توفيت سيدة أمريكا الأولى السابقة، باربرا بوش، زوجة الرئيس الحادى والأربعين للولايات المتحدة، جورج بوش الأب، ووالدة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، الثلاثاء عن عمر يناهز 92 عامًا.
جاء ذلك بعد يومين من إعلان مكتب زوجها الرئيس الأمريكى السابق، فى بيان، إن باربرا فى حالة صحية متردية، وإنها قررت الكف عن السعى لعلاج طبى.
وكشف الكاتب الأمريكى ديفيد لى، عن اللحظات الأخيرة فى عمر باربرا بوش، فيما كتبه بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، حيث قال إن الرئيس جورج بوش الأب البالغ من العمر 93 عامًا، بقى حتى اللحظات الأخيرة من عمر زوجته ممسكا بيدها، ونقل عن جان بيكر، ناطق باسم العائلة، قوله إن الرئيس الأمريكى الأسبق بقى بجانب زوجته حتى فارقت الحياة، حيث كان يمسك بيدها طوال اليوم، وكان إلى جانبها حين غادرت هذه الأرض الطيبة – على حد تعبيره – مؤكدًا أن الزوجين بقيا مع بعضهما طوال 73 عامًا، منذ أن التقيا عشية الحرب العالمية الثانية.
وقضى جورج بوش الأب وزوجته باربرا أطول فترة فى التاريخ الرئاسى الأمريكى بالنسبة إلى ثنائى متزوج، وقد تخطّيا بفترة طويلة السنوات الأربع والخمسين التى جمعت جون وأبيغايل آدامز، أواخر وأوائل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكان لجون وأبيغايل، مثل جورج وباربرا، ابن وصل أيضًا إلى الرئاسة الأمريكية، لكن شبكة “CNN” ذكرت أنه حين استلم بوش الابن منصبه الرئاسى عام 2001، أصبحت باربرا المرأة الأمريكية الوحيدة فى التاريخ الأمريكى التى تعاصر زوجها وابنها كرئيسين للبلاد، فى حين كانت أبيغايل قد توفيت قبل استلام ابنها الرئاسة.
ورغم أن بابرا بوش تنتمى إلى أسرة جمهورية إلا أن ذلك لم يمنعها من الدفاع عن حق النساء فى الإجهاض، ومن أجل تحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية والقضاء على الأمية، كما أنها كانت صاحبة مواقف أكثر تحررية من زوجها والحزب الجمهورى، لكنها كانت تلتزم الصمت أحيانا لتفادى الاصطدام بزوجها وبالحزب، كما عملت كثيرا فى مجال الدعوة لمنح الأقلية الأمريكية ذات الأصول الأفريقية مزيدًا من الفرص، وعملت كثيرًا حتى نجحت فى إقناع زوجها بتعيين أول أمريكى من أصول أفريقية فى إدارته.
ودخلت باربرا معترك السياسية عندما ترشح زوجها لعضوية مجلس الشيوخ عام 1964، حيث وقفت إلى جانبه فى حملته الانتخابية التى لم تكلل بالنجاح، وعندما فشل للمرة الثانية عام 1970 عينه الرئيس نيكسون فى منصب سفير الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة، وخلال هذه المرحلة وسعت باربرا دائرة علاقاتها مع الأوساط الدولية بفضل منصب زوجها الذى أصبح لاحقا سفيرا لبلاده فى الصين قبل أن يصل إلى منصب مدير المخابرات المركزية الأمريكية فى أواسط سبعينيات القرن الماضى.
وخلال هذه الفترة عانت باربرا من الاكتئاب الشديد، لدرجة التفكير فى الانتحار مثلما قالت فى مذكراتها لاحقا، ثم استعادت نشاطها بعد أن ترك زوجها عمله فى جهاز المخابرات وخاض الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وعندما تولى زوجها منصب نائب الرئيس خلال رئاسة رونالد ريجان، أسست صندوقا يحمل اسمها لجمع التبرعات لمكافحة الأمية.
كما وقفت باربرا إلى جانب ابنها جورج دبليو بوش، خلال حملته الانتخابية للرئاسة، فتولى رئاسة الولايات المتحدة لدورتين متتالتيتن بين عامى 2000 و 2008، وبذلك أصبحت باربرا أول أمريكية تحمل لقب السيدة الأولى ووالدة رئيس.
