زهرة عراقي …. تكتب الخسارة الشريفة أعظم انتصار

بقلم . زهرة عراقي
في أحيان كثيرة، نجد أنفسنا داخل نقاشات محتدمة، نملك فيها الحق كاملًا، ونمتلك الحجج التي تُسكت الطرف الآخر. لكن يظل أمامنا خيار خفي: أن نستغل ما نعرفه من أسرار الآخر أو مشكلاته الشخصية كسلاح نحسم به النقاش.
قد يبدو هذا الطريق أقصر للانتصار، لكنه في الحقيقة طريقٌ لفقدان أنفسنا.
فأي فائدة في أن نربح حوارًا بينما نخسر إنسانيتنا؟
أنا خسرت نقاشًا كنت فيه على حق 100٪، فقط لأنني رفضت أن أبتز من أمامي بأسراره، أو أُذكّره بجراحه القديمة. تمسكتُ بأن يظل النقاش في إطاره، في الفكرة ذاتها، لا في الشخص. وحينها أدركت أن الخسارة لم تكن هزيمة… بل كانت انتصارًا من نوع آخر.
الانتصار ليس أن تُسكت الآخر، بل أن تُبقي قلبك نقيًا.
الانتصار ليس أن تثبت أنك الأقوى، بل أن تثبت أنك الأرقى.
هناك انتصارات زائفة تُبنى على كسر الآخر، لكن هناك خسارات تبدو في ظاهرها ألمًا، بينما هي أعمق أشكال القوة.
فقد تخسر نقاشًا… لكنك تربح نفسك. وتلك هي أعظم مكاسب العمر.