بقلم:شيماء عماد
استيقظت من النوم متأخره كعادتها، لملمت اشياءها المبعثره على الطاولة فى الغرفه بعد ليله طويله قارسه البروده .
فلم يبقى أمامها سوى بضع ساعات حتى يعود الجميع من الخارج يلحون فى طلب الغذاء كعادتهم فى هذه الأجواء شديده البروده
بالصدفه تلاقت عينيها بوجه فى المرأة
اطالت النظر إلى هذا الوجه ذو الابتسامه الحائره
فوجدت سنوات وعقود امتزجت فيها وجه الطفله التى مازالت تلعب فى فناء المدرسة ترفع العلم وتغنى للوطن تبحث عن الاصدقاء ولا تخشى الأعداء.
،مع وجه المراهقه مرهفه الحس التى تقبل على الدنيا مفتوحه الذراعين غير مكترثه بالجميع ،وجه تلك العروس التى تطل بالفستان الأبيض فى عرس كبير، ثم تلك الأم التى تداعب أطفالها فى حنان يملؤها امل أن تراهم وهم يخطون خطواتهم الاولى ،والتى باتت لا تستطيع أن تمنع نفسها عن القلق عليهم والتعلق بهم رغم يقينها التام أنه سوف يأتي يوما ما ويرحلون للبحث عن مستقبل طالما سألت الله أن يجعله لهم يسير
حدقت النظر فى المرآة…..،
فبدت لها شعيراتها البيضاء أوضح الآن، فبعد أن ارتدت نظارتها الزرقاء ذات العدسات الامعه.
بدت لها تلك الخصله البيضاءوكأنهاجزيره، كونتها الايام من ترسيبات تلك المنطقة المحذوره التى احتفظت لنفسها بها طيله مراحل عمرها السابقه،،
تلك المساحه الخاصه جدا ،والتى لا يعرفها احد سواهاا ، أو ربما تعذر عليها احيانا انا تكشف عنها حتى لنفسها .منطقه جمعت فيها والخيبات والاخفاقات والنجاحات والأحلام والعثرات،، جمعت فيها كم المعرفه الذى تعلمته بطريقه الثواب والخطا برضاها حينا،،، أو دون رضاها احيانا
جمعت فيها فرحه اللقاء ،والم الفراق وبريق الآمال ،.فرحه النصر حينا ،ومراره الهزيمه احيانا .
إن هذه الخبرات هى من جعلتها الان ترى وجه جديد فى المرآه وكأنها تراه لاول مره …
يبتسم ولكن بحذر ، يتألم ولكن دون يأس، يحمل نظره ماهى الا مزيج من شجن على أمل ،مع بعض التحدى والإصرار.
…. انها حكمت السنيين.
خلعت نظارتها الزرقاء وهى تتمتم فى المرآه ياليت كان لى عقل الاربعين وانا فى العشرين.
مجرد خواطر.شيماء عماد
