بدأت النيابة العامة بمحافظة القليوبية، التحقيق فى واقعة غريبة، انتحل فيها خريج تجارة صفة طبيب مزيف، وعمل بمستشفى دكرنس العام، لمدة شهر، ولم تكشفه إلا الصدفة.
طوال شهر اعتاد العاملون فى مستشفى دكرنس، على هذا الشاب طويل القامة، الذى يتصرف بثقة عالية، وعرف نفسه على أنه «دكتور شمس»، طبيب امتياز حضر إلى المستشفى ليتدرب، لكنه كان يمارس المهنة بـ«جبروت» يحسد عليه، فهو يفحص المرضى ويطلب تحاليل وفحوصات، ويشخص الأمراض ويكتب أدوية، ووصل به الأمر إلى استقبال حالات الطوارئ وإجراء الجراحات البسيطة.
الصدفة وحدها كشفت الطبيب المزيف، عندما اعترض أحد الأطباء الآخرين على ما يفعله، قال له أنت طبيب امتياز وليس من حقك الكشف على المرضى، وطالبه بإبراز بطاقته الشخصية أو ما يثبت هويته، لكنه امتنع، فبدأ يجمع معلومات حوله، ليكتشف أن اسمه الحقيقى محمود ويبلغ من العمر 26 عاما، خريج تجارة، ويعمل بإحدى قاعات الأفراح.
وقال الدكتور مكتشف الواقعة إن «هذا الشخص الغريب، ليس طبيبا وظل طوال شهر يعمل فى المستشفى، يتجول بين أروقة الاستقبال ويشخص الحالات دون أن يوقفه أحد، حتى فوجئت به يفحص آشعة مقطعية لمريض يعانى من تشنجات بالمخ، ويقول كلاما لا علاقة له بالطب، وعندها تصديت له، وقلت له أنت متدرب وليس من حقك أن تكشف على المرضى».
وأضاف «فى اليوم التالى كنت جمعت عنه بعض المعلومات، وفوجئت به يدخل غرفة العظام بقسم الاستقبال، ويريد الكشف على المرضى، فطردته، وبعدها فوجئت أنه أعطى أحد المرضى حقنة بنج، وخيط له جرحه بطريقة غريبة، فتأكدت أنه ليس طبيبا».
واستطرد: استدرجناه إلى مكتب الأطباء، واستدعينا أمناء الشرطة بالمستشفى، فاكتشفنا أنه ليس طبيبا، واسمه محمود وليس الدكتور شمس، وخريج كلية التجارة ويعمل فى قاعة أفراح.
تم إخطار الدكتور علاء حبيب، مدير مستشفى دكرنس العام، بالواقعة فأمر بإحالة المتهم إلى مركز الشرطة، لتحرير محضر ضده، وعرضه على النيابة.
يقول أحد الإداريين بالمستشفى: يتوافد علينا أطباء امتياز وطلبة من كليات الطب، للتمرين، لكن هناك عدة إجراءات لابد أن يمروا بها، أولها تقديم بيان إلى شؤون العاملين، والحصول على موافقة مدير المستشفى، والتوقيع يوميا فى دفتر أطباء الامتياز بالحضور والانصراف.
تلقى العميد نبيل بندق، مأمور مركز شرطة دكرنس، إخطارا من المستشفى العام، بالقبض على شاب ينتحل صفة طبيب، ويعمل داخل المستشفى، بالمخالفة للقانون.
