أسرتى

لماذا تطلب المرأة الطلاق أكثر من الرجل؟

تسير سفينة الحياة الزوجية بما لا تشتهي المرأة، لتبدأ بالتفكير في طلب الطلاق، ولأسباب معلنة أو لا يعلمها أحد تسارع إلى الانفصال من العلاقة الزوجية.

ومع الانفتاح الاجتماعي والثقافي، واختلاف البيئات مقارنة بحال الأمهات والجدات قديما، لم تعد بيننا عبارات “استحملي شوية”، أو “بكره الدنيا تحلو”، أو “جوزك جنتك”، أو “بلاش علشان خاطر الولاد”. وانتشرت فكرة “الطلاق المبكر” هربا من المشكلات الزوجية.

حقائق وأرقام

ووفق دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تطور ظاهرة الطلاق خلال العشرين سنة الأخيرة (1996- 2015) فإن نسبة الطلاق بين الإناث ارتفعت خلال العقد الأخير مقارنة بنسبة الطلاق بين الذكور.

وارتفع معدل الطلاق الى 2.2 في الألف عام 2015 مقابل 2.1 في الألف عام 2014. وبلغ أعلى معدل طلاق4.7 في الألف بمحافظة القاهرة، بينما بلغ أقل معدل طلاق 0.7 في الألف بمحافظة أسيوط.

وسجلت معدلات الطلاق في مصر ارتفاعا خلال عام 2015 بنسبة 10.8% عن العام السابق، لتصل إشهادات الطلاق إلى ما يقرب من 200 ألف إشهاد، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ماذا يدور في النفوس؟

مصر العربية استطلعت آراء الشباب، فتقول أماني شوقي: “الراجل عايز خدامة في البيت تربي ولاده وتاخد باله منهم وتبقي موجودة لو عايز جماع، وطول النهار بيتسرمح برة براحة راحته يفكر في الطلاق ليه دا يقاومه كمان، أما الست إما بتعمل زيه وتخونه بنفس طريقته والحياة ماشية الإتنين بيضحكوا علي بعض، أو زي حالاتي ترفض الوضع المرزي دا وتطلب الطلاق بكرامتها”.

وبدورها تعلق نشوى الشريف: “اعتقد لأن الوعي الأسرى والاجتماعى زاد جدا في الأيام الأخيرة، وأصبحت الستات بتدور على حياه سعيدة قائمة على شخصين شركاء، فالمرأة مبتقش تقبل اللي هي مش راضيه عنه واللي أمهاتنا وأهالينا زمان كانوا ساكتين عليه وبالنسبة لهم هي دي الحياة الزوجية”.

ولفتت الشريف إلى أن المرأة “بقت بتدور على حقوقها وفي ستات كتير مكفية نفسها ماديا ومحققه ذاتها عمليا مبتدورش على راجل يكفيها من الناحية المادية ويكون شريك ليها في الحياة مش عليها، يكون سند ليها ويكفيها عاطفيا ولو مكنش حيكفيها من النقطي دي بيصبح عبئ عليها، وكتير بتفكر إيه اللي ضافه في حياتها غير مسؤلية زيادة يبقى إيه لزمته”.

ويرى أحمد مراد سببا آخر من وجهة نظره، فيقول: “لأن البنات لم يتم تربيتهم ليكونوا زوجات, مشكلة تنشئة وكمان الإعلام المصري اشتغل صح على دماغ السيدات وزرع فيهم كل ما يؤدي لتفتيت الأسرة، وسخر من القيم والعادات المصرية الأصيلة وأسماها تخلف ورجعية والنتيجة نص البلد مطلقات”.

“الأسباب أن الست اتغيرت وحصل وعي كبير جدا واستقلت ومبقتش بتفكر بعقلية استحمل مهما حصل، ومن ناحية أخرى انتشر الفساد والفهم الخاطئ للزواج وعدم المسؤولية عند كثير من الرجال”، هذا كان تعليق مها هندي.

ومن جانبها تقول أميمية حسن: “علشان الست لما بتزهق وتتعب من عيشتها بتطلب الطلاق الراجل لا؛ إما بيضايق الست لحد ما تكره عيشتها وقتها تطلب الطلاق وتترك كل حقوقها اللي شرعها ليها ربنا، أو بيسيبها هي وعيالها ويتجوز ويعيش حياته”.

الحياة الواقعية صادمة!

ويعلق أحمد هدايات: الفكرة ان الستات بطبيعتهم العاطفية بيبقوا متخيلين مسار للحياة الزوجية من نسج خيالهم مليان بالرومانسية والحب والود ….ولما بيواجهوا الحياة الزوجية الواقعية بيتصدموا بالمسؤوليات وان الحياة زى مافيها رومانسية فى اوقات صعبة برده وده شىء طبيعى …فمنهم اللى بيتاقلم وبتفهم ان ده العادى ومنهم اللى بترفض الواقع ده وبتشوف ان كانت حياتها قبل الجواز احسن

أما نيرمين حسين، فتقول: “الرجال غالبا لا تهتم ببند المشاعر والاهتمام الذي هو من أولويات المرأة، وهو أيضا بنزين العطاء اللا متناهي بالنسبة لها، الرجال تتعامل مع الزواج شيء مادي وليس معنوي.. تنضيف.. طبيخ.. ست أمينة.. تربية الأولاد ..فإذا توافرت المرأة التي تقوم بكل ما سبق فهو في رضا تام”.

وأضافت: “وهو بيظن أن أقصى عطاء يقدمه أنه يأتي بالمصروف الشهري للبيت الذي أيضا تديره الزوجة، في حالة إهمال الزوج باحتياجات الزوجة بيحصل الطلاق.. والإهمال يكون بعدم تقدير وقلة احتواء، وعدم مشاركتها الأحداث اليومية، وعدم التركيز عليها، والأعباء النفسية والمنزلية عليها”.

وتعلق سحر إسماعيل: “الراجل ترك الكثير من مسئولياته لكي تقوم بها المرأة لوحدها، وبالذات الإنفاق ورعاية الأولاد مع عملها فأعطاها الإحساس بعدم أهمية وجوده في حياتها، لأنها تقوم بكل شيء، فما المانع أن تقوم بهذا الدور مع التخلص من وجوده كعبء أيضا عليها؟”، لافتة إلى أنها لا توافق على هذا الأمر، ولكن سمعت من أكثر من زوجات لا تتعدى أعمارهن 35 عاما.

ما الحل؟

وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية، أن المرأة تسعى لطلب الطلاق لسببين رئيسيين: “التقصير في تلبية احتياجاتها النفسية والعاطفية والجنسية، والتقصير في تحمل المسئولية الاقتصادية ومشاركة مسئولية البيت والأولاد”.

وقالت راجح عبر فيسبوك: “أنا أظن أن تلبية الأولى بيخليها تستحمل التانية إلى حد كبير، فالمرأة لم تتزوج إلا من أجل المودة والرحمة والسكن، ولكن قد تخطئ المرأة في علو سقف توقعاتها ومثالية طلباتها والصورة المرسومة في خيالها، وتطالب الرجل بما يعجز عنه ماديا ومعنويا”.

ولفتت راجح إلى أن “الرجال جل همهم في توفير الاحتياجات المادية للأسرة، وهو هم كبير في ظل الظروف الاقتصادية حاليا بلا أدنى شك، لكنه للأسف قد ينكر حقها في طلباتها ويهملها، وممكن نجاحه في شغله وعلاقاته بأهله وأصدقائه يعوضه عن فشله في الزواج”.

وأضافت الاستشارية الأسرية: “وممكن بيحسبها بمنطق المكسب والخسارة، فهو كسبان من استمرار الزواج مع إمكانية الزواج التاني أو الخيانة والتعويض النفسي والمعنوي يبقى كده مش خسران حاجة”.

وعن الحل، قالت راجح: “محتاجين نحاول نقرب الإتنين لبعض؛ المرأة محتاجة تقدر أكتر معاناة الرجل في العمل، وتقدر قدراته العاطفية والجنسية إن كانت لا تلبي احتياجاتها لو شايفة أنه بيحاول وجايب أخره، ومحتاجة تتعلم إزاي تحتويه وتكون السكن ليه تبقى واقفة جنبه تقويه وتشجعه وتدفعه للأمام مش تكسر مآديفه”.

ونصحت راجح الرجل بأن “يطور من قدراته ويعالج أي ضعف فيها، فالمرأة كما تحتاج الأمان المادي فهى تحتاج إلى الحب، وهناك نساء تحتاج الحب أكتر من الفلوس، ومحتاج يحترم احتياجاتها دي ولا يقلل منها أو يستهين بيها، لأن هي دي سعادته”.

واختتمت الاستشارية حديثها قائلة: “لو أسعدها هتكون سعيدة وهتدخل على قلبه سعادة حقيقية هي خير متاع الدنيا، لكن لو أحزنها هتكون نكدية وهتنكد عليه عيشته هو وأهله”.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى