بقلم الكاتبه والاعلاميه نشوى يسري
نحيا في هذه الدنيا ارواح تظل هائمة تبحث عن إنصافها لكي تكتمل وقد تأتي الصدفة او لا تأتي سواء انتظرناها ام لم ننتظر
صاحبتنا الليلة هي تلك الهادئة الحالمة
في يوم لم تحسب حسابه ساقتها الصدفة الي حفل كبير في زحام شديد أصوات تعلو ووجوه كثيرة وإذا به يقف بعيدا يسترق النظر اليها وهي الآخري تسترق النظر اليه
وبانجذاب النصفين اقتربا اكثر فاكثر وإذا بالزحام يتلاشي من حولهما ليمتلكا العالم بأسره ملكان متوجان مملكتهما ارض وبحر وسماء صمت يغلف كل شيئ مكتفيان بنظرات الاعين تسال وتجيب في صمت تتشابه الاسئلة والأجوبة ذاتها
تتداخل التفاصيل وتتعمق سماء إضاءاها قمر وكأنه حرم ضياؤه سنين طويلة وبحر يغمره هدوء وكأنه يخشي من صوته ان يزعجهم ورمال هي لؤلؤ ينساب بين أقدامهما
كلمات تتهادي فوق شفاهما كَلَحْن حب تعزف موسيقاه دقات قلبهما ساعات وساعات تمر اكتفي كل منهما بوجودهما معا وكأنه منتهي التمني
هكذا غرقت هي في حلمها دون ان تعي وفِي لحظة ينشق هذا السكون وإذا بكل ما في هذه الصورة يتلاشي انوار تتوهج أصوات تعلو أشخاص وأشخاص كثيرة وكأنها سحابة بشر أمطرت كل ما بها
وإذا هي تستفيق من حلمها ابتسامةًتعلو وجهها وهي مازالت تسترق النظر اليه هو بثباته وابتسامته الهادئة
اكتفت بتلك السعادة التي شعرت بها وكأنهما تلاقي في زمان غير الزمان ومكان غير المكان ألقت بنظرة اخيرة كأنها تهمس اليه يكفيني انني كنت معك انا وانت وساعات السهر
