدرسة فى الصباح ونصابة آخر الليل

حبها للمال أعمى قلبها وبصيرتها، لم تفكر فى عملها كمربية أجيال، بل وضعت المال نصب عينها، ولجأت إلى طريقة للنصب ليست بالجديدة، ولكن المجنى عليهن هن الجديد فى هذه الوقائع.
حصلت أموال بعض الفتيات الخريجات اللائى يبحثن عن عمل للكسب والعيش منه، فعرضت على فتيات منطقتها توفير فرص عمل لهن فى مشروعات تجارية صغيرة مقابل نسبة شهرية، وبالفعل لهفت من فتاتين مبلغ تجاوز الـ500 ألف جنيه، وبعدها هربت المدرسة وزوجها وكأنهما فص ملح وذاب، لكن مباحث القاهرة ضبطتهما فى زمن قياسى وأعادت الأموال لأصحابها.
انتقلت مربية الأجيال، من الحى الشعبى التى قضت معظم عمرها بين حاراته، ولعبت فى صغرها مع صديقاتها فى أزقته، وتنفست الهواء الممزوج بالأجواء الشعبية الجميلة، بمرور الأيام تحديدا حينما كبرت وأصبحت أما، وتزوجت من الشخص الذى أحبته، رغم صغره عنها بأربع سنوات، لكنها تحدت الجميع واختارته دون عن أى شاب آخر.
قررت الخروج والانتقال الىإحدى المدن الهادئة الجديدة البعيدة عن الزحام، بالفعل أخذت قرارا أغضب أهل زوجها لكنه وافقها وسار خلفها إرضاءً لها لأنهما يحبان بعض بجنون، وهذا ماسبب لهما مشاكل بين أسرتيهما، تغليا عليها، نفذا قرار الانتقال، نعمات.م.م، 59 سنة، وزوجها خالد.م.ا، 55 سنة، وبالفعل اشترى شقة فى فى مدينة 15 مايو منذ عدة سنوات.
عاشت المدرسة هناك، ونجحت فى نقل عملها بإحدى مدارس المدينة، ومع مرور الأيام كافحت المدرسة مع زوجها الذى يعمل شهرا، ويجلس فى المنزل بلا عمل شهورا، تحملت هى المسؤولية، كانت تنفق على البيت وأولادها وزوجها، لم تتحمل الزوجة، شعرت باليأس لأن ماتحمله فوق طاقتها، بمرور الوقت شعرت أنها أخطأت فى الانتقال للمدينة الجديدة، وكان عليها أن تظل بجوار أسرتها، عرضت عليه العودة لكن الأولاد رفضوا لأنهما كبروا ونشأوا فى هذا المكان ومعظم أصدقائهم فى هذه المدينة.
“لهفت” 500 ألف جنيه من بنات منطقتها
جلست نعمات، التى اقترب عمرها من الستين، تفكر فى كيفية الخروج من هذا المأذق، فالمصاريف وتكاليف ومسؤوليات الأولاد أصبحت تفوق قدرتها، كما أنها لم تعد تحتمل الإنفاق على زوجها، عرضت عليه العمل لكنه ليس لديه أى مؤهلات تتيح له فرص عمل ولو بمرتب بسيط، وذات يوم استيقظت “أبله نعمات” مبكرا من نومها، تذكرت عندما تحدثت إليها إحدى الفتيات بفكرة مشروع تجارى صغير، وتوفير مبلغ من كل امرأة بالمنطقة.
فكرة صابرين الحاصلة على معهد، ومقيمة فى نفس المجاورة التى تقطن فيها المدرسة، لاقت صدى عند نعمات، لكن مع تعديل بسيط فى الخطة، أن تذهب الأموال كلها إليها، وسوف تدير لها المشروع فهى صاحبة الخبرة كما أوهمتهم، وأن المشروع الذى ستنفذه سيدر دخلا على الجميع بنسبة 15%، فصحلت المدرسة ما جمعته من الضحايا وتجاوز الـ500 ألف جنيه فى زمن قصير، واتفقت مع زوجها على بيع شقتهم، والهرب من هذه المنطقة فى أقصر وقت.
نجحا فى الهرب، وفى أثناء ذلك كانت الفتاتان المجنى عليهما ضحيتا مربية الأجيال وزوجها، قد أبلغتا قسم شرطة 15 مايو، وبإجراء تحريات المباحث الجنائية، تبين صحة البلاغ وتم القبض عليهما وبمواجهتهما أقرا بجريمتهما واعترفا بتحصيل مبالغ مالية من المواطنين، ومن بينهم 200 ألف جنيه مقابل 7% أرباح شهرية و300 ألف من ضحية أخرى، وتم عرضهما على النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيق.