انتشرت، فى الآونة الأخيرة، ظاهرة إعلانات الكيانات التعليمية الوهمية، التى تُعطى دورات تدريبية، وتمنح شهادات فى مجال الحاسب الآلى واللغات، ثم يكتشف الضحايا أنهم وقعوا فى فخ كبير، وأن هذه الشهادات لا قيمة لها.
وتعددت البلاغات أمام مباحث الأموال العامة بتعرض عدد من المواطنين للنصب على يد أحد أصحاب هذه الكيانات، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبطه وإحالته للنيابة.
بعد حصوله على شهادة المعهد الفنى للتمريض، ظل “أحمد. م. ع” يبحث عن وظيفة تناسب مؤهله لكنه فشل، حتى جاءته فكرة تأسيس أكاديمية تمريض تعليمية يديرها، وسرعان ما قام بتأجير مقر فى مدينة طنطا، مُستعينًا ببعض المدرسين وخريجى المعاهد وكليات التمريض للعمل كأعضاء هيئة تدريس بالأكاديمية.
وكلف أحمد عددًا من الشباب من معاونيه بتوزيع الإعلانات الورقية فى الشوارع، للتعريف بالأكاديمية واستقطاب الراغبين فى الحصول على دورات تدريبية وشهادات تعليمية، تحت إشراف بعض الجهات التعليمية الرسمية، حتى ذاع صيته، وبدأت الأكاديمية تستقبل عشرات الطلاب والخريجين والراغبين فى الحصول على شهادات لتقديمها فى وظائف مختلفة مقابل مبالغ مالية، وأوهمهم بأن هذه الشهادات معتمدة من جهات تعليمية رسمية، وهو ما شجعهم على تقديم أوراقهم دون تردد.
ومضت شهور دون اكتشاف أمر هذا الشاب، الذى كان يفرح كثيرًا بلقب الدكتور الذى أطلقه عليه الطلاب، بخلاف الواقع، واستطاع جمع الكثير من المال حصيلة رسوم التقديم للأكاديمية، حتى اكتشف بعض الطلاب تلك الخديعة عن طريق الصدفة.
وبعد أن حصل بعض الطلاب على الشهادة مختومة بخاتم الأكاديمية، وختم آخر لإحدى الجامعات، توجهوا لتقديمها فى إحدى الوظائف، وتم رفضها لكونها غير معتمدة وغير رسمية، فكانت صدمة كبيرة لهم، خصوصًا بعد أن توهموا بحصولهم على شهادة رسمية، ودفعهم مبالغ مالية مقابل ذلك، ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية نصاب كبير، ولم يجد الطلاب أمامهم سوى التوجه لمباحث الأموال العامة بالغربية لتقديم بلاغات عديدة ضد الدكتور المزيف.
وقام رجال المباحث بتكثيف تحرياتهم ومعلوماتهم بشأن هذه البلاغات، وتبين قيام أحد الأشخاص، عاطل، مقيم منطقة حى ثان طنطا، بإدارة أكاديمية تمريض دون ترخيص فى حى أول طنطا، وترويجه شهادات فى مجال التمريض مزورة لراغبى الحصول عليها، والنصب والاحتيال على الطلاب والاستيلاء منهم على مبالغ مالية نظير ذلك.
وأفادت الجهات المعنية بأن هذه الأكاديمية غير مرخصة، وبعد التنسيق مع مديرية أمن الغربية، تم اقتحام الأكاديمية، وضبط المتهم، ومجموعة من شهادات المزورة باسم الكيان غير المرخص، منسوبة صدورها لإحدى الجامعات، وإحدى الجمعيات، ومجموعة من شهادات الخبرة منسوبة لذات الكيان فى مجال التمريض والتحاليل الطبية، ممهورة بأختام منسوبة لإحدى المستشفيات الحكومية، وأكلاشيه باسم الأكاديمية الوهمية، ومجموعة من الكارنيهات بأسماء أشخاص مختلفة، ودفتر إيصال استلام نقدية، و18 ألف جنيه، ومجموعة من الكتب الدراسية منسوبة للأكاديمية الوهمية، وعدد من نماذج تسجيل بيانات الدارسين بالأكاديمية، ومجموعة من الدعاية والإعلان الخاصة بالكيان الوهمى، وجهاز كمبيوتر محمل بالعديد من الشهادات والأوراق وكشف بأسماء أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية.
واعترف بما أسفر عنه التحريات والضبط، وأقر بمزاولة ذلك النشاط غير المشروع، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، وإحالته للنيابة التى تولت التحقيق.
