عباس الطرابيلي…. يكتب يريدون الدمار ونريد الحياة

ثم إن عمليات الاستنزاف لا تقف عند حد.. مثلاً استنزاف أسلحة الدولة «قوات مسلحة وشرطة» بنشر عمليات الإرهاب فى أكثر من اتجاه.. وليس فقط فى شمال سيناء.. بل إلى أقصى غرب مصر، فى الصحراء الغربية، وأيضاً فى عمق الوطن نفسه.. وهل تحصل مصر على هذه الأسلحة بلا ثمن!

بل إن الاستنزاف الإرهابى يمتد إلى أن تمسك الدولة يدها عن أى عمليات للتنمية.. ويكفى أن نقول هنا- كما قال الرئيس السيسى نفسه- إن توفير فرصة عمل واحدة يتكلف ما بين 100 ألف جنيه ومليون جنيه، أى أننا لو أردنا توفير مليون فرصة عمل لخفض معدلات البطالة والحد من أسباب الهجرة غير الشرعية للخارج- فعلينا أن ننفق حوالى 100 مليار جنيه.. فمن أين ندبر كل هذا المال لنفتح للشباب فرص العمل التى يحلم بها!.. بل يكفى أن نعلم أن هناك مشاكل مزمنة يستغلها الإرهابيون.. تلك هى الزيادة المتواصلة فى عدد المواليد.. فهناك مليونان ونصف المليون إنسان يولدون فى مصر كل عام.. فكم يحتاجون من طعام، وعلاج، وفصول دراسية، وطرق وخدمات وأيضاً مساكن!.. ونجاح مصر فى توفير كل ذلك يحتاج لمليارات الجنيهات.. ومن هنا يتعمد الإرهاب تأخير كل ذلك، إن لم يكن هدفهم إيقاف التنمية كلها.. لأنهم يعلمون أن نجاح مصر فى برامج التنمية يقضى على أحلامهم فى العودة لحكم مصر.

** هم إذن – الإرهابيون – هدفهم إيقاف الحياة.. ونحن أمة تريد الحياة.. وهم – الإرهابيون – منزعجون جداً من بوادر نجاح ندوة الشباب العالمية لأن الرئيس السيسى نجح فى إقناع العالم بخطورة مخططاتهم، وبذلك خلقنا جواً عالمياً ضد الإرهاب والإرهابيين.. وساهم مؤتمر الشباب العالمى، هنا فى شرم الشيخ، فى تحقيق هذا الهدف.. لكى تتحد كل قوى الخير فى العالم كله، من أجل التصدى للإرهاب الذى توحش.. وبالذات بعد أن ثبت أن دولاً معينة تمول كل ذلك.. وتدفع بسخاء.

** وزمان كان الغزو الخارجى بالجيوش هو الوسيلة لتحطيم أى دولة أخرى.. ثم بالتالى سلب كل خيراتها ونهب ثرواتها وما حدث لمصر مع الغزو العثمانى 1517 خير دليل.. الآن: الإرهاب يقوم بهذا الدور، ومن الداخل، ولذلك يوزعون مناطق عملياتهم فى كل الاتجاهات: والهدف واحد.. هو تدمير الدولة من الداخل.. واستنزافها، ونهب ثرواتها.

** ومن المؤكد أن نجاح هذا التجمع العالمى من شباب العالم يزعج الإرهابيين، والدليل ما يطلقونه – منذ بدأت جلسات المؤتمر – من شائعات ومن أخبار هى والسموم سواء.

حقاً، سوف ننتصر فى النهاية، لأنهم وإن أرادوا قتل الحياة هنا فإننا نحن كل الشعب المصرى نريد الحياة.. وهذه هى حكمة الله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم ثم حواء لكى يعمر الإنسان هذه الأرض ويسبح بحمد الله ونعمته.