محور روض الفرج… شريان عملاق يضخ استثمارات جديدة فى جسد الوطن

“الدول التى تسعى إلى التقدم والازدهار تفتح شرايين داخل أراضيها تتمثل فى إنشاء طرق لربط كل مناطق الدولة والاستثمار حول هذه الطرق، لذلك لم يكن أمامنا سوى الدخول فى برنامج ضخم لإقامة شبكة طرق قومية لربط الدولة ببعضها البعض”.
- المشروع ينفذ بأياد مصرية خالصة
- إنهاء 80% من أعمال المرحلة الثانية للمشروع
- افتتاح المشروع كاملا نهاية العام الحالى
بهذه الكلمات عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عن رؤيته بعيدة المدى لإنشاء مشروع ضخم فى مجال النقل المواصلات والذى يعد عصب أى دولة إذ أنه عامل مهم جدا لجذب الاستثمارات إلى مصر سواء استثمارات داخلية أو خارجية.
وتعتبر شبكة الطرق من أهم المقومات التى تُعنى بها الدول لأنها بمثابة الشرايين التى تمر من خلالها سلسلة متصلة من النشاطات التجارية والاجتماعية والثقافية التى تعزز مسيرة الاقتصاد الوطنى، ولذلك فإن مشاريع بناء الطرق تحتل الخيار الأول فى برامج ومشاريع التنمية المستدامة لدى الدول الراغبة فى تحقيق معدلات أعلى فى التنمية والنمو.
ومنذ أكثر من عامين والعمل يجرى على قدم وساق فى أحد مشروعات النقل والطرق العملاقة وهو مشروع محور روض الفرج والذى أكد كثير من خبراء النقل أنه يعد مشروعًا كبيرًا سينقل مصر إلى مرحلة جديدة من الاستثمارات الضخمة إذ أنه يقدم حلولا لمشاكل الزحام وتسهيل السير والتنقل دون حدوث تكدس داخل شوارع القاهرة ما يساعد على تذليل كثير من العقبات أمام المستثمرين.
ومشروع محور روض الفرج شرق القاهرة بغربها، ويمتد ليصل العاصمة بمحافظات الجمهورية المختلفة وصولًا إلى محافظة مطروح فى أقصى شمال غرب مصر، والمشروع يفتح آفاقا جديدة للتنمية سواء بشق طريق جديد، وتوفير المئات من فرص العمل خلال مراحل الإنشاء، بالإضافة إلى محاور للتنمية من بناء مدن جديدة، واستصلاح آلاف الأفدنة على جانبى الطريق، فمحور روض الفرج هو فقط البداية لتنمية مجتمعية وعمرانية وزراعية جديدة تقام غرب القاهرة.
ويتكون مشروع محور روض الفرج من 3 مراحل:
الأولى تربط بين الكيلو 39 من طريق مصر/ الإسكندرية الصحراوى حتى الطريق الدائرى عند محطة بشتيل وهذه المرحلة افتتحها الرئيس السيسى منذ شهور، أما المرحلة الثانية والتى تبدأ من ميدان الخلفاوى وحتى الطريق الدائرى مرورا بفرعى نهر النيل، وأخيرا المرحلة الثالثة فتمتد من الكيلو 39 من طريق الإسكندرية الصحراوى وحتى الدائرى الإقليمى، وهذه المرحلة صدقت القوات المسلحة على تنفيذها لخلق مناطق تنموية جديدة، إذ من المقرر أن يمتد المحور ليصل حتى طريق “الضبعة/ السلوم” لخدمة محافظة مرسى مطروح مرورًا بمدينتى العلمين الجديدة والضبعة.
ويتكون محور روض الفرج من اتجاهين عبارة عن 6 حارات مرورية وعرضه 64.5 متر، وبالتالى سيكون أكبر الطرق عرضا فى العالم، وتسعى مصر من خلاله للدخول فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويضم كل اتجاه 6 حارات 4 منها للسيارات الملاكى وحارتان للأتوبيس شاملة 6 منازل ومطالع بمنطقة المظلات و8 مطالع ومنازل بالدائرى، وبالنسبة للمطالع والمنازل فيتكون المحور عند بدايته فى الخلفاوى من 3 مطالع بينها مطلعان من كورنيش النيل وآخر من شارع سعد سليم بشبرا و3 منازل منها منزل يؤدى إلى ترعة الإسماعيلية حتى محطة الكهرباء ومنزلان لشارع دولتيان حتى كوبرى أبو وافية، أما فى نهاية المحور عند الطريق الدائرى فهناك 4 منازل و4 مطالع من الطريق الزراعى والجيزة وإمبابة وعند تقاطع المحور بطريق الإسكندرية الصحراوى يوجد منزل ومطلع.
أما الهدف من المشروع فهو تسهيل عبور الناقلات وخلق مناطق تنمية واستثمار وتقليل زمن الرحلات بين شرق وغرب الجمهورية والعكس بحيث يكون محورًا موازيًا لمحور 26 يوليو مما يساعد بشكل كبير على حل الأزمة المرورية به، وربط المقبل من مناطق شرق القاهرة مدينة نصر ومصر الجديدة بغرب القاهرة، الشيخ زايد و6 أكتوبر دون ضرورة المرور بمنطقة وسط البلد.
وبحسب الدراسات التى سبقت تنفيذ المشروع فإن المحور يوفر حوالى 300 مليون جنيه سنويًا عبارة عن سولار وبنزين كانت تستهلكها السيارات فى الرحلة من شبرا إلى طريق مصر إسكندرية الصحراوى إذ إنه من المقرر أن يقلل المحور الجديد مدة الرحلة لتصل ما بين 20 – 30 دقيقة.
والجهات التى تتولى الإشراف على تنفيذ المشروع هى وزارتا الدفاع والإسكان، فوزارة الإسكان هى التى تتولى أعمال نزع الملكية والتعويضات وتحويل المرافق التى تعترض مسار المشروع بجانب أعمال الأبحاث والدراسات والتصميمات الهندسية، فيما تقوم وزارة الدفاع ممثلة فى الهيئة الهندسية بتمويل وإنشاء المحور إذ تم تكليف شركة المقاولون العرب بتنفيذه.
ويجرى حاليًا مع القوات المسلحة دراسة تنفيذ أحدث نظام إضاءة فى العالم بالكوبرى فى المنطقة الممتدة من الخلفاوى وحتى الطريق الدائرى، وتمتاز بأنها ستوفر الإضاءة الكاملة للكوبرى مع إظهار تصميمه وجمالياته، كما أن هناك خطة لرفع كفاءة طريق كورنيش النيل وخصوصًا بمنطقة أبراج أغاخان والخلفاوى عند مطالع ومنازل محور روض الفرج لتخفيف الضغط على الكورنيش، وخصوصًا أنه من المتوقع أن يشهد الكورنيش كثافات مرورية كبيرة عند افتتاح المحور ومن المتوقع أن تشمل أعمال التطوير ورفع الكفاءة توسعة الكورنيش مع تقليل مساحة الجزيرة الوسطى والأرصفة.
ومن ضمن المشروعات التى تقرر تنفيذها لدعم خط سير محور روض الفرج، محور الفنجرى الحر الذى سيربط محور “روض الفرج / الضبعة” بالعاصمة الإدارية الجديدة مرورًا بالمناطق الآتية: “شبرا، الزاوية الحمراء، حدائق القبة، كوبرى القبة، أرض المعارض، قاعة المؤتمرات، المخيم الدائم وجامعة الأزهر، الحى السادس بمدينة نصر، محور الشهيد، محور المشير طنطاوى، شارع التسعينى، محور الشيخ محمد بن زايد، العاصمة الإدارية”.
وينقسم “الفنجرى الحر” إلى 4 مراحل بتكلفة تقديرية مليار و15 مليون جنيه ويهدف إلى تأكيد دور محور الفنجرى كمحور عرضى رئيسى لمحافظة القاهرة إذ يربط محور روض الفرج لتحقيق السيولة المرورية القادمة من الطريق الصحراوى غربًا وصولًا إلى محور المشير بالتجمع الخامس شرقًا وربط الطريق الدائرى شرقًا بالكورنيش وتخفيف العبء المرورى على المحاور الطولية بالقاهرة إضافة إلى تقليل زمن ومسافة الرحلات بين شرق القاهرة الكبرى وغربها.
وقد تولت شركة المقاولون العرب تخطيط وتنفيذ المشروع بنسبة 100% دون الاستعانة بأى شركة أجنبية وتم إنجاز أكثر من 80 % من المشروع إذ بدأ العمل فى يناير 2016 والمتوقع افتتاحه نهاية عام 2018، وكان الوقت الذى سيستغرقه هذا المشروع من 4 إلى 5 سنوات، ولكن من المخطط تنفيذه فى خلال 3 سنوات بناء على توجيهات الرئيس السيسى.
ويشارك فى تنفيذ المشروع حوالى 3500 مهندس وفنى وعامل من إدارات المقاولون العرب المختلفة وعلى رأسها الكبارى والإنشاءات البحرية وفرع الإسكندرية والمعامل المركزية والاستشارات الهندسية والإنشاءات البحرية وقطاع المعامل والمصانع والورش المركزية وتأجير المعدات والأساسات التكميلية والخرسانة الجاهزة والطرق والعمالة الاعتيادية بجانب قطاع التصنيع المعدنى المسؤول عن تصنيع المعدات مثل ترسانات المعصرة والترسانة البحيرة فى الإسماعيلية وترسانة شبرا.
أما المعدات التى يتم استخدامها فى المشروع، فهى عبارة عن 19 ونشا بحمولات مختلفة تصل إلى 300 طن و15 لودرا و18 ماكينة دق خوازيق وعبارتين تم تصنيعهما بورش الشركة بالمعصرة خصيصًا للمشروع بتكلفة 46 مليون جنيه إضافة إلى لنشات وعبارات وصالات بحرية أخرى، مشيرًا إلى أن أبرز هذه المعدات 4 أوناش برجية ارتفاع كل منها 120 مترًا بخلاف ونشين أحدهما يحمل 600 طن والثانى 400 طن بجانب مصعد سيتم تركيبه فى عمود البايلون أعلى الكوبرى لسهولة صيانته وإصلاحه، موضحًا أن هناك أيضا 3 محطات للخرسانة تقوم بإنتاج 2000 متر مكعب خرسانة يوميا ومصنعين للكمر سابق الصب المستخدم فى الكبارى ويبلغ طول الكمر 32 مترًا.