بقلم القراء

د.خالد عبد الرحمن ….يكتب الخطأ في التقويم الهجري

 

بمناسبة السنة الجديدة، نشكر الله أننا نستعمل هذا التقويم … ففي التقويم الهجري الاسلامي تأتي شهور ربيع الاول و ربيع الثاني في الخريف و الشتاء ….
هل كانت اسماء التقويم الهجري أسماء عبثية ؟ أم لها معنى ؟
ما يقد الانسان للتفكير في صحة التقويم الهجري الموروث، بالإضافة لتثبيت الشهور مع الفصول، أسباب أخرى و هي :
-فريضة الحج لا يمكن ان تكون صيفا لأن قريش تقوم ب(رحلة الشتاء و الصيف)
– يفترض أن يكون رمضان في الخريف اين يعتدل النهار و الليل في معظم الكرة الارضية. و هذا ما كان عندما حدثت غزوة بدر في رمضان تزامنا مع عودة قافلة ابا سفيان من الشام في رحلة الشتاء (العودة)
– الاشهر الحرم الاربع التي يمنع فيها الصيد وذلك للحفاظ على الثروة الحيوانية و كذلك يحرّم فيها القتال كي يضمن الامن للحجاج و يكون موسم الحج في الشتاء حيث الجو لطيف بمكة …
لنعد الى اصل وضع التقويم :
قبل اكتشاف حساب الأيام و الشهور و السنوات، كان الانسان يلاحظ دورة الليل و النهار و منها تم تعريف اليوم و بعدها لاحظ دورة القمر حول الارض فوضع مفهوم الشهر و من دورة الفصول الأربعة تم تعريف مفهوم السنة …. فالسنة تعريفا هي الدورة الكاملة للفصول الأربعة (أو المواسم) وهذا يعني دورة الارض حول الشمس و الشهر هو دورة القمر حول الارض و تتم في 29 او 30 يوم …. و من هنا تم وضع التقويم في مختلف الحضارات و الثقافات : و هو ( معرفة السنين و الحساب ) و قد تم بالفعل الاستعانة بالشمس و القمر لمعرفة هذا الحساب …
لذلك اعتبر الآية الكريمة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ….) تأكيد لحقيقة فلكية علمية …
بالحساب دورة الارض حول الشمس (السنة) تتم في 365 يوم و ربع تقريبا
بمعنى أن هذا أكثر من الاثنى عشر شهرا بأحد عشر يوم تقريبا …
لذلك و حفاظا على التقويم الدقيق للفصول الطبيعية بشهور ثابتة تم تعديل الشهور بتوزيع الايام الزائدة (الاحدى عشر) على الاشهر…و هذا هو التقويم الميلادي الحالي…
الطريقة الثانية هي اضافة هي جمع الايام في ثلاث سنوات و اضافتها على شكل شهر (يسمى شهر كبيس او شهر نسيء) وهي مستعملة في التقويم الصيني، الفارسي و العبري
و لكن التقويم الهجري الحالي الذي يستعمله المسلمون لا يحترم الفصول و لا المواسم و لذلك فقد أصبح تقويما عقيما و لا معنى له و أضاع العرب فيه دينهم و دنياهم …
و سبب ذلك هو حذف الشهر الكبيس (النسيء) بسبب فهم خاطئ للآية القرآنية (أنما النسيء زيادة في الكفر يحلونه عاما و يحرموه عاما) و هناك خلاف على تاريخ الحذف ويقال أنه تم في عهد خلافة عمر بن الخطاب (وهو الارجح)
لو حذفنا مثلا يوم 29 فبراير و لا يضاف كل اربع سنوات سيأتي شهد يناير بالصيف بعد بضع قرون …
حذف شهر النسيء كان خطأ تاريخي و تفسير خاطئ …لأن من فسروا الآيات لا يعرفون علم الفلك و الحساب …. و تم حذف الشهر الكبيس
هذا الحذف جاء ردا لحيل العرب المختلفة و ذلك باضافة الشهر النسئ بين الاشهر الحرم طلبا للقتال و قطع الطرق و الصيد في (الشهور الحرم) و تجنبا للقتال في فصل الصيف أين الحر يكون في أوجه كما ورد في الآية الكريمة : (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)
فكلمة لاتنفروا في الحر هي السر …. فالقتال في الحر صعب جدا
من هنا نستنتج أن الفهم الخاطئ للآية القرآنية (أنما النسيء زيادة للكفر…) الذي أدّى الى افساد التقويم
أولا : قال تعالى في القرآن الكريم
فماهي الأشهر الحرم و ما فائدتها في الدين ؟ و ما فائدتها في الدنيا ؟
هذه الاشهر الاربع هي ذو القعدة و ذو الحجة و محرم و رجب
الاشهر الثلاث الاولى متعلقة بالحج حسب الآيةاالقرآنية (الحج أشهر معلومات…) و تحريم القتال فيهن يسمح بتوفير الامن للحجيج … و تحريم الصيد فيها يسمح بالحفاظ على الثروة الحيوانية …
مشكلة العرب انهم استعملوا الشهر الكبيس(او النسيء) بطريقة تلاعبية فيضيفونه بين الاشهر الحرم مع اعتباره شهرا غير حرام و هذا يعني السماح لقطاع الطرق بسرقة الحجيج و القضاء على الثروة الحيوانية
فزيادة الكفر هي في التلاعب في استعمال شهر (النسيء) و ليس في الشهر ذاته… فمشكلة اليهود في السبت لم تكن في يوم السبت بل في التحايل للصيد فيه و مخالفة تحريم العمل في هذا اليوم …
هذا الخطأ التاريخي أدى الى ضياع العبادات فصيام المسلمين لم يصبح في شهر رمضان و لا الحج اصبح في الاشهر الحرم
…علينا تصحيح التقويم الآن بما يوافق الفصول و بما يراه المنطق مع مراعاة الاشهر الحرم و التي هي أشهر الحج و التي يمنع فيها الصيد و القتال
الشيوخ الذين يتكلمون باسم الاسلام لا يعرفون علم الفلك و لا الحساب (إلا حساب الاموال) لذلك لا أمل يرتجي منهم ان يصححوا هذا الخطأ

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى