بقلم رئيس التحرير

دولة بهانه …. أعادت للمسرح شبابه المفقود

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين
هناك الكثير من القيم الجميلة اختفت من حياتنا.. هناك امور كثيرة رائعة هجرت مجتمعنا…بل ماتت امام اعيننا.. مما يضطرنا احياناً ان نتحسر عليها
عدد من الدعوات الرقيقة وصلتني من أسرة مسرحية (دولة بهانه) لحضور عرضها المقام بمسرح الهوسابير،
 
ذهبت إلى «مسرح الهوسابير»، برفقة الفنانه سهير رجب والمخرج جمال المصرى والملحن احمد دياب ،لنتابع ما يقرب من 100 دقيقة من إبداع “دولة بهانه” المحملة بنقد اجتماعى جرىء يصيغه باستقلالية وحيوية الشباب
 
وفوجئنا  بالعرض الذى اقل مايوصف بأنه ناجح رغم قله الامكانيات، خصوصاً في بعض التفاصيل الصغيرة التى لم اكن اعتقد أن اسرة المسرحية ستفطن اليها، بداية بالديكور ونهاية بحركات الربط مابين الشخوص داخل القالب الدرامي، أما الفكرة العامة للمسرحية فهي تستحق الاشادة والتصفيق، خصوصاً (الحبكة) التى إمتازت بها، حيث تناقلت مشاهدها بسلالة وتناغم بحيث لايمكنك إزاحة ناظريك من خشبة المسرح، وهذا سبب رئيسي لنجاح اي عمل ابداعي، حيث تمثل المتابعة بشغف جزءاً اساسياً لقياس مدى جودة الاعمال الابداعية بمختلف ضروبها.
مالفت نظري خلال المسرحية هو تدفق الموهبة الهائلة من اولئك الدراميين، وفي مقدمتهم افراد فرقة المسرحجيه(سيد ممدوح وسميه الإمام ومصطفى الشامى) ذلك الثلاثي الضاج بالروعة والتلقائية والذين استطاعوا منح المسرحية ابعاداً من الروعة والتأنق، إلى جانب بقية الكوكبة الفريدة، وأخص هنا الممثل سيد ممدوح والذى وبكل أمانة ادهشنا لحد بعيد وهو يقوم بتجسيد دور (عنتر) بصورة ابداعية مكنته من ابراز الكثير من مواهبه المدفونة والتى نجحت (دولة بهانه) في ابرازها ووضعها ضمن دائرة الضؤ.
دروس عديدة يمكن ان نستفيد منها من تلك المسرحية واولها طرد الاحاسيس القاتلة بأننا لانمتلك القدرة على صناعة مسرحح جاذب، تلك الافكار (الهدامة) التى استوطنت في دواخلنا منذ سنوات وجعلتنا اصحاب تركيبة (هشة) تتأثر ولاتؤثر، ودرس آخر قدمته لنا (دولة بهانه) وهو ضرورة الايمان بالمواهب المحلية والاقتناع بقدرتها على نفض الغبار عن درامتنا (النائمة) منذ سنوات، إلى جانب تصحيح تلك المسرحية لمعلومة في غاية الاهمية وهي ان (العِلة) ليست في الجمهور المصرى فهو ذواق للابداع وحريص على متابعته والتدفق الهائل لحضور العروض ابلغ دليل على هذا.
 

العرض كان ممتعا، وانصهر فيه الفنانون عبد المنعم المرصفى ومحمد مودى و هيثم نصر وصفوت عبد الحليم  وحسام حسن ونور الرفاعى واشرف فؤاد وهبه بدر وهاله شحاته وشريف زكريا فكان كل شيء منظما وبعيدا عن الارتجال، الحركات، الاصوات، واستحقوا على ذلك تصفيق الجمهور. كما حافظت الملابس على اسطورية الحكاية، وكانت الاضاءة والمؤثرات الصوتية لاعبين أساسيين في الاحداث، فظهر العرض متوازنا الى حد كبير.

 

لقد نجح المؤلف و المخرج عادل جمعه في تقديم رؤيته ببساطة وابتعدت عن التكلف، واستحقت الإشادة من جميع الحضور، الذين اثنوا عليه ، معتبرين ان هذه الخطوة اثراء للحركة المسرحية المصريه وتجربة يستفيد منها شباب المسرح

دولة بهانه  عرض يستحق المشاهدة أكثر من مرة حتى يستفاد منه منتجو السينما فى مصر ليتعرفوا على كيفية تقديم عمل يحمل بين طياته الكثير من الإبهار والتشويق.

قدم هذا النص برؤية واعية مجموعة من الممثلين الشباب الذين اتنبأ لهم بمستقبل مشرق يدل علي وعي الجيل القادم ويؤكد ان مصر ولادة‏,‏ فهم الذين سينتشلون المسرح المصري من عثرته قادهم بحرفية عالية مخرج واع بدور الكلمة في المسرح‏,‏ متمكن من ادواته الفنية متحكما في ايقاع العرض الذي لم يفلت منه قيد انملة‏,‏ ساعده في ذلك مجموعة الممثلين الذين كانوا نجوما‏,‏ ادوا ادوارم ببراعة
 شكراً اسرة (دولة بهانه) على هذا العرض الباذخ الجمال، وشكراً للمخرج عادل جمعه على تماسك العرض، شكراً لكم جميعاً وانتم تعيدوننا لزمان المسرح الجميل، شكراً لكم وانتم توقدون في دواخلنا شمعة الامل في مستقبل اخضر  لدرامتنا المصرية ولمسارح الدولة
شكرا الفنان سيد ممدوح الذي تميز بين شباب جيله بالاحساس الصادق وتنوعه فى الادوار  التي يقدمها والذى لم يغب ايضا عن المشهد السياسي طوال فترة الثورة حيث شارك في مختلف الفعاليات .
شكرا الفنانه الجميلةسمية الامام  التى جسدت دورها ببراعه وجذبت الجمهور لفنها الراقى على خشبة المسرح
شكرا لكل الفنانين الذين أبدعوا فى هذا العرض الذى يستحق المشاهدة أكثر من مرة
لاعزاء بعد اليوم لأصحاب (الاعذار الواهية)، ولاعذر كذلك لأصحاب (الشماعات) الذين اثقلوا كاهل هذه البلاد بأسباب (وهمية) عن ضعف مسرحنا و(دونية) كوادرنا المسرحية والدرامية، فلنبدأ العمل الجاد لاعادة المسرح لموقعه الطبيعي وسط دول العالم، ولنضع (دولة بهانه) نموذجاً لنسير عليه، فهي عمل إبداعي متكامل يستحق ذلك.
تحية تقدير لكل هؤلاء الفنانين دون استثناء علي تقديمهم هذا العرض المتميز الذي توافرت فيه كل عناصر النجاح والتميز‏ وكل حبي مصطفى كامل 

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى