مقالات

فاطمة ناعوت…. تكتب هنا الإمارات.. ومصرُ تصنعُ الحياة

أكتبُ لكم من مدينة «أبوظبى» الهادئة، في رحلة قصيرة بدعوة من «مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية» لإلقاء محاضرة، وتوقيع لكتابى عن دار «روافد»: (إنهم يصنعون الحياة- بناء الإنسان في دولة الإمارات)، الذي كتبته عام ٢٠١٦، خلال الشهور الثمانية التي قضيتُها في مدينة «أبوظبى» الهادئة الوادعة.

خلال تلك الشهور، كانت عيناى ترصدان كلَّ شىء للوقوف على سرِّ معجزة «كوكب الإمارات» التي صنعتها في أقل من نصف قرن، حتى وصلت إلى ذلك المستوى الرفيع من التحضّر الإنسانى والعلمى والمجتمعى. أغمضُ عينى وأحلم أن أرى كل هذا في بلدى الجميل. لهذا أهديتُ كتابى عن الإمارات إلى مصر، حيث كتبتُ في الصفحة الأولى منه: (إهداء: إلى مصرَ… أحلُمُ أن أراكِ يومًا كما يليقُ بكِ أنْ تكونى. إليكِ يا مصرُ خارطةُ الطريق، في هذا الكتاب الصغير، عن دولةٍ شيّدتْ مجدَها بالحبِّ والقانون والتحضّر. فانهضى يا حبيتى من كَبوتِك.. واستعيدى بالحبِّ مجدَكِ المهدور).

نعم. كنت خلال تلك السنوات أغارُ وأغبِطُ دولة الإمارات، وأنتظرُ اليوم الذي أرى فيه مصرَ مثلها من حيث احترام حقوق الإنسان، مهما اختلف معتقدُه وجنسُه وطبقته الاجتماعية. وها هو حلمى يتحقق. مصرُ اليوم على الطريق بفضل الحكم الرشيد لرئيسنا المشير عبدالفتاح السيسى الذي أنقذ مصرَ من ويل الإخوان الإرهابيين، ونهض بها في تسارع مدهش خلال سنوات قليلة في مجالات تنموية عديدة، مثل: التعليم والصحة والعشوائيات وحقوق المرأة والطفل والمُعوزين والمرضى وذوى الاحتياجات الخاصة والاستثمار والنهضة المجتمعية والعمرانية وغيرها، ومازال يحاول ونحاول معه من أجل النهوض بالعقل الجمعى المصرى لنخرج من ظلامية التطرف الدينى الضيق، نحو رحابة السماحة الإنسانية والتسامح العَقَدى والتحضر الأخلاقى والمواطنة الحقّة والمدنية السوية.

وفى كلمته البديعة في تصدير كتابى عن الإمارات، كتب «سمو الشيخ عبدالله بن زايد»: (فى كتابها الجميل، تحدّثت فاطمة ناعوت عن التسامح في دولة الإمارات، وقالت إن السبب وراء ذلك كلمتان سحريتان: «التعليم، وتطبيق القانون». وأقول لها إنه لا يوجد خيارٌ آخرُ للبشرية سوى التسامح. فغيابُه يعنى الدمار الشامل. ويكفى أن ينظر أحدُنا حوله ليرى كيف انهارتْ دولٌ، وشُرِّدَت شعوبٌ، وأُبيدت جماعاتٌ وحضاراتٌ، فقط لغياب التسامح. فعندما يعتقدُ شخصٌ ما أنه هو وحده من سيدخل الجنّة، وهو وحده من يحظى برحمة الله، وهو فقط من يستحقُ الحياة، فإنه يتحوّل إلى وحشٍ بائس يقتاتُ على مآسى الآخرين، فيقتلُ الأطفالَ، ويُفجِّر دورَ العبادة، ويدعسُ بظلاميته على كلِّ ما هو إنسانى. لقد كان نهجُ الشيخ زايد، منذ بداية تأسيس الدولة، احترام الآخر أيََّا كان عِرقُه أو دينه، ففتحتِ الإماراتُ أبوابَها للعالم أجمع، وتحوّلت إلى قِبلة للحياة الكريمة. ولقد شدّ انتباه الأستاذة فاطمة أن حكومة الإمارات منحت أراضى لعدة جاليات وافدة من أجل بناء معبدهندوسى، وآخر بوذى، وأحبُّ أن أقول لها إن الحكومة قد شيّدت أيضًا العديد من الكنائس لمختلف الطوائف المسيحية، لأن دولتنا تعتقد أنه من حقّ كل معتنق ديانة أن يمارس شعائرَ دينه بكل طمأنينة ومحبة. إن اختلاف عقائدنا لا يجبُ أن يدفعنا للصراع مع الآخر. بل إن اللوحة الفنيّة لا يبرزُ جمالُها في أحيان كثيرة إلا عندما تتنوّع الألوانُ والأشكال فيها. أودُّ أن أتقدّم للأستاذة فاطمة ناعوت بالشكر لانشغالها بتجربة الإمارات الحضارية، التي على الرغم من حداثة سِنِّها، إلا أنها قدّمت نموذجًا عربيًّا وعالميًّا يتماهى مع روح القرن الحادى والعشرين. وإننى أرجو أن تُلهِم تجربتُنا دولًا شقيقةً وصديقة، لن نتوانى عن العمل معها للنهوض بشعوب الأمة العربية، وبناء مستقبل جميل لنا، وللأجيال القادمة).

انتهت كلماتُ «الشيخ عبدالله بن زايد»، ولا ينتهى احترامى للزعيم الخالد «الشيخ زايد»، الذي شيّد وطنه على أعمدة السمو والتحضر والإنسانية، فصنعوا تلك المعجزة الحضارية الجميلة: دولة الإمارات العربية المتحدة. وها نحن مع الرئيس «عبدالفتاح السيسى» نصنع معجزتنا المصرية الحضارية الوشيكة. وليس لدىّ شكٌّ في أن كتابى القادم سيحمل عنوان: (نحن نصنع الحياة- بناء الإنسان في مصر).

ودائمًا «الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن».

twitter:@fatimaNaoot

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى