بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب البقاء لله

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين
قديمًا الكثيرون قالوا “البقاء للأقوى” ، و رددوا أن هذه الجمله تصلح فقط في عالم الغابات وليس في عالم البشر ، وأنا لن أكرر ما يقوله الكثيرون أن عالم البشر تحول تدريجيًا إلى عالم مفترس  يفترس فيه القوي الضعيف ، ولكنني سأقول أن مصطلح “الأقوى” ليس مقصودًا به فقط القوة الجسمانية ، ولكنه يُطلق كذلك على القوة العقلية ، والعاطفية ، وإيضا الجنسية، والنفسية .
 
فكل من يعرف أدواته ، ويثق في قدراته ، ويتحكم في أعصابه ، ويُحدد أهدافه ، قوي بلا منازع ، وهنا سيكون البقاء له ، ولكن للأسف ، نحن أخذنا هذا التعبير على ظاهره فقط ، ولم نحاول أن نتمعن في معنى القوة ، فنحن دائمًا نربط القوة بالعضلات ، ونتناسى أن القوة نوعية ، وتختلف من شخص لآخر ، ومن موضوع لآخر .
 
فهل نُنكر أن قوتنا في بعض اللحظات تتجسد في قمة ضعفنا ، فالقوة لا يمكن حصرها في حالة ، أو شكل ، أو مضمون معين ، فهي تتلون باختلاف المواقف ، ولكن ما علينا أن نتذكره دائمًا “أن البقاء بالفعل للأقوى” ، والقوي يرفض الاستسلام أو الرضوخ ، فهو دائمًا يضع نصب عينيه أن الحياة خُلِقَتْ له ولابد أن يثبت وجوده بها طالما أنه حي على أرضها ، لذا يُسخر كل أدواته لكي يحقق أهدافه ، ويثبت أنه الأحق بالبقاء .
 
وليتنا ندرك أهمية هذا البقاء ، فمن الممكن أن نحيا طيلة عمرنا رغم أننا ذهبنا إلى الفناء منذ إدراكنا للحياة ، فالبقاء هو وجودنا على أرض الحياة ، حتى لو ذهبت أرواحنا وأجسادنا إلى دار الفناء ، فالإنسان يبقى بتاريخه وأفعاله ، وسيرته ، ويفنى بفنائهما ، ومن يدرك ذلك ويعمل له ، فبالقطع هو الأقوى ، وهو مَنْ يُكتب له البقاء .ولكن من منطلق البقاء للأقوي، فهذا قانون الحياة، ربما تخسر معركة وتكسب حربا، لكن لا تاج بدون نصر، ولا نصر بدون معركة، ولا معركة بدون عدو!
القوة أكثر الحجج إقناعا، ونحن بغير قوة لا شيء، كذلك الحق بغير قوة ضائع، والسلام بدون مقدرة الدفاع عنه استسلام، وكلما كان الصراع أصعب، كان النصر أكثر مجدا.
 
لم يحدث أن فاز التشاؤم بمعركة، الثقة فى النفس تحقق كل الأعمال العظيمة، ولا يبنى الثقة إلا الإنجاز، أما الخوف فهو أول طريق الفشل.
 
لا يمكن لمعدوم الذكاء أن ينتصر، فالذكاء هو البوصلة التى تحدد اتجاهك، وفى الأزمات تكون الجرأة أكثر أمانا، وكيف نحقق أهدافنا اذا لم نمتلك جرأة المحاولة؟
 
فى السياسة الغاية تبرر الوسيلة، وفى الحياة عليك أن تكون مطرقة أو سندانا، لكن لا تحاول أن تكون بينهما، والأفضل أن يخشاك الناس لا أن يحبوك، وما لا يدمرنى يقويني.
البقاء للأقوى على ما أعتقد أنها نظرية خاطئة جملة و تفصيلا و خصوصا” إذا ما أدركنا أن القوة هي مفهوم نسبي يتغير و يتبدل حسب الزمان و المكان فمما لا شك فيه أن الانسان هو ليس من أقوى الكائنات الحية و أيضا الغزال و الارنب و غيرها من الكائنات الحية فلو قلنا أن البقاء للأقوى لكان من الطبيعي أن يسود الاسد على الغابة و تفنى كل الحيوانات الأخرى التي هي أضعف منه و التي يفترسها بنفسه و لكن نرى أن الغزال و الاسد بقيا متواجدين جنبا” الى جنب و في المكان نفسه و في الغابة نفسها و بالتالي القوي وجد الى جانب الضعيف و إذا بدأ الغزال في الانقراض فإن الاسد في نفس الوقت بدأ بالانقراض أيضا” و لكن هل بدأ هذا بسبب ضعف الغزال أم بسبب قوة الاسد على ما أعتقد فان هذا الكلام ليس منطقيا” فالبقاء ليس للأقوى لانه لو كان ذلك كذلك لبقي الديناصورات و لبقي الكثير من الكائنات الحية القوية التي انقرضت لأسباب أخرى
وللمقال باقيه والبقاء لله وحده وكل حبي مصطفى كامل

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى