بقلم الاعلامية والكاتبه حنان إبراهيم ئائب أول رئيس التحرير
ان التطرف ليس فقط تطرف ديني بل يجوز ان يكون تطرف اخلاقي ،، انه تجاوز حد الاعتدال والوسطية في الفكر أو الفعل عموما،، و المتطرف شخص متعصب لا يحكم على المواضيع و القضايا بعقله او بالمنطق و لا يتقبل الاخر !
هو ايضا ليس عادلا فى احكامه لانه دائماً يري ان من يشاركًه فى معتقداته هم الناجون أو المختارون و باقى البشر اما فى النار او انهم دون المستوي !
و المتطرف موجود فى كل الديانات و فى كل المجتمعات لكننا دائماً ما نركز على التطرف الديني فقط !
بالرغم ان هناك تطرف اخلاقي نجده مثلا فى ترويج افكار منافية لأخلاق و عادات مجتمعية مثلا نشر الاباحية يعتبر تطرف اخلاقي ،،، و هناك صفات يمكن ان تعرف بها المتطرف عموما ،، فدائما ما تجد المتطرف يهتم بالصغائر و التفاصيل الصغيرة و يعمل على تضخيمها !
هو دائماً سيّء الظن لا يري حسناتك بل دائماً يبحث عن العيوب ،، و المتطرف فى الغالب من أنصاف المتعلمين صاحب تفكير يتسم بالجمود لا يقبل سماع المخالف له ! فظ المعاملة و الكلام و الحجج !
الردود دائماً عدائية ،، يحرف النصوص و يفسر الكلام حرفيا و يتصيد الأخطاء و يقف كثيرا عند مناطق الخلاف و يعمل على تاجيج اي نقاش ليثبت انه على حق و لا يدع لك فرصة للحديث بما يخالف ما يؤمن به ،، و المتطرف عادة عدائي مندفع كاره لكل من خالفه فى الرأي او المعتقد او الدين ،، و اخطر انواع التطرف هو التطرف الفكري و هو الذي يغذي كل انواع التطرف الفعلية و يساعد على انتشار الأفكار السلبية و المعايير الخاطئة و بالتالي وجود نظام اجتماعي غير مستقر غير مهيأ للبناء او التنمية او مسايرة الحضارة لكن مهيأ للعنف فكلما اوغل طرف فى التطرف قابله اخر مناقض لفكره بتطرف أشد و هكذا حتى يصل المجتمع الى منطقة الخطر التى يصعب الرجوع منها و التاريخ مليء بقصص لمجتمعات تلاشت و قسمت و انهارت او دخلت فى حروب أهلية أنهكتها و تكون البداية حادثة صغيرة بين طرفين او مجموعتين متطرفتين تبادلا التطرف و زايدوا عليه
