د.غادة فهمى …. تكتب الحرية مابين الأخلاق والفوضى

بقلم الاعلامية د.غادة فهمى مستشار مجلس الإدارة
من المألوف أن تميل النفس الإنسانية إلى ممارسة الحرية والتعبيـر عن ذاتها ولكن هذه الحرية ينبغى أن تعبر عن قيم إنسانية وأخلاقية رفيعة ، تحكمها الضوابط الدينية والأخلاقية التى تتلائم مع المجتمع الذى نعيش فيه.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرية ليست الانطلاق وراء الأهواء مثلما وجدنا فى عصرنا الحالى أنماطٍ كثيرة إذا عبرت عن شىء فهى لاتعبر إلا عن سوء استخدام الحرية.
إن تردى الأخلاق وانحطاطها والانطلاق بالألفاظ النابية ليست تعبيراً عن الحرية وهذا ما يطرق على أسماعنا كثيراً.
لايعد أيضاً غرس السلوك العنيف لدى الأطفال والذى يعرض فى بعض وسائل الميديا تعبيراً عن حرية الرأى بنمط لا يحكمه أياً من الضوابط الأخلاقية أو الدينية.
والكلام موصول فى هذا الصدد، فالنقد الهدام أو فكرة النقد لمجرد النقد والتى لا تعم بفائدة على الفرد أو المجتمع أو التى تنتقص من احترام الآخرين وكرامتهم لا يعد تعبيراً عن حرية الرأى. فلاشك أن النقد البناء له دوراً كبيراً فى تغيير أو إصلاح كثيراً من الأوضاع السيئة سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع.
على أية حال ، إن حرية الإنسان فى أفعاله تجعله مسئولاً مسؤولية كاملة أمام نفسه وأمام المجتمع فإذا كانت الحرية هى التى تؤكد فردية الإنسان، فالمسؤولية هى التى تجعله يشعر بكيانه الاجتماعى.
فلاشك أن الحرية والمسئولية عنصران يشكلان جوهر الإنسان وماهيته.
إذن، الفارق كبير بين الحرية والفوضى، فالحرية قيمة إنسانية وأخلاقية سامية متى أضرت بحياة الإنسان وهددت وجوده البشرى وانتزعت حقوقه المختلفة انقلبت إلى الفوضى والعبودية.