مقالات

نهال علام …. تكتب شباب الصخرة و الحب المحرر

بقلم الاعلامية نهال علام نائب رئيس التحرير

بعض الكلمات أكثر إستفزازاً للنفس البشرية دون غيرها، تجبرك على الإنصياع لها والإنسياق خلف طياتها لفك شفراتها.. وأول الكلمات بلا منازع، كلمة ” الحُب ” .

تلك اللفظة المعطرة باليقين والمغلفة بالنصيب، بذرة تُسقى بالإرادة لتضرب بجذورها في تربة القَدر الصلبة لتقف صامدة أمام رياح الظروف الصعبة.

“الحُب ” … مبتدأ خبرُه يرسم خارطة الطريق لسنوات العمر ، أما إذا تبعته صفة فيصبح الأمر كنذور العاصفة !
التي تخبرك بأن الأمر ليس بهين وأن الحكاية تحتاج لعقل لين يستوعِب الأمر البيِّن…

لذا عندما تشرفت بالدعوة لحضور العرض المسرحي الخاص بفريق ” الصخرة ” على خشبة مسرح الهوسابير بعنوان الحب المحرِر،
إمتلك عنوان العَرض ملكاتي ونثر الشغف بين طيات خلجاتي فماهو هذا الحُب المحرِر ؟

‏Redeeming Love)‏ هو العمل الأدبي الذي يقدمه هذا العرض المسرحي ،فهي رواية للكاتبة الأمريكية فرنسين ريفرز مستوحاة من سفر هوشع، تدور أحداثها حول فلاح مؤمن طيب القلب يقع في حب إمرأة زانية وقاتلة توافق أن تتزوجه على مَضض ؛ لينقذها من بطش الدوقة ربة منزل البغاء الذي تعمل به ، و بالرغم من ذلك تسقيه التمرد بألوانه القاتمة التي تصل لحد الخيانة! ولكنه يغفر ويسامح وهي في ذات الوقت تتمادى وتتجاوز ، يحنو فتقسو ، يخلص فتخون،يعفو فتغضب …
فعدم تصديقها لقدرة الله على الصفح عن خطاياها ،و شكِها لإخلاص زوجها مايكل الفلاح المُحب لها كانا محركا الشر بداخلها طوال الوقت، ولكن عندما سمحت لنور الحب أن يملأ كأس ظلامها ويفترش تجاويف قلبها تبدل ضلالِها ،فالحب هو القادر على تحريرك من الشكوك وتخليصك من الذنوب وإيمانك بأن العبد يخطئ والله يتوب ..

ذلِك أرقي أنواع الحُب الذي يحررك من عبودية النفس ويجعلك نبيلاً بالرغم من خطايا الأمس.
وإن كان طريق المحبة وعراً ممتلئ الألغام والشظايا فنهايته بساتين الرضا والسعادة، ولعل أحد دلائل الحب العِتاب فعندما سألت البطلة ربها ” إلى متي يا رب تنساني ، إلى متي تحجب وجهك عني ” ما كان إلا من باب العشم الذي طرقته حباً في الله…

فشكراً شباب الصخرة على ما قدمتوه من عرض راقي كما تعودنا منهم دائماً في كل عروضهم السابقة مثل ؛ صرخة مدمن وغيرها بقيادة المبدع الأب الروحي للفريق الفنان جمال المصري ولكن هذا العرض يشهد نضوجاً فنياً ملحوظاً لكل مقومات العرض من الأبطال على سبيل المثال وليس الحصر مايكل غالي الفلاح المؤمن وجورج فايز المهرج الراوي الذي أبدع في نقل المشاعر الغير مقرؤة ، و مريم وجيه التي أبدعت في دور الزانية الحسناء تدفعك لتكهرهها ببساطة وتجذبك لتقع في حبها بسلاسة تقنعك ببرائتها بينما تمنحك براهين إدانتها !

و أضاف الحضور الطاغي لنجمي المسرح القومي المبدع عاصم سامي والمخضرم مجدي شكري قيمة كبيرة للعمل بامتزاج خبراتهما بطموح شباب العمل، وحكمتهما بصخبهم، أما الموسيقى فهي البطل الخفي في العرض تداعب قلبك برقتها ودون أن تدري تتغلغل في شرايينك بلا حول منك ولا قوة فتوحد مشاعرك برباط حالِم مع العمل وهي للرائع ايمانويل سعد.
أما الفريد يوسف صاحب الخلفيات القيمة التي منحت عمقاً وثراءً لخشبة المسرح لتتكامل مع ديكوارت فادي خسية في لوحة بديعة تنقلك لزمن بعيد بلياقة فنية عالية، أيضاً اللمسات الجمالية لماكيير العرض الفنان عمرو درويش لعبت دوراً هاماً في تجسيد ملامح الشخصيات والتعاطف معها أو الحَنق عليها.

فشكراً لكل المبدعين القائمين على العمل الذين قدموا لنا برهاناً حقيقياً ان الحب محرِر الخيال والإبداع والطاقات ، وتحية لكل عَقل مدبر وقلب مُحرِر ساهم في تقديم تلك اللوحة الفنية الرائعة.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى